شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 28 -
الإمام أحمد: (يقرأ الرسالة) من عثمان أمير البحر إلى الإمام أحمد.. سلام عليكم وبعد تلقيت أنباء موثوقة تفيد أن قوات الأسطول البرتغالي قد دخلت مياه بحر القلزم فماذا تأمرون؟.. التوقيع عثمان..
فارح: إذن فالهمسات صحيحة..
الإمام أحمد: بسم الله الرحمين الرحيم: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ صدق الله العظيم (آل عمران آية 173).
فارح: حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل..
الإمام أحمد: أدع قادة قواتنا البرية إلى اجتماع هام عاجل..
فارح: حسناً سيكونون لديك في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.. وماذا عن أمير البحر عثمان ألا دعوته..
الإمام أحمد: بعد اجتماعي بقادة القوات البرية سندرس مسألة دعوة أمير البحرعثمان إلى هنا أو نذهب إلى حيث يرسو بسفنه..
فارح: رأي سديد..
الإمام أحمد: اذهب بارك الله فيك…
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الاس جيروم يقول):
حيروم: سيدي الإمبراطور البشري سيدي الإمبراطور..
* * *
الإمبراطور: قلها بسرعة..
حيروم: دخل الأسطول البرتغالي بقيادة (فاسكو دي جاما) إلى بحر القلزم..
الإمبراطور: يا لها من بشرى تستأهل عليها مكافأة سخية..
حيروم: رضاء مولاي علي هو نعم المكافأة…
الإمبراطور: الرضا حاصل ولكن المكافأة ضرورية.. هل أخبرت الإمبراطورة؟
حيروم: كيف أخبرها بدون إذن منك..
الإمبراطور: قل للحاجب يدعو الإمبراطورة للحضور إلى مجلسي..
حيروم: بالأمر يا مولاي..
الإمبراطور: وأخيراً جاءت النجدة،، سأنتقم من المسلمين شر انتقام..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مبهجة تواكب دخول الإمبراطورة إلى حيث يجلس الإمبراطور وهي تقول):
الإمبراطورة: لك المجد والسلام على الأرض أيها الأمبراطور…
الإمبراطور: تفضلي بالجلوس..
الإمبراطورة: هل لي أن أسأل سبب دعوتي العاجلة إلى مجلسك؟
الإمبراطور: دعوتك لأزف إليك البشرى..
الإمبراطورة: أية بشرى.. مقتل الإمام أحمد..
الإمبراطور: أعظم من ذلك أعظم…
الإمبراطورة: أعظم من ذلك دخول الأسطول البرتغالي إلى بحر القلزم…
الإمبراطور: أجل أيتها الإمبراطورة.. دخل الأسطول البرتغالي بقيادة ((فاسكو دي جاما إلى مياه بحر القلزم)).
الإمبراطورة: وسندمر أسطول المسلمين وجيوش المسلمين بحيث لا تقوم لهم قائمة بعدها…
الإمبراطور: وسنحرر بلادنا من احتلالهم البغيض…
الإمبراطورة: بل يجب أن نغزوهم في عقر دارهم ونقضي على مملكة (العدل)..
الإمبراطور: صدقت.. فما دامت سلطنة (العدل) قائمة فلن يستقر لنا حال..
الإمبراطورة: حيروم..
حيروم: مولاتي..
الإمبراطورة: هل جاءك علم عن رد الفعل الذي تركه دخول الأسطول البرتغالي لدى المسلمين…
حيروم: لم تتسرب بعد إلي معلومات وافية عن رد الفعل ولكن قيل لي إن زحف المسلمين قد توقف عند (كسلا)..
الإمبراطور: هذا أول الغيث وستنهمر عليك بعده الأخبار.. المهم إن صح ما نقل إليك فذلك يدل على أن المسلمين يريدون تجميع قواهم لملاقاة أسطول البرتغال..
الإمبراطورة: وماذا علينا أن نفعل؟..
الإمبراطور: قل يا حيروم قل…
حيروم: الموضوع خطير والتمس دعوة قواد الجيش ورئيس الأساقفة وقادة الرأي للتشاور في هذا الأمر..
الإمبراطورة: رأي سديد..
الإمبراطور: أوافق عليه وآمرك باستدعائهم عاجلاً..
حيروم: بالأمر يا مولاي…
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فارعة تقول):
فارعة: وأخيراً صح ما كنت تتوقعه يا عثمان..
عثمان: عثمان: أجل يا فارعة أجل.. وإنني جد مهموم منه..
فارعة: لا تفكر فيه كثيراً فربما لا يستأهل كل هذه الأهمية..
عثمان: ولكني أعلم يقيناً ما عليه أسطول البرتغال من قوة واستعداد..
فارعة: إذا كانت أساطيله من حيث الاستعداد أقوى من أساطيلنا فإننا من حيث الرجال أقوى وأعز بإذن الله..
عثمان: ولكن صدور رجالنا وجوانب سفننا لا تستطيع تحمل قوة عتاده ووفرة سلاحه…
فارعة: ولكن قواتنا البرية من دون شك أقوى من قواته..
عثمان: هذا يعني إنني مع أسطولي ورجالي يجب أن نكون الضحية الأولى للمعركة المرتقبة..
فارعة: أوف إنك تتكلم بمنطق لا أستطيع مجاراته ولذلك يجب أن التزم الصمت ريثما يرد جواب الإمام أحمد على رسالتك..
عثمان: إنني أعلم مسبقاً ماذا سيكون عليه جواب الإمام أحمد..
فارعة: كيف؟..
عثمان: سيقول: قم بواجبك ونحن سنساندك بكل طاقاتنا ومجهوداتنا..
فارعة: وما عساه أن يقول غير هذا؟..
عثمان: أجل هذا في الحقيقة ما عنده وما بيده أن يفعل..
فارعة: هل عندك جواب غير هذا لو كنت في مكان الإمام أحمد؟
عثمان: لا.. ولكن ربما في الاجتماع الذي سيعقده معي ومع بقية القواد تظهر بعض أمور تنير لنا سبيل المعركة وكيفية تسيير دفتها..
فارعة: ولا شك أن عندك بعض الخطط لمواجهة خطط عدوك..
عثمان: بكل تأكيد يا فارعة ستكون المعركة بيننا وبين أسطول البرتغال معركة حياة أو موت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول):
الإمام أحمد: أيها الأخوة القادة جمعتكم لنتحدث في موضوع ما تناقلته الأخبار عن دخول أسطول البرتغال إلى مياه بحر القلزم لمؤازرة أعدائنا..
يافع: في الحقيقة كنت أسمع همسات أفراد جنودي عن أسطول البرتغال في بحر الهند ولكني لم أسمع بدخوله بحر القلزم إلاّ منكم الآن..
الإمام أحمد: إن الأسطول البرتغالي لم يدخل بحر القلزم إلا منذ أيام وهو في طريقه لمساندة أعدائنا الذين استنجدوا به..
فارح: ماذا عند الإمام أحمد لمقاومته؟
الإمام أحمد: ماذا عندكم أنتم أولاً..
يافع: أرى أن نجتمع حالاً يا أمير البحر عثمان ونستطلع رأيه لأنه وأسطوله هم الذين سيتحملون الضربات الأولى من أسطول البرتغال..
فارح: أجل أيها الإمام وإني أؤيد القائد يافع…
الإمام أحمد: وماذا عن قواتنا البرية المنتشرة في طول بلاد الأعداء وعرضها…
يافع: أرى أن نترك قوات رمزية بسيطة في الأماكن التي احتليناها ونتوجه بقواتنا الرئيسية إلى المكان الذي يجب أن نحدده نحن للمعركة…
الإمام أحمد: رأيك سليم..
فارح: وأنا أرى أن نبدأ في التنفيذ فالعدو يدق أبواب بلادنا ويهدد سلامتها..
الإمام أحمد: ولكنني أخشى من عدونا المتربص بنا والرابض في الجبال والمواقع النائية من أرضه أن ينتهز فرصة وجود قوات رمزية فينقض عليها ويبيدها.
يافع: إننا نواجه يا إمام أحمد معركة مصيرية يجب أن نحشد لها كل ما لدينا من قوات وطاقات.. أما أن ينقض عدونا على القوات الرمزية البسيطة فيبيدها فالحرب لها وقودها وطعامها..
فارح: الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتليناها ربما يكون أسلم لتفادي ازدياد عدد الضحايا… ومتى ما انتهت المعركة المصيرية أمكننا استئناف القتال ضد أعدائنا..
الإمام أحمد: إنني أؤيد فكرة الانسحاب الكامل من أراضي العدو لأننا بحاجة شديدة إلى كل جندي في معركتنا المصيرية..
يافع: أرجو من الإمام أحمد أن يأمر بالتنفيذ الفوري حتى نشرع فيه فالوقت ضيق وأخشى أن يفاجئنا أسطول البرتغال قبل أن نكون قد فرغنا من استعداداتنا لمواجهته…
الإمام أحمد: تول يا فارح العملية.. أما أنا ويافع ومن معنا من قوات فسنسرع إلى حيث يقيم أمير البحر عثمان حتى نتداول معه فيما يجب..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمبراطور يقول):
الإمبراطور: إذن فقد بدأ المسلمون بالانسحاب التام من أراضينا..
حيروم: بلى.. بلى.. وهذه آخر الأخبار..
الإمبراطور: ماذا يرى القادة المجتمعون؟
رئيس الأساقفة: المسألة حربية محضة وتقديراتنا لها أو رأينا فيها بالأحرى لا يكون كرأي القادة الذين يعملون في ميادين القتال..
الإمبراطور: هذا رأي جميل.. ماذا يرى قواد الميدان…
حيروم: اسمحوا لي أيها القادة أن أتكلم بلسانكم..
أصوات: تكلم..
حيروم: أرى أن ننقض على قوات المسلمين المنسحبة..
الإمبراطور: هل لدينا قوات كافية للانقضاض؟…
حيروم: لا ولكننا سنقوم بحرب عصابات يكبد قوات المسلمين المنسحبة خسائر كبيرة في الرجال والعتاد..
رئيس الأساقفة: ما رأي الإمبراطور المبجّل فيما يقوله قائده؟
الإمبراطور: لعلَّ هذا النوع من الحرب هو الأنفع في حرب قوات العدو المنسحبة..
أصوات: موافقون.. موافقون…
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الإمام أحمد يقول):
الإمام أحمد: ماذا تقول يا عثمان؟
عثمان: أقول إن سفن أسطول البرتغال مجهزة بعتاد مدمر لا تملك مثله سفننا..
الإمام أحمد: ألا يمكن شراء مثله من جهات أخرى..
عثمان: قلت لكم إن هذا النوع من الأسلحة لا يصنعه إلا البرتغاليون أنفسهم..
الإمام أحمد: إذن ما العمل؟..
عثمان: لعلَّ لدى الأخوة القادة آراء وتوجيهات..
يافع: تفوق العدو في السلاح أمر له خطورته وخصوصاً في السفن الحربية لأن الحرب فيها يعتمد على قوة السلاح ولذلك أرى ألاّ يجري حرب بين أسطولنا وأسطول العدو.
الإمام أحمد: ماذا تقول؟
يافع: لأن مصير أسطولنا الدمار لا محالة..
عثمان: إنه يقول صدقاً أيها الإمام ولكن..
الإمام أحمد: ولكن ماذا؟
عثمان: سأعمل جهدي على أن أقوم بمناورة أقترب فيها جداً من أسطول البرتغال بحيث يتمكن رجالي من القفز على سفن العدو والالتحام معهم بالسلاح البيض..
يافع: ولكنها محاولة محفوفة بالخطر يا عثمان..
عثمان: نحن بين الانسحاب من المعركة وترك القوات البرية تتحمل ثقلها وبين القيام بالمحاولة الخطيرة التي قلتها..
الإمام أحمد: أؤيد المخاطرة خيراً من الانسحاب..
أحدهم: شوهدت سفن الأسطول البرتغالي على بعد يوم أو بعض يوم من مواقعنا..
(وهكذا استطاع المسلمون اقتحام الأسطول والقضاء على من فيه، وكتب الله لهم بذلك نصراً مؤزراً).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :855  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.