شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة – 23 -
فوزي: وجدتها... وجدتها...
سلوى: وجدت ماذا يا فوزي؟
فوزي: أنت تشكين من عدم معرفتك للغة هذا البلد:
(ويتدخل فريد قائلاً):
فريد: وأنا كذلك يا فوزي فهل لديك الحل.
فوزي: أجل رشح لي أحد أصدقائي فتاة تدعى (نارمين) لإعطائك دروساً خصوصية وسأطلب منها إعطاء (فريد) أيضاً.
سلوى: حسناً تفعل...
(ووافقت ((نارمين)) وفرحت بهذا المورد لأن أباها أقعده مرض الشيخوخة واستطاعت بهذا المورد إعاشة والدها وأمها وعمتها ونفسها بالإضافة إلى دراستها الجامعية، وأحبت سلوى الفتاة كما لو كانت ابنتها وكذلك فوزي وفريد. وتتحسن حال الفتاة المادية بما يقدمه فريد وسلوى لها فوق أجور الدروس الخصوصية. ويشعر ((فريد)) بحب جارف لهذه الفتاة يسرُّ به إلى فوزي قائلاً):
فريد: فوزي لقد أحببت هذه الفتاة حباً جماً وأتمنى لو يعود بي العمر للوراء فأتزوجها.
فوزي: الحق معك يا فريد إنها آية من الجمال والكمال.. ولكن..
فريد: ولكن ماذا؟؟
فوزي: الشاعر يقول يا فريد ((ما الحب إلا للحبيب الأول)).. فهل سرح خيالك إلى آفاق بعيدة؟؟
فريد: لعلك تقرأ يا عزيزي ما يدور في خلدي أو رؤى خيالي...
فوزي: أخشى أن تصبح أحد العشاق المجانين الذين تتحدث عنهم كتب التاريخ...
فريد: يا ليت.. يا ليت..
فوزي: وتقول يا ليت.. أدركيني يا سلوى..
سلوى: ما وراءك يا فوزي..
فوزي: فريد جن بحب الفتاة (نارمين)..
سلوى: وأنا معك يا فوزي لقد أحببتها كما لو كانت ابنتي وأعز...
فريد: (مقاطعاً) وسأشتري فيلا بهذا البلد أسكن فيها من أجل هذه الفتاة نهائياً.
(نقلة صوتية مشفوعة بموسيقى خفيفة).
نارمين: (مخاطبة أباها) بابا لقد غمرني هؤلاء الغرباء بعطفهم وحنانهم وكرمهم.
والد نارمين: جزاهم الله عنا كل خير.. بس يا بنتي.. أوصيك.. أحذري تطلعيهم على أي شيء عن عائلتنا أو عن أمك أو.. أو.. عنوانك الحقيقي...
نارمين: سأفعل يا أبي.. كن مطمئناً وواثقاً مني...
والد نارمين: بورك فيك...
* * *
(نقلة صوتية تعقبها موسيقى خفيفة يسمع بعدها صوت فريد يقول):
فريد: مر يومان ونارمين لم تأت لإعطاء الدروس وأخشى...
فوزي: تخشى ماذا يا فريد...
فريد: أخشى أن تكون مريضة أو أن أحد الشبان الصُيَّع اختطفها.. فما أكثرهم في هذا البلد...
فوزي: سأسأل عنها من الشخص الذي رشحها للعمل معنا.
فريد: أرجوك... أسرع وأخبرني فإني أكاد أجن من طول غيابها...
فوزي: يا ويلنا من جنون خيالك يا فريد... سأسأل.. ثق.. وسأذهب معه بنفسي للاطمئنان...
(وبينما هما في الحديث، يسمعان طرقاً على الباب فتسرع سلوى لفتح الباب وإذا نارمين هي الطارقة فتصرخ سلوى من الفرحة)...
سلوى: عادت نارمين.. عادت.. الحمد لله..
(وتشبعها لثماً وتقبيلاً).
فوزي: الحمد لله على السلامة...
فريد: حمداً لله على سلامتك.. شغلت بالنا.. خير إن شاء الله...
سلوى: إنها تبكي يا جماعة!
(وتضمها سلوى إليها قائلة)..
ما بك يا حبيبتي.. ما الذي يبكيك؟؟
نارمين: والدي توفي وانشغلت بدفنه وتقبل العزاء فيه..
الجميع: عظم الله أجرك. البركة فيك..
فريد: لما لم تخبرينا؟
نارمين: لم أشأ إزعاجكم. جوزيتم خيراً على مواساتكم
سلوى: ستسكنين معنا يا نارمين..
نارمين: شكراً يا سيدتي.. لدي عمتي وزوجها العجوز وهما بحاجة لرعايتي..
فريد: بورك فيك.
(وأدرك فريد بحاسة خياله وأفقه الواسع أن الفتاة تخفي سراً، فعزم على أن يعرفه وظل يتردد إليها).
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة وصوت فوزي يهاتف فريد قائلاً).
فوزي: البشرى يا فريد...
فريد: بشرك الله بالخير...
فوزي: أخبرني الشخص الذي رشح نارمين لإعطائك وسلوى دروساً خصوصية
فريد: (متلهفاً): أخبرك ماذا؟؟
فوزي: تخرجت نارمين في الجامعة بدرجة شرف في علم الاجتماع...
فريد: يا للبشرى... يا للبشرى...
(ويطرق الباب فتسرع سلوى لفتحه وإذا بنارمين هي الطارق...)
سلوى: مبارك يا نارمين.. مبارك..
الجميع: مبارك... مبارك...
نارمين: شكراً وألف شكر... جئت لأدعوكم حضور حفل التخرج..
سلوى: سنكون أول الحضور... بشرط..
نارمين: ما هو؟؟
سلوى: أن تحضري حفل العشاء الذي سنقيمه احتفاءً بتخرجك...
نارمين: لساني عاجز عن الشكر...
(وحضروا حفل التخرج وعادت معهم إلى حفل العشاء وامتدت السهرة إلى ما بعد منتصف الليل وقد شكرتهم نارمين عليه واستأذنتهم في الإنصراف... فقالت لها سلوى):
سلوى: سنرافقك إلى منزلك فقد أوغل الليل....
نارمين: أنا ابنة البلد... وأنا لا أخشى إلا الله...
فريد: سنوصلك إلى دارك لأننا نخشى عليك...
نارمين: حسناً شكراً..
(ويوصلونها إلى دارها، ودعتهم للدخول فشكروها وعادوا وفوزي يقول):
فوزي: حسناً لقد عرفنا أين تسكن...
* * *
(نقلة صوتية يسمع بعدها صوت جرس التليفون فيمسك فريد بالسماعة وإذا المتكلم).
سامي: أنا سامي يا فريد...
فريد: يا سلام كم أنا كنت مشتاقاً لأسمع صوتك..
سامي: وأنا نفس الشعور ومهاتفتي لمعرفة مكانك فالحمد لله على ذلك...
ألا تريد أن تزورنا يا فريد... فزوجتي ماريا مشتاقة لرؤياك...
فريد: سأفعل إن شاء الله قريباً...
سامي: كيف سلوى وفوزي...
فريد: بخير الجميع... تود مكالمتهم...
سامي: أرجوك...
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت نارمين تخاطب عمتها).
نارمين: عمتي... سمعت بحضور طبيب عالمي في البلد وأريد أن أعرض والدتي عليه...
العمة: هل لديك الأجور اللازمة...
نارمين: فريد الذي أعطيه الدروس الخاصة يغمرني دائماً بعطفه وحنانه كما لو كنت ابنته... وهو على ما أرى على سعة من المال وأريد أن أطلب منه قرضاً لمداواة والدتي أسدده من أجور دروسي له...
العمة: افعلي... وفقك الله وأسرعي قبل أن يغادر الطبيب العالمي البلد...
* * *
(نقلة صوتية نرى نارمين مع فريد وهي تقول):
نارمين: يا أستاذ فريد لدي مشكلة أحب أن أعرضها عليك...
فريد: قولي ما هي؟
نارمين: لديَّ والدتي بكماء ومجنونة وأريد أن أعرضها على الطبيب العالمي الذي وفد إلى هذا البلد، ولكن حالتي المادية لا تساعدني. فهلا تكرمت بمساعدتي على معالجتها وسأسدد ما تعطيني من الدروس الخصوصية لك وللسيدة الفاضلة سلوى.
فريد: غالي والطلب رخيص. هيا إلى منزلك لأخذ والدتك إلى الطبيب وسأتصل بفوزي ونحن في الطريق ليأخذ لنا موعداً معه فهو دبلوماسي ولا شك أنهم سيعطونه الأولوية...
نارمين: شكراً يا سيدي شكراً...
(يذهبان لأخذ والدتها للطبيب وكانت المفاجأة عندما رأى والدة (نارمين) إذ عرف أنها زوجة صادق المفقودة وأدرك أن نارمين هي (هدى) ابنته أيضاً فكاد يصعق فرحاً ولكنه كتم الأمر ونقل والدة نارمين للمستشفى. ودفع الأجور المطلوبة وعاد فأبرق إلى والد ((صادق)) وعايدة وسامي وماريا يرجوهم الحضور بسرعة، فالأمل كبير في العثور على المفقودين.. وبعد ذلك أخبر ((سلوى)) و((فوزي)) بما جرى فسارا إلى المستشفى. وتأكدت ((سلوى)) من أن المريضة هي زوجة ((صادق)) المفقودة فرجعت لتبرق فأخبرها ((فريد)) بأنه أبرق...
وتصادف وصول والد صادق وصادق وعايدة وسامي وماريا في اليوم الذي سمح فيه الطبيب ((لسلوى)) و((فريد وفوزي)) بزيارة المريضة بعد أن نجحت العملية، واستردت المريضة عقلها وانطلق لسانها...
ودخل الجميع على المريضة، وكانت المفاجأة صرخة ((صادق)) زوجتي زوجتي! حمداً لك يا إلهي! ثم هجمت عليه ابنته ((نارمين)) تغمره بقبلاتها وهي تقول:
نارمين (هدى): أبي: أبي يا رب لك الحمد والشكر...
ويلتفت ((مصطفى)) والد ((صادق وعايدة)) إلى فريد ويقول
مصطفى: لا ندري بماذا نجازيك يا فريد...
فوزي: هل تسمح يا فريد...
فريد: قل ما شئت...
فوزي: جزاء فريد يا عمي مصطفى قبولك طلب يد الآنسة ((عايدة))..
مصطفى: ((منطلقاً لعايدة)) قائلاً: ما رأيك يا عايدة...
فتبتسم ((عايدة)) وتسكت فيقول: السكوت إقرار...
مبارك.. مبارك يا ولدي... تعالي أقبلك..
(( وتنتهي التمثيلية بموسيقى الأفراح ))
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.