شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"على بركة الله" (1)
يطيب لي في هذا العدد الثاني - من جريدتنا الفتاة (حراء) أن أتقدم إلى صاحبها ومديرها المفضل وإلى أسرة تحريرها - وهم من صميم هذا (البلد الأمين) بأخلص التحية وأصدق التهنئة بصدورهما. وبما وفق الله إليه من حسن الاختيار لعنوانهم (الملهم.. وما يشمل عليه من معان سامية، وأهداف كريمة، وذكريات خالدة تبعث في كل قلب مؤمن أقدس المشاعر، وأطهر الأحاسيس، وترتفع ببصره إلى السماء وبروحه إلى الصفاء وبقلبه إلى حيث يتلاشى كل حطام، ويتضاءل كل متاع إلا أن تكون كلمة الله هي العليا وينحسر دونه حجاب العصور الفاسقة، وينطلق به الفكر في رحاب فسيحة من الخير والهدى والسداد والحكمة والنور والإشراق وذلك ظن المخلصين بهذه (الصحيفة الناشئة) ورجائهم في أن تكون (اسماً على مسمى) وأن تتحرى بدورها الدعوة إلى ما أوحى الله به إلى رسوله ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم من آياته البينات و (توحيده الخالص) في هذا الطود الشامخ بجوار الكعبة وحول بيته العتيق، ذلك الوحي الإلهي الذي جاء به من أرسله الله رحمة للعالمين. وأن أول ما أضاء به وجه الأرض، وتجاوبت به أخاشب مكة على (حراء) قوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنَسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنَسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (2) فكانت بذلك الدعوة الصادقة الإلهية إلى (العلم) والتثقيف والهداية الربانية إلى دين الله الحنيف، وما هي إلا الأخذ بناصر الحق، وعزة المؤمنين.
حقاً وإنني لشديد الاغتباط بهذا التطور العظيم في الأخذ بجميع ما يتدعم به كيان الأمم الحية الناهضة مادة ومعنى - وليس غريباً أن تلقى بين كل يوم وآخر بشريات متتابعة في كل حقل حيوي تقوم به الحجة ويسطع البرهان على أن هذه (المملكة العظيمة).. التي تضم بين جوانحها أقدس بقاع الله وأشرفها وأعرق شعوب الأرض وأمجدها قد أعادت ما كان لها من عزة وكرامة وسؤدد وطموح في ظـل (طويـل العمر) عاهل العرب وسيد الجزيرة وحامي حمى الحرمين الشريفين جلالة الملك المصلح العظيم سعود الأول بن عبد العزيز حفظه الله ذلك البطل العربي الصميم الذي تدور به أرجاء المعمورة إعجاباً وإكباراً، ويعترف بأياديه البيضاء كل من تقله الأرض وتظله السماء.
لقد شهد الذين عاصروا العهود السابقة وقارنوا الماضي والحاضر كثيراً من مظاهر النهوض ومقدماته الصحيحة وما تعتبر هذه (الصحيفة) إحدى نتائجه الباهرة، فضلاً عن أخواتها، والصحف والمجلات الدينية والأدبية والعلمية والسياسية والاقتصادية والزراعية والتجارية والصناعية والإخبارية تلك الباقة العطرة التي تضاهي أعلى المستويات لأمثالها في الأقطار العربية التي سبقتنا في هذه الميادين منذ عشرات السنين، وكلها متجه نحو الأمام في رويّه ودأب وإيمان، ومن البدهي أنه كلما اتسعت مجالات الحياة وتفتح الوعي الشعبي وتقدم التعليم وانتشر العمران كلما اقتضى ذلك التوسع في الصحف والمجلات - التي تترجم عن شعور الأمة وحوافزها إلى البقاء وتحضها على السير الحثيث في سبيل التقدم والتطور واللحاق بركب الحضارة في حدود ما تسمح به الشريعة المطهرة والأخلاق الإسلامية والعربية وتجد بها حادياً إلى الآمال والأهداف العليا التي ننشدها ونسعى إليها، ويسعد بها الشرق والغرب على هدّي من الله.
ولست بحاجة إلى تقديم (الأستاذ صالح جمال - وشقيقه الأستاذ أحمد جمال) وهما من ألمع شبابنا العاملين ولهما الجولات الموفقة في مجالات تتصل بنهضتنا الأدبية الحديثة. فقد برزت لهما شواهد كثيرة على ما قدما من إنتاج قيم كبير، وهما أجدر من يملك ناصية البيان والتبيين في الحياة الصحفية ذلك إلى ما تحليا به من صفات شخصية ومؤهلات فنية وميزات إدارية، تجعل النجاح قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله تعالى.
وبودي - أن تفسح الصحيفة بين أعمدتها مكاناً دورياً تعني بتعريف البلاد (شرقها وغربها وشمالها وجنوبها) إلى قرائها الذين يهمهم الوقوف على ذلك فما أكثر المناطق التاريخية والأثرية والزراعية في هذا الوطن الكبير وما أشد الحاجة إلى معرفة كنوزه ومخباته وحاضره وماضيه.
وما أجدر الصحف والمجلات السعودية بالعناية التامة بهذا الشأن والاستعانة فيه بالله ثم بما دوّن عنه في الأسفار المطبوعة والمخطوطة والرحلات الحديثة التي يمكن الأخذ منها فيما يتسنّى لأصحابها الوقوف عليه والكلام عنه مما يتفق مع الصواب ولا يشوبه غلط أو هوى وآمل أن يكون ذلك ضمن برنامجها الأساسي.
وأخيراً ندعو الله تعالى أن يوفق القائمين بهذه (الصحيفة) الغراء وأن يمدهم بعونه وهدايته وأن يكتب لها النمو والازدهار ويجعل منها لسان صدق في الآخرين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :455  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 649 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج