شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الأول
الأستاذ عزمي رجل أعمال، له ولد وبنت من زوجته عايده، وكان يفرط في تدليلهما بعكس والدتهما التي كانت كثيراً ما تتشاجر معه من أجل هذا التدليل..
وأقترب العيد وخرجت أمهما للسوق واشترت لهما كسوة العيد وعادت وهي مسرورة بما وفقت إليه.. وتحلق حولها ابنها سامي وابنتها سوسن فلما أعطت سامي كسوته قبّلها بين يديه وتطلع إلى أمه قائلاً:
سامي: ما هذه يا ماما..
عايده: هذه كسوة العيد يا بني..
وأجابها سامي متهمكاً..
سامي: ألم تجدي أحسن منهما في سوق الكانتو (البضائع القديمة)..
وانضمت إليه أخته سوسن قائلة:
سوسن: وأنا يا ماما..
عايده: وأنت ماذا يا سوسن..
سوسن: قماش كرتتي من نوع الدول (الرخيص جداً)..
وغضبت عايده وقالت بحدة:
عايدة: دول في عينك يا سوسن وكانتو في رأسك يا سامي.. فستانك يا أم نص لسان كلّف مائة ريال وبدلتك يا طويل اللسان قماشها كلّف مائة وخمسين ريال.. والخياطة لا بد أضعاف هذا المبلغ..
سامي: ولكن..
عايده: ولكن ماذا يا سامي..
سامي: قماش بدلتي وفستان أختي من النوع الرخيص وحرام دفع أجور الخياطة فيها..
سوسن: كلام أخي مضبوط يا ماما..
وتقاطعها أمها قائلة بنبرة حادة:
عايده: دخل والدكم لا يساعد على شراء كسوة أغلى من هذه الكسوة..
سامي: يعني عاجبك يا ماما (فوزي) ابن جارنا يلبس أحسن مني..
وتردف أخته قائلة:
سوسن: و (فايزة) أخته تلبس أشيك فستان بالبلد..
عايدة: ربنا يقول: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ (سورة الزخرف آية 32).
وجارنا ربنا متفضل عليه ونحن يجب أن نمد رجلنا على قد فراشنا..
سامي: أنا يا ماما سأحبس نفسي في البيت ولن أخرج لزيارة أحد..
سوسن: وأنا سأفعل مثل أخي..
وتتأثر والدتهما فتقول:
عايدة: إنني والله حزينة يا ولدي على أنكما لا تقدّران وضع والدكما المادي ولا تشفقان عليه، وقد صدق الله عزّ وجلّ حين يقول: إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ (سورة التغابن آية 14).
سامي: على كل حال نحن شركاء يا ماما..
وتنفعل والدته فتقول:
عايدة: إن شاء الله ينكسر بوزك يا سفيه.. إن شاء الله عمرك أنت ولاّ أختك ما خرجتم ولا استقبلتم.. يا خسارة تربيتنا فيكم..
ويأخذ ((سامي)) بيد أخته ويقول:
سامي: يا الله يا سوسن نروح ننسجن في غرفتنا..
سوسن: يا الله يا سامي السجن أفضل من البهدلة قدام الناس..
عايدة: في ستين داهيه.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :667  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج