شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كينيا (1)
أولاً ـ لمحة جغرافية تاريخية:
تبلغ مساحة كينيا (224,960) مئتين وأربعة وعشرين ألف وتسعماية وستين ميل مربع. وسكانها بحسب إحصاء عام 1968م (10,209,000) عشرة ملايين ومئتيـن وتسعة آلاف نسمة، وعاصمتها ((نيروبي)) وعملتها الشلن الكيني. وكل (2,142) سبعة شلن ومائة وثلاثة وأربعين من الشلن تساوي دولاراً أمريكياً واحداً.
ويحدها من الجهة الشرقية الشمالية المحيط الهندي ومن الشمال الصومال وأثيوبيا، ومن الغرب يوغندا، ومن الجنوب تانزانيا (تانجنيقا سابقاً).
وكانت كينيا مستعمرة بريطانية ثم استقلت في عام 1963م بعد حركة الماوماو التحررية التي بدأت في عام 1953م وكان من نتائجها إعلان استقلال كينيا في 12 ديسمبر 1963م وكان من نتائجها إعلان استقلال كينيا في 12 ديسمبر 1963م وأصبحت عضواً في هيئة الأمم المتحدة في 16 ديسمبر وأنتخب جوموكمياتا زعيم حركة الماوماو أول رئيس لجمهورية كينيا في 12 ديسمبر 1964م.
وأهم حاصلاتها البن والشاي والحبوب والجلود وتعتبر كينيا أكبر منتج للشاي في إفريقية. كما تعد نيروبي عاصمة كينيا المركز الرئيسي للمواصلات الجوية في شرقي إفريقية.
ثانياً ـ المسلمون في كينيا:
ليس هنالك إحصاء رسمي عن عدد المسلمين في كينيا ولكن المتواتر عليه بين الناس هناك أن نسبة المسلمين تبلغ 45% من مجموع السكان البالغ عددهم عشرة ملايين ومئتان وتسعة آلاف نسمة. والنسبة عالية وهي كثرة ولكنها كغثاء السيل ذلك لأن المسلمين منقسمون على أنفسهم في كينيا. ويمكن حصر هذا الخلاف في المرين التاليين:
1 ـ الخلاف بين الأفارقة الكينيين وبين الآسيويين والعرب.
2 ـ الخلاف بين الآسيويين بعضهم مع بعض.
وقد انتهز أعداء الإسلام، وفي مقدمتهم الصهاينة والقاديانية الذين لهم نفوذ كبير في حكومة كينيا، هذا الخلاف فأججوا ناره ووسعوا رقعته. والمسلمون مع الأسف لاهون عن ذلك بمعاركهم الجانبية مع بعضهم البعض.
ويلاحظ الزائر لكينيا هذا الخلاف ظاهراً وواضحاً فعدد الجمعيات والهيئات والمنظمات الإسلامية في كينيا يربو على الأربعمائة جمعية وهيئة ومنظمة. وأكثرها غير عامل وإنما هو تاجر وانتهازي ولم أتلمس منظمة أو جمعية عاملة في كينيا سوى جمعية مسجد المكونة من الآسيويين والعرب ومركزها في نيروبي فهذه الجمعية لها نشاط كبير في الدعوة الإسلامية وفي رعاية أكثر من (25) مدرسة وعشرات المساجد. وهذه تتعاون مع المدرسين الذين ابتعثتهم دائرة الإفتاء إلى كينيا وعددهم فيها تسعة وهم في الحقيقة عاملون نشيطون يخدمون الدين ولغته ويخدمون الدعوة الإسلامية ويتركز نشاط جمعية المسجد في:
1 ـ معهد مشاكوس للدراسات الإسلامية: ويبتعد أربعين كيلومتراً عن مدينة نيروبي وقد قمت بزيارته وجمعية مسجد هي التي تنفق عليه. وبالمعهد قسم داخلي فيه طلبة من تانزانيا ومالاجاسي ومن الأماكن النائية من كينيا. والتدريس بالمعهد في الصباح وفي المساء. والتدريس فيه للبنين والبنات ويقوم بذلك مدرسون سبعة من دار الإفتاء ومدرسون آخرون تدفع رواتبهم جمعية المسجد. وللمعهد نشاط كبير في الدعوة الإسلامية فقد دخل كثير من سكان بلدة مشاكوس في الإسلام على يد أساتذة هذا المعهد وكان في البلدة مسجد صغير لا يكاد يمتلىء بالمصلين حتى في أيام الجمعة فإذا به بعد تأسيس المعهد المذكورة يزدحم بالمصلين وتضطر جمعية المسجد إلى توسعته.
ويقوم مدرسو دار الإفتاء بالتدريس في مدارس أخرى في نيروبي وفي ممباسا. والمسلمون يرجون من دائرة الإفتاء أن تزيد عدد المدرسين حتى تعم الفائدة.
2 ـ ملجأ حرستا: كان الصهاينة والصليبيون قد افتعلوا الحرب التي وقعت بين الصومال وكينيا والتي راح ضحيتها عدد من المسلمين لأن القسم الشمالي من كينيا أكبر سكانه من المسلمين، وكان من نتائج تلك الحرب حصيلة كبيرة من اليتامى من أبناء المسلمين الذين استشهدوا وقد تلقفتهم الصليبية فأنشأت ملجأ لهم هناك وظهرت صور هؤلاء اليتامى والصليب معلق في صدورهم. فأثار ذلك ثائرة المسلمين في كينيا فقامت جمعية المسجد وطلبت من حكومة كينيا أن تعطيهم قطعة أرض في حرستا أي في المكان الذي أقام فيه الصليبيون ملجأهم فأعطتهم وشرعوا في بناء الملجأ وأشترك في العمل وفي البناء أعضاء الجمعية وأساتذة دار الإفتاء كما يتضح في الصور المرفقة في الصفحات التالية من هذا التقرير. وقد صمم الملجأ ليتسع لألف يتيم كما ينتظر أن يفرقوا من إنشائه في أوائل شهر أكتوبر القادم 1972م بإذن الله. وقد علمت منهم أنهم سيوجهون الدعوة إلى المملكة العربية السعودية لإرسال وفد لافتتاحه.
ثالثاً ـ الجمعيات الإسلامية الأخرى:
وعددها كما قلت في مقدمة التقرير كبير ونشاطها محدود. وفيما يلي بعض هذه الجمعيات:
أ ـ الجمعية الإسلامية:
ومؤسسها الأستاذ أحمد وهو موظف في وزارة الصحة في ممباسا وهو كيني ومن الأفارقة المعتدلين الذين يعملون على سد ثغرة الخلاف القائم بين الأفارقة الكينيين والآسيويين والعرب. وللجمعية المذكورة مدرسة للبنين والبنات اسمها (فيتا) بها حوالى (769) طالباً وطالبة من أبناء المسلمين عدا غير المسلمين. وكان لهذه الجمعية مدارس أخرى أقفلتها لضعف إمكانياتها المادية. ولدار الإفتاء مدرسان هناك أحدهما هندي والآخر باكستاني ولكن لا يستفاد منهما لأنهما يجهلان اللغة السواحلية وهي اللغة السائدة في ممباسا وما حولها.
ب ـ جمعية اتحاد المسلمين:
ويرأسها السيد عبد الرحمن تشيكا وهو رئيس الغرفة التجارية في مدينة ممباسا ومن الشباب الإفريقي الكيني النشيط. وقد زار المملكة مع الوفد الكيني الذي قدم إلى المملكة برئاسة الشيخ سالم بالأعلى الوزير المساعد لوزير المالية الكينية. والسيد عبد الرحمن أيضاً من الكينيين المعتدلين المحبين للتقارب بين الآسيويين والعرب من جهة والأفارقة الكينيين من جهة أخرى.
وقد ذهبت معه فزرنا مدارس الأفارقة في جنوبي كينيا وبينها مدارس ثانوية كان المسيحيون قد بنوها بقصد التبشير المسيحي فهرب المسيحيون وتركوا المدارس فاستولى عليها الأهلون وأتخذوا منها مدارس لأبنائهم وبهذه المدارس أماكن للطلبة الداخليين.
وأهل الجنوب وهم من قبيلة (الديجو) المسلمون وعددهم يربو على الخمسين ألف وهم نشيطون جداً ويكادون يكونون مستقلين في كل شيء، فالحاكم منهم والقائد منهم وللسيد عبد الرحمن تشيكا منزلة خاصة في قلوبهم ويسكنون في منطقة طولها خمسون كيلومتراً وقد قطعناها جميعها وتعرضنا لبعض المخاطر من الأمطار والأوحال. وقد أراني السيد عبد الرحمن وحاكم المنطقة وقائدها المكان الذي يريدون أن ينشئوا به كلية ومسجداً ومستشفى وقد شاهدت فعلاً أنهم بدأوا في العمل وهم بحاجة إلى العون المادي وسأتكلم عن ذلك في آخر تقريري.
جـ ـ منظمة الشباب المسلم:
وهي منظمة يرأسها السيد (جازي محمد) نائب وزير الصحة وهو من الشباب الإفريقي الكيني ومنظمته تضم بعض الآسيويين. وهو على خلاف كبير مع السيد سالم بالأعلى الذي يمثل العرب في كينيا، والوزير المساعد لوزير المالية الكينية. وقد زرت هذه المنظمة فوجدتها مرتبة ومنسقة وبها عدد لا بأس به من الشباب الإفريقي والآسيوي.
د ـ الجمعيات العربية الإسلامية:
وهي كثيرة ويتركز نشاطها في مدينة ممباسا التي هي قطعة من بلاد العرب لأن جلّ سكانها من العرب والمسلمين الذين قدموا من جنوب الجزيرة العربية من حضرموت واليمن وعمّان.
ولهذه الجمعيات مساجد أهمها مسجد الأزهر ومدرسة الفلاح التي يديرها الشيخ سعيد القمري الواعظ المعين من قبل رابطة العالم الإسلامي.
ونشاط هذه المدارس محدود بالنسبة للدعوة الإسلامية غير أن بقاءها فيه حفظ لشعلة الإسلام مضيئة في قلوب الجيل الصاعد من أبناء المسلمين في ممباسا.
هـ ـ جمعية المرأة المسلمة:
وأعضاؤها خليط من النساء العربيات والأمسيات والأفريقيات ولهن مدارس وجهودهن في سبيل الدعوة الإسلامية بين النشء الجديد من البنات واسع ومشكور وهن بحاجة إلى الدعم. وقد تقدمن إلي بمشروع شراء أرض لتشييد مدرسة فيها فطلبت إليهن أن يرسلن طلبهن إلى الرابطة بمكة المكرمة. وقد وصل الطلب فعلاً وما يزال قيد الدرس..
رابعاً ـ المحاولة لتوحيد الصف الإسلامي في كينيا:
وانتهزت فرصة بقائي في كينيا للقيام بمحاولة لتقريب وجهات النظر بين الجمعيات الإسلامية المختلفة بغية إزالة الخلاف وتذليل العقبات وبالتالي توحيد الصف الإسلامي. فبدأت محاولتي في الموعظة الدينية التي ألقيتها على المجتمعين في مسجد جمعية المسجد قبل أن أصلي بهم صلاة الجمعة ثم تكررت محاولاتي في زياراتي للمساجد والمدارس والمراكز والجمعيات الإسلامية الأخرى وفي اللقاءات الخاصة حتى أصبح توحيد اصف الإسلامي هو حديث الساعة بين مسلمي كينيا وانهالت على الأسئلة عن كيفية تحقيق ذلك فكنت أجيبهم بأن المفتاح في أيديكم فكانوا يجيبون بأنه ليس بيننا من يجرؤ على الدعوة إلى عقد مؤتمر لرؤوساء الجمعيات الإسلامية في كينيا من أجل النظر في تكوين مجلس أعلى للمسلمين فيها، وأغرق بعضهم في التشاؤم فقال إن أي محاولة من الداخل ستبوء بالفشل فقلت لهم ما هو الرأي؟ فكان الجواب هو أن يأتي وفد من قبل المملكة العربية السعودية أو رابطة العالم الإسلامي ويدعو رؤساء الجمعيات الإسلامية في كينيا إلى اجتماع عام. وفي هذا الاجتماع تطرح مسألة تكوين مجلس أعلى لمسلمي كينيا فسألتهم هل تضمنون موافقة الجهات الحكومية المعنية على عقد هذا الاجتماع فأجابوا عندما تعلنوننا بموافقتكم على هذا الرأي ستتقدم إلى السلطات المعنية بطلب الترخيص وسنبرق إليكم فور الحصول على الترخيص فقلت لهم سوف أنقل طلبكم إلى المسؤولين في المملكة..
خامساً ـ مقابلة تلفزيونية:
ودعيت إلى مقابلة تلفزيونية دار الحديث فيها عن المملكة العربية السعودية وجهود عاهلها العظيم في سبيل تطويرها ونهضتها فشرحت لهم الجهود الخيرة وبينت لهم معالم التطور والنهضة والازدهار في جميع الميادين ثم سئلت عن رابطة العالم الإسلامي فذكرت تأسيسها وأهدافها ومنجزاتها. وكانت الأسئلة باللغة الإنجليزية وجوابي عليها بنفس اللغة ولعلّه لأول مرة يرى المشاهد الكيني المسلم وغير المسلم ويستمع إلى حديث عن بلد إسلامي وجمعية إسلامية من محطة تلفزيونية تلفزيون كينيا.
سادساً ـ القاديانية في كينيا:
وللقاديانية في كينيا نشاط كبير في الدوائر الحكومية وفي المحافل التجارية كما أنهم يلعبون دوراً بارزاً في توسيع شقة الخلاف بين المسلمين بما ينفثونه من سموم ودعاياتهم والمسلمون لا يستطيعون محاربة هذه الدعاية بل يقفون منها موقف المتفرج أو موقف المخدوع المغفل ولكن الله سبحانه وتعالى للقاديانية وأعداء هذا الدين بالمرصاد فحكومة الرئيس جومو كينياتا تطرد بين الآونة والأخرى عدداً منهم مع جملة من تطرد من غيرهم من الآسيويين.
سابعاً ـ الصهيونية في كينيا:
وللصهيونية دور بارز في كينيا فهي متغلغلة في مجال الصناعات برؤوس أموالها وفي مجال الزراعة بخبرائها وفي الدوائر الحكومية أيضاً بخبرائها فلها في الجيش وفي البوليس وفي دوائر الأمن ومصلحة الجوازات خبراء. ولقد تلمست ذلك بنفسي حين تقدمت طالباً تأشيرة لدخول يوغندا وتانزانيا بواسطة مصلحة الجوازات الكينية فعقدوا الأمر وأجابوا بأن علي أن أنتظر عشرة أيام حتى يأتي الجواب من يوغندا وتانزانيا. وتدخل وجوه المسلمين وفي مقدمتهم معالي الشيخ سالم بالأعلى الوزير المساعد لوزير المالية فلم ينجح واكتفى بالقول بأن القائم على المصلحة صهيوني وأخيراً اتصلنا تلفونياً بمعالي السيد أبو بكر ماينجا وزير العمل في الحكومة اليوغندية فهيأ لنا التأشيرة في المطار. أما التأشيرة إلى تانزانيا فقد أخذناها فيما بعد من السفارة التانزانية في الكونغو كنشاسا (زائير).
ويتجلى عداء الصهاينة للمسلمين في إقامتهم للعمارات السكنية في الأحياء الإسلامية ليظهروا للزائرين بيوت المسلمين المتهلهلة المتداعية من جهة وقوة الصهيونية الاقتصادية من جهة أخرى.
ولكن الله جلت قدرته للمعتدين والمتجبرين بالمرصاد فقد علمت أن الرئيس جوموكينياتا قد منع استملاك الصهاينة للأراضي وفي ذلك بالطبع حد لنشاطهم واستغلالهم.
ثامناً ـ إعانة مسلمي كينيا:
يتخذ مؤسسو الجمعيات والمدارس الإسلامية في كينيا وفي غيرها من البلدان التي يكون بها المسلمون أقلية من هذه الجمعيات والمدارس تجارة ومصدراً لكسب الرزق والعيش فيتصلون بالدول الإسلامية وبالمحسنين في العالم الإسلامي طالبين المساعدة مؤيدين طلباتهم بخرائط لبناء مسجد أو مدرسة ومضابط موقعة وغير ذلك من الوسائل المقنعة. وتصل الإعانات إلى مؤسسي هذه الجمعيات فيتقاسم المؤسسون الغنيمة وإن كان في قلوبهم بقية من إيمان أنفقوا عشر هذه الإعانات على إصلاح المسجد أو المدرسة وبعض هؤلاء الذين يطالبون بالإعانات بل ربما أكثرهم غير مسجل لدى الدوائر الرسمية في بلادهم بل ربما لا يكون لبعض هذه الجمعيات وجود. وهكذا تضيع هذه الأموال الطائلة في غير السبيل التي أراده لها متبرعوها أو مرسلوها، وهذا هو السبب في كثرة ما نسمع عن ظهور جمعيات ومؤسسات ومدارس إسلامية لأنها تجارة رابحة.
والسبب في هذه الفوضى يرجع إلى عدم وجود مجلس أعلى للمسلمين في الأماكن التي يكونون فيها أقلية.. مجلس يرعى شؤونهم ويشرف على نشاطاتهم ويتولى جمع الإعانات من الداخل أو الخارج باسمهم.. مجلس يكون مسؤولاً أمام الدول المتبرعة أو الشخصيات المحسنة يقدم لهم بياناً بالمصروفات وبالأعمال التي تمت من وراء هذه التبرعات.
وإني أرى تفادياً لهذه الفوضى ومنعاً للاستغلال أن تتوقف الحكومات الإسلامية عن دفع أية إعانات للجمعيات والمدارس الإسلامية إلا عن طريق مجلس إسلامي أعلى أو اتحاد عام للجمعيات في ذلك البلد. وعلى ضوء هذه الاعتبارات فإني أرى ألا تعرف أية إعانة للمسلمين في كينيا أو في غيرها من البلدان التي لا يوجد بها مجلس أعلى إسلامي مسجل رسمي ومسؤول أمام المتبرعين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2001  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج