شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 5 ـ
أبو خالد: ول.. ول.. يا هو..
أم خالد: إيشبك يا سيدي..
أبو خالد: يظهر تقلنا السحور.. أنا وأنت رحنا في سابع نومه.. وكادت صلاة الصبح تفوتنا.. يا دوب لحقت الإمام وهو يكاد يركع الركعة الأولى..
أم خالد: يا شيخ خدني معاك.. خليني أكسب صلاة الصبح في الحرم. أنت ما شاء الله تصلي كل الأوقات فيه..
أبو خالد: وأنت العشا والتراويح ومرات المغرب..
أم خالد: صحيح.. لكن ابغي اصلي الصبح في الحرم..
أبو خالد: حاضر يا ستنا بس لا تأكليني أكلات ثقيلة في السحور..
أم خالد: صحيح أكلي ثقيل عليك يا سيدي..
أبو خالد: تقل علي أكلك هادا لأنو لذيذ وطعم أكلت منُّو بدون وعي..
أم خالد: يظهر أن كلمة تقل أكلك علي من التشابيه المعكوسة..
أبو خالد: ايوا يا ستي فيه نوع من البلاغة.. ولذلك ما تاخدي على خاطرك وتبوزي لحسن الكشرة ما تليقلك..
أم خالد: طيب واليوم تبغي تفطر إيه..
أبو خالد: أبغي أفطر نوم وأتغدى نوم وأتعشى نوم..
أم خالد: فليكن ما نشاء بس..
أبو خالد: بس إيش؟..
أم خالد: لا تفتح لي مرْشَنْق قبل المدفع بساعة..
أبو خالد: لا.. لا.. سوّي اللي تسوّيه أنا آكل بس الشوربة وصحن الفول المدمس والسمن البرّي عليه أوعى تنسيه..
أم خالد: شوربة حب ولا شعيرية..
أبو خالد: شوربة حب بالرأس..
أم خالد: وغيرو..
أبو خالد: والسمبوسك والسلطة..
أم خالد: وإيش كمان..
أبو خالد: والمعرّق بس خلي الواد باصلوح يجيب اللحمة أوصال مدهنة ويجيب كمان عضام وعصعوص واحد أو اثنين..
أم خالد: يظهر نفسك في ملوخية بالعصاعيص..
أبو خالد: عليك نور يا نور عيوني.. اللَّهم إني صائم..
أم خالد: اللَّهم إني صايمه.. فيه شي تاني..
أبو خالد: بس.. أنا ما رضيت أتقل عليك في الطبخ..
أم خالد: لا.. لا.. أبداً.. كلها حاجات بسيطة.. روح نام وأنا أكتب ورقة المقاضي لباصلوح وامتى أقوّمك..
أبو خالد: قبل صلاة الظهر…
أم خالد: حاضر.. نوم العافية..
أبو خالد: الله يعافيكي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الباعة وهم ينادون)
أصوات: يا جابر.. يا كريم..
أصوات: ستة بريال البيض طازه.. البيض طازه..
أصوات: قطايف.. وكنافة شعر البنات..
باصلوح: كنافة شعر البنات.. مين يأكل شعر البنات..
البائع: أنت غفل يظهر عليك..
باصلوح: أوزن كلامك يا شيخ ترى الدنيا رمضان ودم الواحد كما النّار..
البائع: طيب روح إن شاء الله عمرك ما أكلت شعر البنات..
باصلوح: ومين قلّك إني أحب أكل شعر البنات..
البائع: فارقنا يا واد بالصلاة على النبي..
باصلوح: اللَّهم صلي وسلم عليك يا نبي..
البائع: (لجاره) أما صبي لُكْدَه..
باصلوح: اللحمة.. والعصاعيص.. والملوخية والكزبرة والليمون والبقدونس والبذنجان الأحمر آه من غنمك يا جار السوء.. أكلت الكزبرة والبقدونس والفجل وخلّيتنا نشتريهم بالبقش..
(وبينما هو يمشي ويكلم نفسه يصطدم برجل فيقول له):
الرجل: أنت أعمى ما تفتح لما تمشي..
باصلوح: أنا أعمى شوف عيني 10/10..
الرجل: إذن صحيح أنت أعمى..
باصلوح: لكني شايفك يا عم.. أنت متين.. كرشك كبير.. لابس جبة حرير.. وثوب أبيض ومداس أبو خرزتين..
الرجل: لا.. أنت ولد لسانك طويل..
باصلوح: لو كان لساني طويل كنت شفتني محامي شرعي وإلاّ رئيس تحرير جريدة..
الرجل: اللَّهم أجرنا من لسانه.. اللَّهم أني صائم..
باصلوح: اللَّهم أني صائم.. أنا كمان زيك صائم.. ول.. ول.. يا باصلوح عمتك وصتك على حاجة ونسيتها وكتبتها في الورقة اللي ضيعتها إيش هيه يا ربي.. إيش هيه..
الرجل: نسيت إيش يا واد..
باصلوح: نسيت راسك الكبير..
الرجل: (لنفسه) لا.. لا.. هادا صبي سفيه خليني ابعد عنو..
باصلوح: لكن بياع الروس كيف أروح لو وأنا بيني وبينو ما صنع الحداد. أنا خايف من ساطوره وعمي مش معايا حتى يفزع لي..
الرجل: لا.. هادا الصبي مجنون يكلم نفسه طول الطريق..
باصلوح: آه في بياع روس غيرو ولكن محله بعيد والظهر رايح يأدن..
الرجل: خليني أنصحو يروح يمكن يصح لو ساطور يريّح الناس منو..
(نسمع صوت أم خالد وهي تقول):
أم خالد: سيدي قوم.. قوم بالله.. الظَّهر قرب..
أبو خالد: حاضر.. شكراً.. أنا قايم.. المقاضي جابها الواد باصلوح..
أم خالد: لا.. أتحير..
أبو خالد: يمكن تخانق مع واحد..
أم خالد: يعني ما تاب من عمله أمبارح..
أبو خالد: يموت الزمار وأصبعه تلعب.. وهادا ولد يشتري المشاكل..
أم خالد: طيب اطردو وشوف صبي غيرو..
أبو خالد: واحنا لاقين.. ونت شايفة أزمة الخدم..
أم خالد: صحيح قالوا إيش يصبرك على المرّقال أمرّ منُّو..
أبو خالد: مين.. مين..
باصلوح: أنا يا عم…
أبو خالد: إيش حيرك.. أخدتلّك تعسيلة في الطريق وإلاّ خناقه على الماشي..
باصلوح: لا يا عم.. السوق مزحومة من الأوادم زي الضَّر..
أبو خالد: يا واد صلّي على النبي لا تحسد الناس لاحسن عينك مدورة..
باصلوح: أنا باخاف من الحاسدين.. كيف أحسد الناس..
أبو خالد: يالله طلع المقاضي للمطبخ.. ومرة تانيه لا تتحير..
باصلوح: زين يا عم زين..
أبو خالد: يمكن الميكانيكي يجيب السيارة وأنا في الصلاة.. خليه يحطها في الكراج لا يخليها بره بعدين البزورة يلعبوا فيها ويجرحوها بالمسامير..
باصلوح: أجرح رقبتهم يا عم..
أبو خالد: لا كتر خيرك خلينا في ساعة مبروكة.. يكفينا عَمْلَتَكْ أمس الحمد لله اللي عدّت على خير..
باصلوح: بس يا عم الحقّ..
أبو خالد: أسكت.. بلاش حقّ وإلاّ باطل.. ناوي تفتح المحضر تاني..
باصلوح: زين يا عم زين..
أبو خالد: يا هو.. أنا نادر..
أم خالد: في أمان الله..
(نقله صوتية مسبوقة نسمع بعدها صوت موتور سيارة باصلوح يقول):
باصلوح: ايوا عمي يقول دخلها الكراج لا تخليها بره.. الزّناوى في الحارة كثير..
باصلوح: مع السلامة يا أسطى.. مع السلامة.. خلينا أنا كمان اصلي الضهر..
(نسمعه وهو يكبر للصلاة وبينا هو يصلي يدق جرس باب الزقاق فيقول (الله أكبر) مشيراً إلى أنه يصلي ولكن يبدو أن الطارق لم يسمع فيستمر فتصفق أم خالد من فوق وتقول):
أم خالد: الجرس يا باصلوح.. أنت أطرش.. ما تسمع..
(باصلوح يقول الله أكبر).. يستمر الجرس وينتهي باصلوح من صلاته ويسرع فيفتح الباب وهو يقول):
باصلوح: صوّرتنا يا شيخ وأنت تدق الجرس..
الطارق: أنتو نايمين قد كدا.. نومكم تقيل..
باصلوح: كنت أصلي ما سمعتني أقلك الله أكبر.. الله أكبر..
الطارق: وكيف أسمعك والباب بيني وبينك مسدود..
باصلوح: طيب إيش تبغي..
الطارق: عندي برقية..
باصلوح: هاتها بسرعة..
(يخرج البرقية ويسلمه إياها بعد أن يوقع عليها وما أن يذهب حتى تقول أم خالد):
أم خالد: ناولني البرقية بسرعة يا باصلوح..
باصلوح: حاضر يا عمتي.. حاضر.. اللَّهم اجعلها خير..
(يناولها إياها ويعود فإذا بعمه أبي خالد وهو يقول):
أبو خالد: هل جاب الميكانيكي السيارة؟..
باصلوح: ايوا يا عم.. وحطها في الكراج..
أبو خالد: ما في حاجة ثانية..
باصلوح: في…
أبو خالد: إيش هيه؟
باصلوح: برقية..
أبو خالد: من مين؟
باصلوح: ما أدري.. أعطيتها لعمتي..
أبو خالد: طيب..
(يصعد الدرج وهو يقول: اللَّهم اجعله خيراً):
أم خالد: برقية يا سيدي من خالد..
أبو خالد: إيش فيها..
أم خالد: يهنينا بشهر الصوم.. كل عام وأنت بخير..
أبو خالد: آمين يا رب..
أبو خالد: وإيش برنامجنا بعد الفطور؟
أم خالد: نروح لصلاة العشا والتراويح في الحرم..
أبو خالد: وبعدين..
أم خالد: أنا أبغي أروح لخالتي أهنيها برمضان.. وأنت..
أبو خالد: ماني داري أشوف كيف تصنفّلي.. وامتى اجي آخدك..
أم خالد: قبل السحور..
أبو خالد: وهو كذلك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أم محمود وهي تقول):
أم محمود: الناس تهاويلها كبيرة يا أبو محمود؟
ابو محمود: كيف يا أم محمود؟..
أم محمود: شفت كيف حادث أبو خالد ضخموه وكبروه وعملولوا راس ودنب..
ابو محمود: هادي مصيبة الفراغ يا أم محمود.. الناس ما في شي يشغلها تشتغل بنقل الأخبار وروايتها بالطريقة التي تراها مثيرة..
أم محمود: يعني أنا زعلت كتير.. لما سمعت الخبر ولولا أم خالد طمنتني كانت حالتي زفت..
ابو محمود: أبو خالد رجل عاقل ومو ممكن يقل عقله ويدخل في خناقه ومع مين.. مع جارو المسكين بياع الحليب..
أم محمود: كلامك صحيح.. لكن الست اللي روت لي الحكاية كانت تحلف إيمان مغلظة.. وأنا صدقتها..
ابو محمود: شيء مؤسف عندنا حلفان اليمين زي سلام عليكم والله تعالى يقول: وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة: 224).
أم محمود: أهو الحمد لله اللي كان الخبر مو صحيح.. والخضّة اللي أكلتها الله يسامح مين كان السبب..
ابو محمود: هادي لازم تكون لك درس حتى ما تصدّقي كل شيء من أول وهلة..
أم محمود: الساعة كام؟
ابو محمود: الساعة وحدة ونص.. أُف.. خلينا نلحق صلاة العشا والتراويح.. حديث أبو خالد كان رايح يضيعنا من الصلاة..
أم محمود: ايوالله وكمان أنا موعوده مع أم خالد نتقابل بعد صلاة التراويح في بيت خالتها..
ابو محمود: أنا متوضي.. أنت متوضيّة..
أم محمود: أيوه..
ابو محمود: هيا إلى الصلاة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1047  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.