شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الثاني
وكان لعزمي جار متوسط الحال اسمه بهجت له ولد يدرس الحقوق في السنة النهائية من الجامعة وكان هو وزوجه (سميحة) يفكران ماذا يفعلان يوم تخرجه وماذا سيكون عليه منظره وهو في ملابسه الرثة يومئذ..
ويسأل بهجت زوجته:
بهجت: ابننا منصور يا سميحة..
سميحة: ما به يا بهجت..
بهجت: ألم يفاتحك في شيء..
سميحة: أي شيء.. لا.. لم يفاتحني في شيء أبداً..
بهجت: ألم يقل لك أنه بحاجة إلى بدلة وتوابعها ليظهر بالمظهر اللائق بين زملائه..
سميحة: لا.. لم يقل لي شيئاً بهذا الشأن.. ولكن..
بهجت: ولكن ماذا؟
سميحة: ألا ترى أنه بحاجة إلى بدلة جديدة.. إنه طالب وفي السنة الأخيرة من الجامعة ومظهره يجب أن يتناسب مع بقية زملائه في الجامعة..
بهجت: هذا صحيح ولكن أنت تعرفين سوء حالتنا المادية.. ولا أدري ماذا أفعل.. أني يعلم الله مهموم من جهته..
سميحة: ولا يهمك يا أبو منصور..
بهجت: كيف.. بورك فيك يا أم منصور..
سميحة: سأقتصد في مصروف البيت.. وما يتوفر من ذلك نشتري به بدلة وتوابعها..
بهجت: عشت يا أم منصور.. عشت.. لقد أزحت عن كاهلي هماً كبيراً وعبئاً ثقيلاً..
ويدخل ولدهما ((منصور)) وهو يقول:
منصور: السلام عليكما..
بهجت: وعليك السلام يا بني..
سميحة: عدت مبكراً يا منصور على غير عادتك..
منصور: أنهيت أعمالي في الجامعة وعدت لأتفرغ للدراسة والمذاكرة فأيام الامتحان النهائي على الأبواب..
سميحة: ربنا معك..
بهجت: ربنا يوفقك ويكتب لك النجاح..
منصور: ربنا يتقبل منكما الدعاء..
ويعتدل والده في جلسته ويلتفت إلى ابنه منصور قائلاً:
بهجت: منصور.. ولدي..
منصور: نعم يا أبي..
بهجت: ألست بحاجة إلى بدلة جديدة قبل بدء الامتحانات..
منصور: لا يا أبي.. فبدلتي ما تزال جديدة..
بهجت: ولكنهما لا تليق بطالب على وشك التخرج في هذه السنة إن شاء الله تعالى..
منصور: المهم الدبلوم.. الدبلوم يا ماما قبل كل شيء. أما البدلة فشيء ثانوي…
بهجت: إذا كنت تتجنب ذلك تقديراً لحالتنا المادية.. فوالدتك سوف توفر ثمنها من مصروف البيت..
منصور: لا أريد يا والدي أن تقتّر في مصروف البيت.. فالغذاء أهم من اللباس.. كما لا أيدك أن تستدين في سبيل شراء أي شيء لي..
سميحة: ولكننا لا نريد أن نراك تظهر أمام زملائك في الجامعة بهذه البدلة القديمة.. وبهذه الجزمة التي تذكرنا بقصة (مداس أبي القاسم الطنبوري)..
منصور: أنا لا يهمني زملائي في الجامعة بقدر ما يهمني أنت ووالدي الذي لو وقع في أي دين فلن يسده عنه زملائي في الجامعة.. أو تعرضت أنت لا سمح الله لمرض من سوء التغذية فلن يرده عنك أحد..
سميحة: بورك فيك يا بني.. بورك فيك..
منصور: البدلة إن شاء الله تفصلها لي عندما آتيك حاملاً بيدي الدبلوم..
ويرفع الوالدان أكفهما ضارعين لله تعالى قائلين:
بهجت وسميحة: إن شاء الله.. إن شاء الله.. ربنا يكتب لك التوفيق والنجاح..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :645  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج