شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 12 ـ
سوزي: ما هي يا أندي؟؟
أندي: سوف أكرس جزءاً كبيراً من أرباحي لفتح مكتبات ودور النشر في العالم وسأسميها... ماذا تقترح يا عماه؟؟
جيمس: مكتبات كارنيجي...
سوزي: وأنا أثني على اقتراح والدي...
أندي: وأنا أوافق على ما ارتأيتما...
جيمس: لعمري أنه عمل خالد تقدمه للإنسانية يا أندي...
أندي: إنك صاحب السبق والرائد يا عماه فمكتبتك التي كان لها الفضل في تنمية مواهبي كانت المنطلق لتفكيري في تأسيس مكتبات في العالم إذا سمحت مواردي المالية...
جيمس: وها هي مواردك والحمد لله تسمح بذلك...
أندي: أنك يا عمي توافقني بل وتؤمن مثلما أؤمن أن الجهل من أكبر أسباب شقاء الإنسان هذا الإنسان الذي يجب أن نوفر له ما أعطانا الله الفرص للاستزادة من العلم والمعرفة...
جيمس: أجل.. أجل..
أندي: ثم أنني أرى بل وادعو جميع الأثرياء في العالم أن يخصصوا قسماً من أموالهم وهم على قيد الحياة لخير الجنس البشري وليس كالعلم شيء ننفق في سبيله أموالنا...
جيمس: بورك فيك يا أندي بورك فيك يجب أن يقتدى بك كل الأغنياء الذين يجب أن يحرصوا على إنفاق أموالهم في وجوه البر والاحسان والعلم والعرفان..
سوزي: وأرى أنا يا أندي...
أندي: قولي يا عزيزتي...
سوزي: أرى أن تضع الحجر الأساسي لأولى مكتبات كارنيجي في مدينة...
أندي: أي مدينة يا سوزي...
سوزي: مدينة (دنفرلاين) مسقط رأسك فهي أحق بلد بالافتتاح...
جيمس: فكرة رائعة... صائبة... أني أؤيدها وأهيب بك إلى البدء بتنفيذه...
أندي: شكراً لكما... حقاً أنه رأي وجيه وسيكون بداية المنطلق...
جيمس: والركيزة الأولى للمكتبات... أليس كذلك يا سوزي...
سوزي: أجل.. أجل..
أندي: وهو كذلك...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول:)
كارنيجي: هوجان... أين أنت... لقد حاولت الاتصال بك مراراً فلم أجدك فأين تذهب... هل لديك (آن) جديدة؟
هوجان: إياك أن يسمعك أحد فإن للحيطان آذاناً... صدقيني.. كنت في مهمة خارج عملي عندما سألت عني فلما عدت وعرفت أسرعت إليك...
كارنيجي: عندي لك بشرى يا هوجان...
هوجان: ما هي؟؟
كارنيجي: بشرى بدون ثمن... غير ممكن...
هوجان: اطلبي ولكن على شرط...
كارنيجي: ما هو الشرط؟؟
هوجان: أن يكون الثمن معقولاً.. يعني طاقتي المالية تتحمله...
كارنيجي: الثمن معقول جداً ومع ذلك أترك لك تقديره...
هوجان: حسناً لقد انصفت... قولي إذن ما هي البشرى؟؟
كارنيجي: أندي ينوي تأسيس مكتبة كبيرة تسمى مكتبة كارنيجي...
هوجان: عمل عظيم... ولكن أين سيؤسسها...
كارنيجي: في دنفرلاين مسقط رأسه باسكتلندا...
هوجان: يا سلام فكرة رائعة... رائعة...
كارنيجي: وسوف اذهب معه إلى اسكتلندا لوضع الحجر الأساسي للمكتبة...
هوجان: يا لحظك السعيد يا أختاه أنها المرة الثانية التي تذهبين فيها إلى مسقط رأسك...
كارنيجي: وستكون معنا يا هوجان فقد رجوت (أندي) ووافق على ذلك...
هوجان: ألف شكر لك يا أختي ولأندي الابن البار ولكن...
كارنيجي: ولكن ماذا؟؟
هوجان: تريز... هل ستصحبنا؟؟
كارنيجي: ما رأيك؟؟
هوجان: ما على المحسنين من سبيل...
كارنيجي: ولكن وجود (تريز) معنا سيحرمك من تجديد ذكرياتك مع (آن)...
هوجان: ألا تزالين تحاسببنني على تلك الهفوة أو زلة اللسان...
كارنيجي: زلة لسان أم رجع لصدى القلب يا هوجان...
هوجان: فسريها كما تشائين المهم...
كارنيجي: المهم ماذا؟؟
هوجان: هل من الممكن اصطحاب (تريز) معنا؟؟؟
كارنيجي: ما دمت تريد فلا مانع عندي...
هوجان: بورك فيك... بورك فيك... لعمري أنها بشرى ستطير (تريز) بها فرحاً... فلأسرع إليها لأبشرها...
كارنيجي: مع السلامة... وإلى اللقاء...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جورج يقول:)
جورج: ها يا هاردي... هل أنت مرتاح في عملك الجديد؟؟
هاردي: أجل يا جورج... إن مستر أندي يوليني الكثير من رعايته وعنايته...
جورج: إنه شفيق على موظفيه... محترم لهم كما أنه منصف لمنافسيه صلب العود في محاربتهم...
هاردي: وإنه شريف ومستقيم في معاملته...
جورج: إنه موسوعة من المحاسن والفضائل يا هاردي مهما عددنا فلن نحصيها...
هاردي: أجل يا جورج... ولعلك سمعت عن مشروعه الجديد...
جورج: مشروعه الجديد... ما هو؟؟
هاردي: تأسيس مكتبات ودور للنشر في جميع أنحاء العالم...
جورج: في جميع أنحاء العالم...
هاردي: بلى... بلى...
جورج: مشروع جليل... فيه الخير لبلاده وللعالم أجمع...
هاردي: وسيبدأ بتأسيس أولى المكتبات في مدينة دنفر لاين مسقط رأسه...
جورج: إنه الوفاء المجسد الصادق... وإن (دنفر لاين) أول بلد يستحق عنايته... من غير شك...
هاردي: وسيطلق على المشروع اسم مكتبات كارنيجي...
جورج: نعم الاسم والمسمى... لعمري سيكون صدى بالغ لمشروعه في العالم...
هاردي: حقاً... حقاً... وها هي المجلات والجرائد قد بدأت تتحدث عن هذا المشروع وتشيد بأندي ومناقبه ومساعيه لخير الإنسانية...
جورج: جد أندي وثابر وجاهد وناضل وها هو يجني ثمار جهاده ليس لنفسه وحدها بل للجنس البشري كله...
هاردي: لقد أراد ألا ينعم وحده بهذا النصر بل أراد أن يشرك البشرية جمعاء معه...
جورج: وهذا سر نجاحه يا هاردي... فهنيئاً له بهذا النجاح وهنيئاً للإنسانية بأبنها البار...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سوزي تقول:)
سوزي: أرأيت يا أبي كيف وجدنا بلدة (دنفرلاين) عند وصولنا إليها فقد ازدانت بالأعلام وخرج عمدتها وموظفوها في ثيابهم التقليدية للقائنا والترحيب...
جيمس: يظهر أن أنباء زيارتنا قد سبقت سرعة عربتنا...
سوزي: لعل عربتنا أجمل عربة رأت عيني في بريطانيا...
جيمس: لونها الأحمر والأسود وجيادها الأربعة الأنيقة... ونفخات المرح التي يطلقها بوقها اللطيف...
جيمس: ولعل أروع ما في الحفل هو أن تضع مدام كارنيجي حجر الأساس لمكتبة كارنيجي...
سوزي: إنه وفاء من أندي نحو والدته...
جيمس: صدقت ولكنك نسيت...
سوزي: نسيت ماذا يا أبي..
جيمس: نسيت خطواتك الرصينة وأنت تضعين الحجر الأساسي لقصر سكيبو... ودموع الفرح التي انهمرت من عيني وأنا أراك في ذلك المنظر البهيج...
سوزي: لقد أرد الله لي السعادة بهذا الزوج النبيل...
جيمس: حقاً يا بنيتي... فعطفك القديم عليه وهو عامل بسيط في ذلك المعمل القذر قد شاءت إرادة الله أن تكافئك عليه بهذا العز والسؤدد...
سوزي: فلنشكر الرب يا أبي دائماً وأبداً...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هوجان يقول:)
هوجان: أرى الدنيا لا تسع أفراحك يا أختاه...
كارنيجي: حقاً يا أخي.. حقاً...
هوجان: لقد كنت وأنت تمشين لوضع حجر الأساس لمكتبة كارنيجي وكأنك إحدى الملكات...
كارنيجي: إياك تثير غروري يا هوجان...
هوجان: لست ممن يركبهن الغرور فقد بلوت الحياة وتذوقت مرها وحلوها...
كارنيجي: أجل يا هوجان أجل... وإني لسعيدة أن يمتد بي العمر فأعود إلى مسقط رأسي مع ابني (أندي) لنوفيه بعض ماله من دين في عنقنا...
هوجان: صدقت فحقوق الوطن كبيرة ومهما عمل المرء فلن يستطيع أن يقوم ببعضها ومع ذلك فما فعله (أندي) عظيم... وعظيم جداً...
كارنيجي: شكراً للرب يا هوجان الذي قدر ابن التاج الفقير إلى القيام بهذا العمل الجليل...
هوجان: وأرجو أن يوفقه إلى المزيد من أعمال البر والإحسان...
كارنيجي: أين (تريز) يا هوجان؟؟
هوجان: عند أهلها وأقاربها وما أكثرهم هنا...
كارنيجي: هل رأيت (آن) يا هوجان؟؟
هوجان: وهل أستطيع أن أراها يا أختاه والرقباء كثيرون..
كارنيجي: يقيناً أنك رأيتها.. بحقي عليك ألا ما أصدقتني..
هوجان: لقد رأيتها عند بعض أقاربي وكان لقاءً عابراً يا كارنيجي.. مسكينة (آن)..
كارنيجي: ما بها يا هوجان.. لقد رأيتها أنا عدة مرات ولم أجد ما يدعو إلى القول بأنها مسكينة..
هوجان: عيناك لا تنفذان إلى أعماق (آن) كعيني أنا..
كارنيجي: ولكن بصري سليم..
هوجان: ليست القضية قضية بصر سليم أو بصر مريض..
كارنيجي: إذن ماذا؟
هوجان: عيناي عينا محب قديم..
كارنيجي: إذن فما تزال تحبها يا هوجان..
هوجان: لا.. لا..
كارنيجي: ولم الإنكار ولسانك وعيناك قد فضحوك.. مسكينة (تريز) وليس (آن).. إنها مغفلة..
هوجان: ولكني زوج مخلص بالرغم من أني لم أشف من حبي القديم.. الدفين والشاعر العربي يقول..
كارنيجي: عدنا للشعر العربي والشاعر العربي.. ماذا يقول:
هوجان:
أنا إنا تكتمنا الهوى
واوالداء أقتله دفينه
كارنيجي: لو عرفت أنك ما تزال مريضاً بحب (آن) ما جئت بك معي فقد أثرت فيك كوامن أشجان ولواعج.. على كل حال..
هوجان: على كل حال ماذا؟
كارنيجي: أدعو لك بالشفاء..
(نقلة صوتية وزمنية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت (آندي) يقول):
آندي: سوزي..
سوزي: نعم يا عزيزي..
آندي: لقد بلغت الآن الخامسة والستين من العمر وقد قررت أن أعتزل العمل في شركة كارنيجي الكبرى للصلب وبيعها إلى شركة جون بيربونت مورجان.
سوزي: رأي سديد فقد آن لك أن ترتاح بعد ذلك الجهاد الطويل..
سوزي: ما هو يا عزيزي؟
آندي: أن أعمل مثلما قال أحد خلفاء المسلمين..
سوزي: ماذا قال؟
آندي: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء وقسمتها بين الفقراء..
سوزي: قول حكيم.. لم لا تعمل به..
آندي: سأعمل به فيما يتعلق بأموالي فقد قررت توزيع جزء كبير من ثروتي فإني أرى من الواجب على صاحب الملايين أن ينفق من ماله ما يكفي لأن يكون جزاء له على جمعه.
سوزي: كلام جميل.. وقد ضربت مثلاً على ذلك بتبرعك بعشرة ملايين دولار لإعانة الجامعات في اسكتلندا..
آندي: كما وهبت مبلغ خمسين مليون دولار لتأسيس معهد كارنيجي في واشنطن لتشجيع البحوث والدراسات والاكتشاف وأرى..
سوزي: ترى ماذا؟
آندي: أن أقوم بتأسيس مجلس وصاية في الولايات المتحدة أوصى له بمبلغ (125) مليون دولار ومجلس آخر في بريطانيا أوصى بمبلغ عشرة ملايين من الجنيهات..
سوزي: عمل جليل يا عزيزي..
آندي: واشترط على مجلس الأوصياء تخصيص أرباح هذه المبالغ لتقدم العلوم وخير البشرية..
سوزي: عمل سيدخلك في سجل الخالدين.. وإني موافقة عليه وأدعوك للقيام بتنفيذه في الحال.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت جورج وهو ينتحب ويقول):
جورج: اليوم فقدت أعز صديق لدي في هذه الدنيا.. يا هاردي..
هاردي: اليوم فقدت الولايات المتحدة أعظم رجل أنجبته الإنسانية..
جورج: لقد جعلت الجرائد تحسب الأموال التي سوف يتركها (آندي) بعده وكم كانت دهشتهم ودهشة الناس جميعاً عندما عرفوا..
هاردي: عرفوا ماذا؟
جورج: عرفوا أنه لم يترك إلا ما يكفي لحياة زوجته وابنته.. أجل لقد وفى كارنيجي بوعده فأعطى لخير الإنسانية أكثر من (300) مليون دولار..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :664  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.