شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من أعمال الخير
سناء: ماما.. ماما.. كم من مرة قلت لك أني لا أستطيع الاستمرار على هذه العيشة الرتيبة.. أكل ومرعى وقلة صنعة..
مفيدة: وماذا تريدين غير ذلك.. إننا هنا نطبق سياسة العزلة التي وضعها والدك علينا..
سناء: ولكني لم أتعود ذلك.. إن الذين يعيشون في منازل الستار الحديدي أحسن مني.. إنني هنا في زنزانة..
مفيدة: تقولين عن هذا القصر المنيف وأبهائه الواسعة وأثاثه ورياشه الثمينة النادرة وحدائقه الغنّاء إنه أشبه بزنزانة.. ليت والدي يسمع هذا..
سناء: وماذا عساه فاعلاً بي.. أتمنى أن يرجعني ثانية إلى أخوالي في الخارج لأتخلص من حياة السجن هذه…
مفيدة: إرسالك للخارج من رابع المستحيلات أو خامسها بالأحرى ولكن..
سناء: ولكن ماذا يا أماه..
مفيدة: اعملي على كسر هذا الطوق…
سناء: هل تساعديني…
مفيدة: أجل وبكل ما لديَّ من قوة وجهد…
سناء: ربنا ما يحرمني منك..
مفيدة: إنني يا بنتي أحس بأحاسيسك وآلم لآلامك وأحمل نفسي الشعور الذي تحملينه منتظرة اليوم الذي تعودين فيه لعلّك تفكين أسرنا…
سناء: يجب أن نرسم خطة محكمة يا أماه نستطيع بها كسر هذا الطوق الحديدي…
مفيدة: يجب وضع أكثر من خطة وأن نستعمل أكثر من سلاح وأنا على يقين أن واحدة من هذه الخطط أو الأسلحة سوف تنجح…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المهندس وليد يقول):
وليد: صلاح.. دكتور صلاح..
صلاح: نعم يا وليد.. ماذا تفعل في هذا المرتفع…
وليد: تعال شاركني في الاستمتاع بمناظر ذلك القصر الجميل وتصميمه البديع وأشجاره الباسقة وجناته الرائعة وموسيقى خرير مياهه المتدفقة..
صلاح: وبمرأى ابنة صاحب القصر علمت أنها آية في الجمال…
وليد: لعلي أسمع منك لأول مرة أن لصاحب القصر ابنة رائعة الجمال..
صلاح: وكانت تدرس في الخارج عند أخوالها…
وليد: من أين لك كل هذه المعلومات يا دكتور صلاح…
صلاح: هذا سر المهنة يا مهندس وليد…
وليد: حسناً وماذا عندك أيضاً من معلومات..
صلاح: أراك مهمتاً بالأمر فهل أحببت ابنة صاحب القصر على السماع أو كما يقول الشاعر:
والأذن تعشق قبل العين أحياناً
وليد: ليس المعقول أن أحب على السماع…
صلاح: إذن لم هذا الاستقصاء…
وليد: من قبيل العلم بالشيء ولا الجهل به…
صلاح: أتريد أن تقوم بمهمة دائرة الإحصاء والإسكان…
وليد: دعنا من المزاح يا صلاح.. هل عندك معلومات أكثر عن رب تلك الدار…
صلاح: صدقني ليس لدي أكثر مما قلته لك وإذا أردت معلومات أكثر فاذهب إلى متجر صاحب الدار بشارع الطيار..
وليد: شكراً.. شكراً..
صلاح: طيب أنا أستأذن يظهر أن جلوسك سيطول هنا.. أما أنا فمرتبط بعيادتي وبمرضاي في المستشفى…
وليد: ورافقتك السلامة.. وإلى اللقاء..
صلاح: إلى اللقاء..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فائق والد سناء يقول):
فائق: مفيدة.. مفيدة.. أين أنت… تعالي..
مفيدة: قادمة حالاً… حالاً…
(وتدخل سناء وهي تقول):
سناء: بابا.. جئت مبكراً على غير عادتك..
فائق: أريد استخراج بعض الأوراق الهامة من الخزانة.. وأمك تعرف أين هي..
سناء: هل أدعوها يا أبي…
فائق: لقد دعوتها وأظنها في طريقها إلينا…
(وتدخل مفيدة وهي تقول):
مفيدة: عدم المؤاخذة يا فائق.. كنت في المطبخ أشرف على بعض الطباق التي تحبها وأوصي الطباخة بالإسراع في تهيئتها لأنك جئت على غير عادتك اليومية..
فائق: أريد الأوراق الخاصة بشركة كاظم..
مفيدة: حاضر سآتيك بها حالاً…
سناء: يظهر أن والدتي سكرتيرة نشيطة يا أبي..
فائق: ومأمور أرشيف.. من الطراز الأول…
(يقرع جرس التليفون فتمسك سناء بالباعة وتقول):
سناء: هلو.. من.. جمعية البر بأبناء شهداء الوطن السليب… تريدون زيارتي هذا المساء.. أهلاً وسهلاً.. أنا بانتظاركم…
فائق: كيف توافقين على زيارتهم من دون إذنه…
سناء: هؤلاء السيدات تعرفت بهن بواسطة حرم صديقك الاستاذ أنور وقد زرتهن بصحبتهما في مقرهن حيث وقفت على نشاطهم الكبير في سبيل هؤلاء اليتامى…
فائق: أتعرفين الغاية من زيارتهن…
سناء: نعم.. إنها رداً لزيارتي لهن.. نسيت أن أقول لك أن حرم صديقك الأستاذ أنور ستكون معهن..
فائق: أنا أخشى أن تكون هذه الجمعية من الجمعيات التي تتاجر باسم الوطن السليب..
سناء: لا يا أبي إن هذه الجمعية تضم صفوة من سيدات المجتمع وفي طليعتهن حرم صديقك أنور.. ثم إني لا اصدق أن أحداً تسول له نفسه استغلال ذلك..
فائق: كنت يا بنيتي بعيدة عن وطنك منذ طفولتك وعدت الآن ولا شك أنك تجهلين أحوال البلد والطيب منها والفاسد.. وأرى أن تتصلي بالجمعية وتؤجلي زيارتهم لك…
سناء: لا أعرف يا والدي رقم تليفونهم..
فائق: تجدينه في دليل الهاتف..
سناء: ولكني أخجل يا والدي من التأجيل ولا أدري لم تخشى من زيارتهم لي…
فائق: أخشى أن يطلبوا منك التبرع وأنا غير مستعد لدفع أي شيء في الوقت الحاضر..
سناء: ولكني سأتبرع لهم بجواهري إذا طلبوا ذلك…
فائق: تتبرعين بجواهر…
سناء: نعم يا أبي وبملابسي ومدخراتي إذا اقتضى الأمر…
فائق: الآن أدركت خطأي الفادح حين سمحت لك ولوالدتك بالخروج والزيارات..
سناء: يا والدي.. لا يذهب مال من صدقة.. والله يربي الصدقات.. وسوف يبارك لك في صحتك ويزيدك نعمة على ما أنت فيه من نعمة..
فائق: ولكن ليس عندي ما أتبرع به لهذه الجمعية..
سناء: الخير وفير يا والدي.. فأحمد الله وأشكره فبالشكر تدوم النعم.. يمكنك التبرع بنسبة ضئيلة من أرباحك الطائلة في شركة كاظم للتجارة الخارجية..
مفيدة: الله سبحانه وتعالى يقول: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (البقرة آية: 272).
فائق: أسكتي أنت يا أم المصائب…
مفيدة: أنا أم المصائب يا فائق…
فائق: ايوه.. أنت التي أخذت سناء إلى هذه المجتمعات وأنت التي عرفتها بهذه الأشكال..
مفيدة: نعم..
فائق: وتقولين نعم…
مفيدة: نعم عرفت ابنتي وابنتك بطبقة ممتازة من سيدات مجتمع هذا البلد…
فائق: وشجعتها على أن تنفق أموالي على جمعيات وملاجىء وهبات..
مفيدة: الحمد لله الذي لم أشجعها على إنفاق أموالك على موائد الخمر والميسر..
سناء: يا ماما بالله عليك أسكتي واقصري الشر…
فائق: ما دمت مصممة على التبرع بمجوهراتك وأمك المحرض هي كذلك فأنتما أحرار في عملكما أما أنا فلن أتبرع بشيء حتى أدرس أحوال هذه الجمعية..
سناء: لك ما تريد يا أبتاه.. وإنني آسفة على قرارك هذا وسوف تبرهن لك الأيام أنك غير محق فيه…
فائق: مفيدة.. هات أوراق الشركة فقد تأخرت على موعدي مع رئيسها…
مفيدة: خذ تفضل هذه هي الأوراق.. مع السلامة..
سناء: مع السلامة يا أبي ربنا يوفقك إلى ما فيه الخير..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صلاح يقول):
صلاح: ما هي أخبارك وتقصياتك…
وليد: أخبار غريبة وعجيبة يا دكتور صلاح…
صلاح: هل خرجت منها بحصيلة طيبة يا وليد…
وليد: أجل يا صلاح وأي حصيلة..
صلاح: هات.. حدثنا يا أخي هات..
وليد: قام وفد من سيدات جمعية البر بأبناء شهداء الوطن السليب بزيارة سناء ابنة التاجر فائق رداً لزيارتها لهن ولتنظيم حملة التبرع لهذه الجمعية…
صلاح: عمل إنساني جليل.. وبعد..
وليد: وقد تبرعت سناء ووالدتها بمجوهراتهما مع سجادة كبيرة ثمينة كانت تزين صالون الاستقبال…
صلاح: ألم يكن لديهما سيولة نقدية حتى يتبرعا بها تبرعاً…
وليد: هنا تبلغ سناء ووالدتها قمة العمل الإنساني..
صلاح: كيف.. هل عارض والد سناء في التبرع..
وليد: نعم.. لقد كلمته سناء في موضوع التبرع فأبدى أعذاراً واهية فرمى سناء بآخر سهم في جعبتها بأن قالت بأنها ووالدتها سيتبرعان بمجوهراتهما…
صلاح: وماذا كان رد الفعل عند والد سناء…
وليد: أنفجر غاضباً وأصر على أنه لن يتبرع بشيء حتى تتجمع لديه معلومات أكثر عن تلك الجمعية وخرج وهو في شدة الغضب والحنق…
صلاح: الآن فهمت السر في تبرع سناء ووالدتها بمجوهراتهما.. حقاً لقد بلغنا القمة في مفهوم العمل الإنساني.. وماذا بعد.. إنهما معلومات شيقة هائلة..
وليد: المهم يا صلاح..
صلاح: المهم ماذا..
وليد: ماذا سيكون رد الفعل من جانب والد سناء على عمل ابنته وأمها..
صلاح: ماذا أنت..
وليد: لا أدري ولكني أعتقد أنه سيعيد الحجر على الأم والبنت فيمنعهما من الخروج والاتصال بالمجتمع..
صلاح: وأنا لا أظن أنه يفعل أكثر من ذلك…
وليد: ولكن…
صلاح: ولكن ماذا…
وليد: هل تقبل سناء وأمها بإعادة الحجر…
صلاح: ما رأيك…
وليد: لا أدري…
صلاح: رأيي أنهما لا تستطيعان مقاومة الحجر.. على كل حال أريد أن أفهم …
وليد: تفهم ماذا…
صلاح: سر اهتمامك بأمر هذا التاجر وزوجه وابنته.. هل…
وليد: هل ماذا..
صلاح: وقعت في المصيدة..
وليد: بل قل هل غرقت لشوشتك.. أقول لك نعم.. وألف نعم..
صلاح: إنني أرثى لحالك يا وليد فإنك كما يقول الشاعر…
فيا دارها بالخيل أن مزارها
فريب ولكن دون ذلك أهوال
وليد: حقاً إني أستحق الرثاء فهل سترثيني بقصيدة إذا ما مت في حبها..
صلاح: أيائس إلى هذا الحد يا وليد…
وليد: لست يائساً يا صلاح ولكني حائر والحيرة مقدمة اليأس…
صلاح: لا موجب لليأس ولا للحيرة يا وليد.. إنك مهندس شاب فيك كل مميزات الشاب المؤمن المثقف والعائلة الكريمة وهذا ما تطمع فيه كل فتاة ويتطلبه والدها من كل من يتقدم لخطبة ابنته..
وليد: شكراً على هذا الإطراء ولكن المهم عقلية والد سناء المتزمتة…
صلاح: لا شك أن موافقة والد الفتاة مهم ولكن الأهم عندي هو رأي الفتاة فيك يا باشمهندس…
وليد: أما من حيث الفتاة فليس لديها مانع بشرط موافقة أبيها.. وأبوها رفض كثيرين تقدموا قبلي لخطبة ابنته..
صلاح: وأنت في جملة ممن رفض..
وليد: لا ولكني خشيت نفس المصير..
صلاح: أتسمح لي بالتدخل في الأمر…
وليد: أنا لا أسمح بل أرجوك وأطلب إليك التدخل.. إذا كنت تستطيع..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سناء يقول):
سناء: ألا تشعرين بتغير في معاملة والدي لنا بعد أن فرض الحجر علينا ثانية أثر التبرع الذي قمنا به…
مفيدة: أجل يا بنيتي أجل.. ولكن..
سناء: ولكن ماذا..
مفيدة: أرى صحته تتدهور تدريجياً وأخشى أن تنهار فجأة..
سناء: إنه يجهد نفسه أكثر من اللازم…
مفيدة: صدقت يا سناء إنه يظهر نفسه شاباً في الثلاثين من عمره..
سناء: أسكتي يا ماما فها هو أبي قادم متعب يجر رجليه جراً…
مفيدة: لعلَّه يشكو من شيء.. هلمي لاستقباله..
(تسرعان لاستقباله.. وتقول سناء):
سناء: بابا.. ما بك أراك تجر رجليك جراً وكأنك تشكو من شيء…
فائق: إني متعب يا بنيتي.. خذيني يا مفيدة إلى غرفة النوم…
مفيدة: أأدعو لك الطبيب…
فائق: لا بأس عجلي..
مفيدة: ولكن طبيب العائلة في إجازة أأدعو غيره…
فائق: أدعي من شئت… خذيني يا سناء إلى غرفتي ريثما تستدعي أمك الطبيب…
سناء: ماذا تحس يا أبي…
فائق: أحس بداية آلام مبرحة في بطني وظهري ورأسي…
سناء: بسيطة يا والدي إنها عوارض برد ستزول بإذن الله..
فائق: إن شاء الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها مفيدة تقول وهي تقدم الدكتور صلاح إلى زوجها):
مفيدة: الدكتور صلاح يا فائق.. إنه من خيرة أطبائنا الشباب…
فائق: تشرفنا يا دكتور…
(موسيقى خفيفة يكون أثناءها الدكتور صلاح قد قام بسؤال المريض وفحصه.. نسمع بعد ذلك يقول):
صلاح: سيدة مفيدة أرى أن تنقل زوجك إلى المستشفى حيث تتوفر له العناية فيه… والحقنة التي أعطيته إياها ستريحه من آلامه الشديدة ريثما نصل إلى المستشفى..
فائق: أمرضي خطير إلى هذا الحد…
صلاح: أرجو ألا يكون ذلك ولكننا في المستشفى سنقوم بالتحاليل وأخذ الأشعة اللازمة على كل حال أطمئن بإذن الله..
سناء: يا دكتور..
صلاح: يا آنسة سناء المستشفى الأهلي الذي سينتقل إليه والدك به كافة الاستعدادات وبه العدد الوفير من الممرضات ويمكنك أنت ووالدتك زيارته…
مفيدة: أتريد أن تنقله الآن يا دكتور…
صلاح: نعم وسأطلب سيارة الإسعاف.. أين التليفون…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فائق يقول):
فائق: إنه مستشفى نظيف والعناية فيه جيدة… سناء..
سناء: نعم يا أبي..
فائق: من أين كل هذه الباقات من الزهور..
سناء: من جمعية البر بأبناء شهداء الوطن السليب، ومن الأستاذ أنور، ومن المهندس وليد..
فائق: المهندس وليد.. لعلي أسمع به أول مرة..
سناء: إنه من أقرباء صديقك الأستاذ أنور..
فائق: ولكني لم أشعر بدخول هذه الباقات…
سناء: كنت تحت تأثير العلاجات التي أعطاك إياها الدكتور صلاح…
(يدخل الدكتور صلاح والموسيقى مصاحبة فيجس نبضه ثم يقول):
صلاح: ها أستاذ فائق.. هل تشعر بأي تحسن…
فائق: الآلام الحمد لله خفيفة والفضل لله ثم لك يا دكتور…
صلاح: الفضل لله تعالى وحده فقد كانت حياتك في خطر ولكن الله نجاك.. قل لي هل أنت مرتاح هنا…
فائق: المستشفى هائل وممرضاته من الطراز الأول.. وهو في منتهى النظافة…
صلاح: إدارة المستشفى تنفق بسخاء ولذلك فهي تتعرض دائماً لعجز في مصروفاتها ولكن أرباب الخير الموسرين وغيرهم يسددون هذا العجز.
فائق: كم هو مبلغ العجز السنوي…
صلاح: يتراوح بين العشرة آلاف والخمسة عشر ألف جنيه أسترليني…
فائق: دكتور صلاح أرجوك قل لمدير المستشفى إنني مستعد للتبرع بمبلغ (15) ألف جنيه سنوياً لتسديد عجز هذا المستشفى..
صلاح: جزاك الله عن عملك هذا كل خير.. يا لها من بشرى سأزفها إليهم…
فائق: أما أنت يا سناء فقولي لرئيسة جمعية البر بأبناء شهداء الوطن السليب بأني سوف أبني ملجأ لأبناء أولئك الشهداء ومدرسة بجانبه لتعليمهم..
سناء: ربنا يطول في عمرك ويوفقك دائماً للخير..
فائق: دكتور صلاح.. هل تعرف المهندس وليد..
صلاح: أجل…
فائق: هل هو مهندس بارع يستطيع عمل تصميم للملجأ..
صلاح: بكل تأكيد…
فائق: هل أستطيع مقابلته؟
صلاح: الآن إذا أردت…
فائق: الآن.. أين هو..
صلاح: في صالة الانتظار قد جاء لعيادتك كما خبرني حين دخولي إليك…
فائق: قل له من فضلك يدخل…
(ويدخل المهندس وليد وهو يقول):
وليد: الحمد لله على سلامتك يا سيدي..
فائق: شكراً وشكراً له على باقة الزهور.. مهندس وليد…
وليد: نعم يا سيدي..
فائق: أريدك أن تصنع لي تصميم ملجأ يتسع لخمسمائة يتيم…
وليد: بكل سرور يا سيدي…
فائق: كم تأخذ أجراً على ذلك..
وليد: إنني أتبرع بأجرتي لهذا العمل الإنساني الخيري والذي تقوم به…
فائق: بورك فيك.. بورك فيك..
وليد: وسوف أقوم بالإشراف على التنفيذ متبرعاً أيضاً…
فائق: ليت لي ولد في مثل أخلاقك ونبلك…
صلاح: إنه يسعده ويسرفه أن يكون ابناً لك يا أستاذ فائق.. إني أتقدم بالنيابة عنه طالباً يد ابنتك المصون سناء.. فما رأيك…
فائق: أما من جهتي فأنا موافق بشرط موافقة سناء.. أدعها يا دكتور ومعها والدتها أنت يا وليد أنتظر في صالة الجلوس..
وليد: أمرك يا والدي…
(وتدخل مفيدة وسناء مع الدكتور صلاح فيقول لنا والدنا):
فائق: سناء.. لقد تقدم لخطبتك المهندس وليد وقد رضيت به فما رأيك…
سناء: أرضى بمن ترضى يا أبي…
صلاح: يا له من يوم خالد في تاريخ الإنسانية والبر والإحسان…
صوت صادر من مكان بعيد: بسم الله الرحمن الرحين: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. صدق الله العظيم (سورة سبأ آية 38).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1043  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.