شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مرحلة الدراسة
نعود للطفل (محمد سعيد) فقد قرر والده (عبد المقصود) نقله إلى مدرسة الفلاح، التي كانت تحفل بأساتذة أجلاء، وطلاب نجباء، وكان مدير المدرسة الشيخ عبد الله حمدوه السناري. وقد أدركه المرداد عام 1324هـ – ومن أساتذتها (المشايخ: أحمد فوده، سليمان فرج الغزاوي، السيد بكر الحبشي، محمد شطا، يحيى أمان، محمد العربي، شيخ حمدي، محمود عارف، محمد الطيب المراكشي) وغيرهم. ومن طلابها (محمود مؤمنة، طه السقاف، محمود آشي، جميل آشي، عبد الله كامل، حسن محمد كتبي، أمين بن عقيل، أحمد عبده يماني، علي جفري) وغيرهم.
وكانت مناهج الدراسة في (الفلاح) تزخر بعلوم الدين، واللغة العربية، والحساب ومسك الدفاتر، ويبدأ الطالب دراسته الأولى بحفظ القرآن الكريم، ثم ينتقل إلى مراحل دراسية يحفظ خلالها المتون مثل: (الطحاوية) و (الإسقاطي) و (الرحبية) و (العزبي)، و (رسائل ابن تيمية) وعلوم غزيرة لا يطيقها الآن الطالب الجامعي.
ولا يقتصر الطالب على ما كان يتلقاه في المدرسة، بل كانت حلق المسجد الحرام عامرة بطلاب العلم في الأوقات الأخرى يتلقون فيها "الفقه، والحديث، والتفسير، والنحو والبلاغة، على يد علماء أجلاء، جمعوا بين التدريس في (الفلاح) وتصدر تلك الحلق من أولئك المشايخ (عباس المالكي، جمال المالكي، علي المالكي، عمر باجنيد، عباس عبد الجبار، محمد العربي، محمد أمين كتبي، محمد علي بن تركي، حسن مشاط) وغيرهم.
وإلى جانب ذلك كانت هناك الكتاتيب التي تعنى بتدريس الخط وعلم الحساب، (مسك الدفاتر) ويهمنا أن نذكر شيئاً عن هذه الكتاتيب لارتباطها بمسيرة الأستاذ (محمد سعيد عبد المقصود).
كتاتيب تعليم الخط العربي:
يذكر معدو (تاريخ التعليم في مكة المكرمة ورجالاته) فاروق صالح بنجر وزملاؤه: "بأنها كتاتيب متخصصة في تعليم الخط العربي، مع تعليم بعض المواد الأخرى كالحساب بقواعده الأربع، مع العناية بتأهيل المتعلم للعمل في المتاجر والالتحاق بالأعمال التجارية، كما يستفيد التلاميذ الذين يتعلمون الخط ويبرعون فيه، فيلحقون بالوظائف الحكومية، والمؤسسات المختلفة كتبة ومحررين. – كما يذكر (فيصل مقادمي) في كتابه (التعليم الأهلي للبنين في مكة المكرمة: تنظيمه والإشراف عليه): أن هذه الكتاتيب لا يدخلها – غالباً – إلا من تزود بمبادئ القراءة والكتابة، وشيء من القرآن الكريم وهي تعلم التلاميذ إجادة الخط والإملاء ومبادئ الحساب، وتؤهلهم للعمل في إحدى الوظائف الكتابية أو الحسابية عند التجار.
وكانت مواقع كتاتيب تعليم الخط – غالباً – في المسجد الحرام عند مدخل (باب السلام) وفي (باب الزيادة)، ويصف (محمد عمر رفيع) في كتابه (مكة في القرن الرابع عشر الهجري، ص 310) نظام كتاب الخط فيقول: "كان مقر الخطاط عند مدخل (باب السلام) مما يلي المسجد، يجلس الأستاذ عند الباب، وأمامه صندوق صغير فيه ما يلزمه من أدوات الكتابة، وترى التلاميذ منتشرين في الرواق الموالي للباب، كل اثنين أو ثلاثة أو أربعة مستندين إلى أحد الأعمدة، وأمام كل منهم محفظة فيها أدوات الكتابة".
لقد تعددت هذه الكتاتيب، وساهمت في تعليم فن الخط، وتخريج الكثير من (الخطاطين) البارزين الذين شارك أكثرهم في التعليم المدرسي.
وقد سجل لنا التاريخ الكتاتيب التالية:
1 - كتّاب الشيخ محمد الفارسي: مقره مدخل (باب السلام) في المسجد الحرام.
2 - كتّاب السيد علي كتبي: وهو تلميذ الشيخ محمد الفارسي، وقد خلفه في تعليم الخط في مدخل (باب السلام) ثم في دكة (باب الزيادة).
3 - كتّاب السيد محمد مرزوقي: وقد خلف السيد علي كتبي، ومقر كتابه مدخل (باب السلام) ثم في دكة (باب الزيادة)
4 - كتّاب الشيخ فرج بن سليمان الغزاوي: مقره دكة (باب الزيادة).
5 – كتّاب الشيخ سليمان بن فرج الغزاوي: مقره دكة (باب القطبي).
6 – كتّاب الشيخ تاج بن فرج الغزاوي: مقره دكة (باب الزيادة).
7 – كتّاب الشيخ محمود زهدي: مقره دكة (باب علي)، وهو تلميذ الشيخ فرج غزاوي.
8 – كتّاب الشيخ إبراهيم الخلوصي الحلواني (1) : مقره دكة (باب الزيادة) وكان الشيخ إبراهيم تلميذاً للشيخ تاج الغزاوي، وكان يعلم الحساب ومسك الدفاتر بالإضافة إلى الخط (2) .
9 – كتّاب الشيخ عبد الرؤوف الفلمباني: مقره في منزله خلف (المروة) في زقاق بطلعة (القرارة).
10 – كتّاب الشيخ محمد حلمي: مقره دكة (باب علي)، والشيخ محمد حلمي خطاط وزارة المعارف الشهير، وقد أخذ الخط عن أستاذه الشيخ عبد الرؤوف الفلمباني، وعمل مدرسـاً وخطاطـاً في
مديرية المعارف، فوزارة المعارف، وعين وكيلاً فمديراً للمعهد العلمي السعودي، فمستشاراً قبيل تقاعده.
11- كتّاب الشيخ محمد طاهر الكردي: مقره في منزله بجبل هندي في حي (الشامية) وكان مقتصراً على تدريس عدد محدد من المريدين.
وهكذا يتضح لنا أن "محمد سعيد عبد المقصود" قد تلقى تربيته، وحصل على تعليمه من عدة مصادر هي:
أولاً: التربية المنزلية، في كنف والده "عبد المقصود" الذي غرس في روحه مبادئ العلوم الدينية، واللغة العربية، وغذاه بالسلوكيات الفاضلة – قدوة وتوجيهاً – وفتح ذهنه للقراءة والإطلاع للبحث.
ثانياً: مدرسة الفلاح، التي شرعت أمامه نوافذ العلم الواسعة، ليدرك من الصغر حقيقة "بحر العلم" وأن مداه بعيد، لا نهاية له، كما كان له شرف التلمذة على أساتذة المدرسة، وهم نماذج مضيئة من العلماء الأفاضل، كذلك حظي بصحبة زملاء أحبا العلم مثله، فآنسوه داخل الفصل وخارجه، والبعض منهم لازمه طيلة حياته.
ثالثاً: حلق المسجد الحرام: ومنها تزود بما لذ وطاب من علوم الدين واللغة، - وكما أشرت – كان يتصدر تلك الحلق علماء أجلاء نبغوا في العلوم الدينية واللغة العربية، وكانوا يتحدثون من القلب، فينسكب حديثهم عذباً شهياً في القلوب والآذان.
رابعاً: كتاب الشيخ إبراهيم خلوصي: وقد لازمه عامين، تلقى فيهما دروس الحساب والخط، وبرع فيهما. ونعلم بأن المجيدين في هذين الفنين، يمكنهم الانخراط في الوظائف الحكومية بسهولة. فالمتعلم له قيمته في المجتمع، وتكفي – في ذلك الزمن – أي شهادة دراسية، أو "ابتدائية" للحصول على وظيفة مناسبة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2112  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج