شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 2 ـ
ماركو: مزنه يا ثعلبة مزنه..
ثعلبة: هي لك إذا ما انتصرنا على المسلمين..
ماركو: سننتصر وسندفنهم في خنادق مدينة رأس العين..
ثعلبة: سنرى.. سنرى..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت عبد الرحمن يقول):
عبد الرحمن: يا إلهي إن أحجار المنجنيق ولهيب النفط يفتك بالمسلمين فتكاً ذريعاً يا أماه وإني أخشى على أبي من مصير المعركة..
نائلة: أتظن أباك لم يكن دقيقاً في تقديره للمعركة..
عبد الرحمن: يلوح لي ذلك ولا بد أن خالي مالك هو الذي أوقعه في هذه الورطة..
نائلة: مالك.. لا يا بني لا تتهم مالكاً فإنه من خلص أصدقاء أبيك..
عبد الرحمن: قد يكون مخلصاً في صداقته ولكنه لا يفقه في الحروب ومتطلباتها..
نائلة: المهم يا عبد الرحمن..
عبد الرحمن: المهم ماذا؟
نائلة: أن نقوم بعمل شيء قد يساعد أباك في ورطته هذه..
عبد الرحمن: وماذا عساي أو عساك أن نفعل يا أماه وفرساننا يحجمون عن الهجوم..
نائلة: المدن الحصينة لها مداخل ومخارج سرية..
عبد الرحمن: بلى.. بلى.. ولكن لا يعرفها إلا الخاصة الموثوقون ثم..
نائلة: ثم ماذا؟
عبد الرحمن: أنى لنا أن نعرف مداخل المدينة أو مخارجها..
نائلة: أنا أريد أن تذهب إلى أبيك وتشير عليه بذلك..
عبد الرحمن: حسناً سأذهب إليه..
(ويتطلع فيرى مالكاً في طريقه إليهما فيقول): أماه! أرى مالكاً في طريقه إلينا..
نائلة: أهو وحده أم مع أبيك؟
عبد الرحمن: وحده يا أماه!
نائلة: شيء غريب أن يرى مالك وحده.. ترى أين عمير والدك يا عبد الرحمن..
عبد الرحمن: لعلّه مشغول برتق الصدع..
(يدخل مالك وهو يقول):
مالك: السلام عليكما..
عبد الرحمن: وعليك السلام يا خالي.. أين أبي؟
مالك: جئت أسأل عنه لأنه اختفى فجأة..
نائلة: ومن يقود المعركة؟
مالك: رافع الأوسي..
عبد الرحمن: كيف اختفى ألم تسأل رافعاً عنه؟ الآن عرفت لماذا أرسلني والدي إليك يا أماه..
نائلة: لا بد وأن لديه خطة لا يريدك أن تشترك فيها لأنك لست من رجالها أو فرسانها..
عبد الرحمن: ولكنك يا خالي لم تجبني على سؤالي؟
مالك: لقد سألت رافعاً عنه فلف ودار وتركني في حيرة اضطرتني أن أسرع إليكما لعلّ عندكما ما ينير لي الطريق..
(ويصرخ عبد الرحمن قائلاً):
عبد الرحمن: سألحق بوالدي فإما وجدته وشاركته في جهاده أو مت في سبيل التفتيش عنه..
مالك: ولكنك تخالف بذلك أوامر أبيك بأن تبقى بجانب والدتك..
عبد الرحمن: ولكن الطريقة التي اختفى فيها والدي تضطرني على ركوب هذا المركب..
نائلة: أسمع كلام خالك يا بني..
عبد الرحمن: لعلّي لأول مرة أعصي لك ولخالك أمراً..
مالك: ووالدك أيضاً ومع ذلك فامض يا بني فسأتحمل عنك مسؤولية عصيانك الأوامر سأقول لوالدك إني أذنت لك.. إمض على بركة الله..
عبد الرحمن: شكراً لك يا خالي.. ادعى لي يا أماه..
نائلة: الله معك.. الله معك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت مزنه تقول):
مزنه: أسمعت بوعد والدي لماركو يا وائل..
وائل: نعم يا مزنه.. نعم..
مزنه: هل أنت راضٍ عن هذا الوعد؟
وائل: الرضاء لك أولاً وآخراً.. فإذا كنت راضية فأنا راضٍ..
مزنه: أتريد أختك أن تتزوج علجا من علوج الروم وكأنه لا يوجد بين العرب الأقحاح فتى أولى بي من هذا الرومي القذر..
وائل: ولكنك تعلمين الأسباب الداعية لهذه الموافقة..
مزنه: نعم ولكني لا أريد أن أكون قربان المذبح..
وائل: دع العواطف جانباً يا مزنه واصغ لضميرك فإنه يناديك بأن تحافظي على والدك وعلى حياته وسيادته على قومه..
مزنه: ولكن حياة والدي ستكون في مأمن مع المسلمين أكثر مما تكون مع الروم..
وائل: كيف وقد اندلعت الحرب وسالت الدماء فيها..
مزنه: نحن ما نزال في بداية المعركة..
وائل: كيف تقولين في بدايتها والمسلمون قد ينهونها في أية لحظة فلديهم قيادة ماهرة ورجال يؤثرون الموت على الحياة..
مزنه: ولكني سأضمن لوالدي حياته وسيادته على قومه..
وائل: كيف تستطيعين وأنت بين أسوار هذه المدينة المحروسة برجال أشداء من كل جانب..
مزنه: أستطيع إذا وافقتني على رأي..
وائل: ما هو؟
مزنه: إن المسلمين متوقفون عن القتال الآن.. أتدري لماذا؟
وائل: لأن خسائرهم كانت فادحة من المنجنيق وحرائق النفط..
مزنه: هذا من جهة ومن جهة أخرى ليفتشوا على مداخل المدينة فقد اصبحوا يعرفون مداخل المدن التي حصنها الروم من سابق خبرتهم بفتح أمثالها..
وائل: ولكن مداخل مدينتنا محصنة بالرجال الأشداء..
مزنه: توقف المسلمين عن القتال أوحى لرجالنا بفشل المسلمين وأعطاهم نوعاً من الراحة والطمأنينة وسوف لا يكون حراس مداخل المدينة يقظين ساهرين كالعادة..
وائل: هذا كلام أشك في صحته..
مزنه: حسناً لو فرضنا أنهم يقظون فأتزيا بزي أحد فتياتنا وأخرج وأقابل قائد المسلمين وآخذ لأبي الأمان مقابل تسليم المدينة.. هل توافق؟
وائل: أوافق ولكن..
مزنه: ولكن ماذا؟
وائل: إذا انكشفت للحراس..
مزنه: لكل عقدة حلال..
وائل: ما دمت مصممة فسأذهب معك لحراستك..
مزنه: هيا بنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت عمير يقول):
عمير: يا بني أترى ذلك الباب..
عبد الرحمن: نعم يا أبتاه إنه أحد مداخل هذه المدينة كما يظهر..
عمير: بل هو يا عبد الرحمن لأن مداخل المدن التي يحصنها الروم ومخارجها تشبه بعضها البعض وقد بلوت كثيراً منها في معارك الشام..
عبد الرحمن: أنت على حق يا أبي فقد اكتسبت ذلك بخبرتك..
عمير: اسمع.. تتسلق أنت وعاصم بحذر السور وتنزلان وتختلطان بالحراس فلباسكما مثل لباسهم والليلة حالكة السواد ولا أظنهم سيتعرفون عليكما..
عبد الرحمن: حسناً، وبعد..
عمير: وبعد ذلك تفتحان البوابة إما بالحيلة أو بالقوة والأمر متروك لتقديركما.. توكلا على الله.
أصوات: عاصم وعبد الرحمن: توكلنا على الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنه تقول):
مزنه: الليلة حالكة السواد يا وائل..
وائل: أتراها من حسن حظنا أم من سوئه..
مزنه: بل من حسن حظنا فالليل ستار.. هيا بنا..
وائل: هيا بنا..
مزنه: أنت تعرف الطريق أكثر مني يا وائل فتول أنت القيادة..
وائل: حسناً.. أمسكي بيدي حتى لا يفقد أحدنا الآخر..
مزنه: حسناً.. حسناً..
وائل: صه يا مزنه.. صه.. فإني أرى اثنين ينزلان من أعلى الحصن في حذر ويقظة..
مزنه: أراهن أنهما من المسلمين..
وائل: ولكن لباسهما مثل لباس رجالنا..
مزنه: ربما للتعمية.. هيا بنا نتبعهما في حذر..
وائل: إني أراها ليلة ليلاء يا مزنه..
مزنه: وسيعقبها الصبح المبين..
وائل: من يدري.. ضعي يدك على سلاحك استعداداً للطوارىء..
مزنه: إني على تمام الاستعداد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت عبد الرحمن يقول):
عبد الرحمن: إن الحراس نيام يا عاصم وسأسرع لفتح البوابة فاحمني من سيوفهم.. (ويهمس وائل لمزنه قائلاً)..
وائل: صدقت يا مزنه فإنهما من رجال المسلمين..
مزنه: سنحميهما وحمايتنا لهما ستكون يداً لنا على المسلمين نستطيع بها أخذ الأمان لأبي من قائدهم الذي سيدخل من هذه البوابة..
وائل: حسناً..
(يحس الحراس بعبد الرحمن وهو يحاول فتح البوابة.. نسمع ضجيجاً وأصواتاً تعلو وتنخفض نسمع بعدها صوت مزنه تقول):
مزنه: سلموا تسلموا ألقوا السلاح أيها الحراس.. افتح يا هذا.. لا تخف نحن معك..
وائل: أجل نحن معك..
(ويفتح عبد الرحمن البوابة وتنطلق أصوات التهليل والتكبير نسمع بعدها صوت ثعلبة يقول):
ثعلبة: لقد أخذنا على غرة يا ماركو.. أخذنا على غرة.. ما العمل؟
ماركو: سنقاتل.. سنقاتل؟
ثعلبة: تقاتل ومداخل المدينة قد فتحت لاستقبال المسلمين من كل جهة..
ماركو: ألا تقاتل في سبيل الحفاظ على ابنك وائل وابنتك مزنه..
ثعلبة: وأين هما.. لقد اختلط الحابل بالنابل..
ماركو: ولكني سأذهب باحثاً عنهما لأقف بجانبهما..
(تدخل مزنه ووائل وعمير وعبد الرحمن.. تقول مزنه):
مزنه: لا تكلف خاطرك يا ماركو.. لقد سلمت المدينة للمسلمين ألق سلاحك يا ماركو..
ماركو: أأصبحت مع أعداء أبيك يا مزنه وأنت يا وائل.. إنها خيانة.. خيانة..
مزنه: لقد أصبحت مع أهلي وقومي ضد عدونا المشترك أنتم الروم أنتم الروم.. ألا تريد أن تسلم سلاحك يا ماركو..
ماركو: لا.. يا مزنه.. لا..
مزنه: إذن خذها من يد حرة عربية..
(وتطعنه بالرمح فيسقط على الأرض وهو يصرخ ويقول):
ماركو: مرحبا بالموت من يدك يا مزنه.. يا مزنه..
وائل: أبي.. لقد أخذنا لك الأمان من قائد المسلمين عمير الذي هو أمامك..
ثعلبة: وماذا عن النساء والأطفال هل سيأخذونهم سبايا..
عمير: لا يا ثعلبة.. نساؤكم وأولادكم كنسائنا وأولادنا لن يسبي العربي المسلم امرأة عربية ولا فتى عربياً..
ثعلبة: وهل سندفع الجزية كالذميين..
عمير: لا يا ثعلبة.. لا.. سنزيد الصدقة إلى الضعف..
ثعلبة: وماذا عن الأرض..
عمير: سنعيدها إلى أصحابها..
ثعلبة: والدين الذي نحن عليه..
عمير: لكم الخيار.. ولكم الحرية المطلقة في مزاولة دينكم وشعائركم..
وائل: أرأيت يا أبي مبلغ سماحة الإسلام وأهل الإسلام لو كان الفاتحون من الروم لهتكوا أعراضنا وسبوا نساءنا وأولادنا..
مزنه: ونهبوا أراضينا وأموالنا..
ثعلبة: أجل يا ولدي إنكما تقولان حقاً.. ما أكرم الإسلام وأهل الإسلام..
عمير: لم لا تدخل فيه يا ثعلبة كما دخل الألوف من إخوانك العرب في الشام والجزيرة..
ثعلبة: ما تقول يا وائل؟
وائل: ما تقولين يا مزنه..
مزنه: أما أنا فأقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
وائل: وإني مثلك يا أختاه أقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.. ثعلبة: لقد سبقتماني يا ولدي.. هات يدك يا عمير.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1201  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 2 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.