شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النجاة
(نسمع عواء الذئاب ووقع حوافر دواب يركبها صمصام وأخته غادة التي نسمعها تقول له في هلع ورعب):
غادة: إلى أين يا أخي صمصام في هذا الليل البهيم.. أما تسمع عواء الذئاب.. ألا تخشى مهاجمتهم لنا..
صمصام: لا تخافي يا غادة فسلاحي في يدي وسلاحك في يدك…
غادة: ولكن عواء الذئاب يدل على أن عددهم كبير وأخشى ألا نستطيع ردهم أو الفتك بهم..
صمصام: هوني عليك يا أختاه فالسلاح الذي خلصك من فتك اللئام قدير بعون الله تعالى أن يخلصك من شر الذئاب…
غادة: الذئاب تقترب منا إني أرى عيونهم تلمع في الظلام الدامس فتنيره…
صمصام: إياك أن تطلقي الرصاص قبل أن أقول لك…
غادة: كما تقول يا أخي…
صمصام: أمسكي جيداً بلجام فرسك يا غادة وسيطري على أعصابك…
غادة: أما سمعت الصوت الغريب بين الذئاب المهاجمة.. لقد جفلت فرسي حتى كدت أقع من فوقها..
صمصام: أطلقي الرصاص يا غادة ولا تبعدي كثيراً عني خشية أن تضيعي في حلكة الظلام..
غادة: حسناً.. يا رب نجنا من الكرب العظيم…
(نسمع صوت الرصاص مصحوباً بموسيقى مناسبة تختلط بعواء الذئاب نسمع بعدها صوت مهند قائلاً):
مهند: أتسمع يا ساري العبارات النارية… إنها تتوالى وكان هنالك معركة…
ساري: هلم بنا يا مهند نستكشف الأمر.. فلا شك أن هناك أمراً جللاً…
(نسمع طلقات الرصاص وصوت صمصام يقول):
صمصام: أأنت بخير يا غادة؟
غادة: فكرة مسدسات الضوء هائلة يا صمصام.. فقد هرب الذئاب منها أكثر من العيارات النارية..
صمصام: الحمد لله الذي أراحنا منهم…
غادة: هل أنت مستعد لمواصلة السفر أم نجلس حيث نحن…
صمصام: أرى أن نبقى حيث نحن فأنا لا أستطيع السير فقد نهشني أحد الذئاب وجرحى ينزف…
غادة: لِمَ لَم تقل لي حتى أعصب جرحك وأخفف من النزيف…
صمصام: هيا افعلي.. وأطلقي مسدس الضوء قبل ذلك فلعلّه يرشد أحداً إلينا..
غادة: سأفعل ولكني بعد أن أعصب جرحك سأسير بك فلعلنا نكون على مقربة من مخافر الحدود أو قراها…
صمصام: حسناً لقد تركت لك القيادة فقد أسلمت مصيري ومصيرك إليه تعالى فإنه نعم المولى ونعم النصير…
(نسمع صوت مهند يقول):
مهند: ها هو ضوء مسدسهم يظهر أنهم ما يزالون على قيد الحياة أسرع بنا إليهم يا ساري…
(نسمع وقع خطوات جيادهم ثم نسمع بعدها صوت صمصام يقول):
صمصام: صه يا غادة فإني أسمع وقع حوافر دواب.. قربي سلاحي مني هيئيي سلاحك…
غادة: أنا حاضرة ولا سيما وقد أوقفت نزيفك.. على كل حال فأنا مستعدة لاسوأ الاحتمالات..
صمصام: من.. ضيوف أم سيوف…
مهند: بل ضيوف يا هذا جئنا مسرعين على صوت العيارات النارية ومسدسات الضوء…
صمصام: تقدموا…
(صوت ساري يقول):
ساري: سلام عليكم…
صمصام: وعليكم السلام…
مهند: هذا رفيقي اسمه ساري وأنا مهند…
صمصام: تشرفنا.. جئتم في الوقت المناسب.. اسمي صمصام وهذه أختي غادة..
مهند: تشرفنا.. أراك جريحاً يا صمصام…
صمصام: نهشني أحد الذئاب الكاسرة…
ساري: هلم بنا يا مهند نحمله على أحد الجياد إلى أقرب مركز للإسعاف…
مهند: لسنا بعيدين عن الطريق المسفلته.. فلنسرع به فقد نجد إحدى السيارات ونحمله فيها…
غادة: شكراً لكما…
مهند: العفو يا أختاه…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مهران يقول غاضباً):
مهران: يعقوب؟ يعقوب؟
يعقوب: نعم يا سيدي..
مهران: تعال أيها الغبي الأحمق..
يعقوب: ها أنا ذا بين يديك.. سيدي الكابتن..
مهران: كيف استطاع صمصام وأخته أن يفلتا من قبضتك.. أين كنت ساعة هروبهما.. تكلم.. أنطق…
يعقوب: كنت في مكتبي..
مهران: ومن الذي كان موكلاً إليه أمر الحراسة..
يعقوب: اثنان من الجنود جاويد وشلاش..
مهران: ومع ذلك استطاعا أن يهربا.. والغريب أن كلاً منهما كان في مكان بعيد عن الآخر..
يعقوب: لا بد وأن هناك مؤامرة دبرت لإخراجهما من السجن..
مهران: وكنت أجد المشتركين فيها..
يعقوب: كيف يا سيدي الكابتن؟
مهران: إذن كيف تمكنا من الهرب لو لم يكن لهما أعوان داخل منطقة السجن؟
يعقوب: إما أن يكون لهما أعوان فذلك غير مستبعد ذلك لأن صمصام كما تعرف يا سيدي بطل أسطورة.. وله مريدون وعشاق…
مهران: أنت منهم..؟؟
يعقوب: إنك يا سيدي تحاول أن تزجني في المؤامرة وأنا يعلم الله بريء بريء..
مهران: ذلك ما يجب عليك أن تثبته أمام المحكمة العسكرية.. ضابط غسان خذ يعقوب إلى سجن الموقوفين..
يعقوب: والله أنا بريء.. أنا بريء..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مهند يقول):
مهند: كيف أخوك اليوم يا مدموزيل غادة..
غادة: إنه بخير يا سيدي مهند.. لقد قيضك الله سبحانه وتعالى لإنقاذه ولولاك لكان في عداد الهالكين..
مهند: إنني لم أقم إلا ببعض ما يليه علي الواجب ولا يشكر المرء على واجب أداه..
غادة: أين رفيقك ساري؟
مهند: إنه يقوم ببعض أعمال وكلت إليه القيام بها..
غادة: لساني يعجز عن الشكر على ما لقيته منك ومن والديك الكريمين الذين شاءا إلا أن أكون ضيفة عليها…
مهند: إنهما سعيدان يا مستضافة أخت مسلمة جاءت إليها من بلد ظالم أهله..
غادة: أرجو أن يقدرنا المولى على رد الجميل..
مهند: أرجو لأخيك الصحة والعافية ولك طيب الإقامة بيننا..
غادة: أتريد أن ترى أخي..
مهند: يسعدني إذا كان قد صحا من نومه فالطبيب يشدد على إعطائه قسطاً كبيراً من الراحة وهو يحمد الله أن الذئب الذي عضه لم يكن مسعوراً..
غادة: الحمد لله والشكر لله.. لقد كانت ليلة ليلاء أراني من دون وعي أو تجسس نفسي لأني غير مصدقة أني على قيد الحياة.. أستأذنك في الذهاب لأرى أخي ما إذا كان قد صحا من نومه..
مهند: افعلي مشكورة..
(يدخل ساري قائلاً):
ساري: لقد سألت عنك فلم يعرف أحد أين ذهبوا حتى سيدي والدك..
مهند: إذن كيف وهذه بيكاني هنا؟
ساري: عرفت لأني لم أجد غادة في الدار..
مهند: ولكن غادة تأتي يومياً للمستشفى لزيارة أخيها المريض..
ساري: وأنت قلت لعلّه ذهب أيضاً لزيارة مهند أخي غادة لأني لاحظت اهتمامك الكبير بأمره..
مهند: ألا ترى أنه يستحق كل عناية..
ساري: أجل.. كإنسان غريب وضيف عزيز عليك.. (يقولها بشيء يوحي بغير ما يقول):
مهند: إنك تتكلم عن عنايتي بالمريض وكأني مدفوع بعوامل غير ما ذكرت..
ساري: هب أن هناك عوامل أخرى..
مهند: ما هي؟ أوضح..
ساري: أنا أقول هب أن هناك عوامل أخرى..
مهند: فهمت.. فهمت..
غادة: تفضلوا.. أخي يدعوكم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مهران يقول):
مهران: تعال يعقوب تعال..
يعقوب: نعم سيدي الكابتن..
مهران: أتدري لم أستدعيك؟
يعقوب: لا وإن كنت أطمع أن يكون في استدعائك الخير لي..
مهران: إنك في منتهى الذكاء..
يعقوب: الحمد لله الذي أزال ما بنفسك من غبائي وحماقتي..
مهران: سأطلق سراحك يا يعقوب..
يعقوب: الحمد لله الذي أحق الحق..
مهران: ما هو؟
مهران: أن تأتني بمهند حياً أو ميتاً..
يعقوب: لم لا تطلب يا سيدي تسليمه بموجب اتفاقية تسليم المجرمين المعقودة بين بلدنا والبلد الذي هرب إليه مهند وأخته..
مهران: لقد طلبنا ولكن طلبنا باء بالفشل وجاء دورك..
يعقوب: ولكن دوره خطير يا سيدي..
مهران: أجل ولذلك عهدت إلي لثقتي بمقدرتك.. وحنكتك..
يعقوب: إنه تقدير أعتز به وأفخر ولكني أرى أنني لن أفلح في تأدية هذه المهمة..
مهران: أسمع.. اختر بين إما أن تعود إلى زنزانة السجن لتكون نهايتك فيها أو تذهب في هذه المهمة..
يعقوب: فليكن ما تريد يا سيدي الكابتن..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت صمصام يقول):
مهران: برافو.. اسمع.. سوف نهيئ لك أسباب السفر ونزودك بالتعليمات والتفصيلات..
يعقوب: إنني على تمام الاستعداد يا سيدي الكابتن..
صمصام: وحاول مهران أن يستغني في أعماله الإجرامية واستغلال أختي غادة في أعمال التجسس.. ولكننا رفضنا..
مهند: وكان نصيبكما السجن..
صمصام: أجل.. وضيق علينا مهران الخناق وسأمنا شر التعذيب والاضطهاد ليخضعنا لرغبته ولكننا تدرعنا بالصبر منتظرين رحمة الله.. وفرجه..
ساري: قصة مثيرة.. وبعد..
صمصام: وجاء يوم الفرج ((مهَّد لنا إخواننا)) ممن كانوا يعملون تحت إمرة مهران سبيل الهرب.. فهربنا وكان هجوم الذئاب علينا السبيل إلى تعارفنا..
مهند: حقاً إن قصتكم مثيرة ولكني أريد أن أسألك يا صمصام..
صمصام: تفضل يا أخي مهند..
مهند: اطلاقكم الرصاص على الذئاب لم يمنعها من مهاجمتكم فلما أطلقتم مسدسات الضوء هربت فكيف تعلل ذلك..
صمصام: هذا سؤال أترك لأختي الإجابة عنه..
مهند: تفضلي يا آنسة غادة..
غادة: كنت أثناء هجوم الذئاب أتلو ما أحفظ من آيات الذكر الحميد وأقول يا الله..
يا الله.. فلما رأى أخي أرتال الذئاب كبيرة طلب مني استعمال مسدسات الضوء… فضحكت في نفسي وقلت..
ساري: وقلت إذا؟
غادة: قلت الرصاص لم ينفع في رد الذئاب فهل تفلح مسدسات الضوء وإذا بي أسمع هاتفاً يقول: بسم الله الرحمن الرحيم وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ. صدق الله العظيم (الأنبياء آية 76).
الجميع: صدق الله العظيم..
غادة: فأدركت عندئذ أن الله استجاب دعائي فأطلقت مسدسات الضوء ففرت الذئاب لا تلوي على شيء.. وكان ما كان مما لا حاجة إلى إعادته…
مهند: لا شك أن ذلك ببركة القرآن العظيم.. اللهم ثبتنا على الإيمان..
ساري: اسمحوا لي أن أذهب إلى إدارة المستشفى لأخذ الإذن لك يا صمصام بالخروج..
صمصام: أرجوك يا ساري.. ألف شكر..
يعقوب: أهذه الغرفة التي يرقد فيها صمصام.. يا سيدي..
ساري: نعم.. ماذا تريد منه؟
يعقوب: إنني من أقاربه وقد سمعت بمرضه فجئت لزيارته..
ساري: سأستأذن لك..
يعقوب: شكراً لك…
مهند: لقد عدت مسرعاً.. خيراً إن شاء الله…
ساري: وجدت بالباب رجلاً يريد زيارة صمصام ويقول إنه من أقاربه..
صمصام: أدخله…
(ويخرج ساري ويعود بيعقوب وما أن يراه صمصام حتى يقول والدهشة تعلو وجهه ووجه أخته)..
غادة: يعقوب.. الضابط يعقوب ما الذي جاء بك؟
يعقوب: جئت موفداً لآخذك يا صمصام حياً أو ميتاً.. هذه أوامر الكابتن مهران..
مهند: تقولها ولا تخشى منا يا يعقوب..
يعقوب: بل أقولها لأحذر صمصام وأخته من مؤثرات مهران وأعوانه عليه..
صمصام: حسبنا الله ونعم الوكيل..
غادة: حسبنا الله ونعم الوكيل…
صوت صادر من مكان بعيد: بسم الله الرحمن الرحيم الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ صدق الله العظيم (سورة آل عمران آية 172 - 174).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1123  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج