شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المجتمع المكي
يصف المستشرق "سنوك هورخرونية" الحياة اليومية في مكة، وقد زارها بين عامي (1884 - 1885م) ودخلها تحت اسم مستعار حيث سمى نفسه (عبد الغفار) ومكث بها حتى أغسطس عام 1885م:
"إن الغالبية العظمى من هؤلاء المكيين، والذين لا يزالون ينتمون إلى أصولهم الأولى قد قدموا إلى هذه الديار لرغبتهم بأن يكونوا بجوار بيت الله الحرام، وهذا لا شك يعطي تأثيراً فريداً لاجتماع هذه العناصر الوافدة" (1) ثم يضيف إلى هذه الرغبة بعض التطلعات لمنافع دنيوية أخرى أظهرت عدداً من الحرفيين والتجار.
ويشير إلى تأقلم الجاليات الوافدة مع الحياة المكية بقوله : (2) (إن مكة هي بلد الجاليات المختلفة من كل جنس ولغة، حيث يشعر هؤلاء جميعا بأنهم في بلدهم، على الرغم من أنهم غرباء عنها. إن كثيراً من الجاليات المختلفة قد اندمجت مع المجتمع المكي. فتطلعات هؤلاء وعلاقاتهم الوظيفية بجانب العديد من الأسباب الأخرى قد قاربت بين هؤلاء والمجتمع المضيف. وبالتدريج وجد هؤلاء مكانهم في المجتمع المكي. ونجد بين الجاليات المختلفة العديد من صور التدرج نحو التأقلم مع المجتمع المكي، على أنه لا يوجد هناك فوارق كبيرة بين هؤلاء وأولئك. فالزواج رابطة رئيسية من صور الاندماج بين هؤلاء، فالرجل الذي يتزوج امرأة تربَّت في مكة يصبح مكياً، وفي الجيل الثاني أو الثالث تتلاشى صلة الأسرة بأصولها القديمة).
وفي عام 1326هـ تأسس في مكة أول مجلس للبلدية "ليقوم مقام المحتسب الذي كان يحكم السوق، ويشرف على تنظيم العمران" ويأتي هذا المجلس لمواجهة تضاعف عدد السكان لأسباب ذكرها الأستاذ أحمد السباعي في كتابه (تاريخ مكة)، منها (3) :
1- مجاورة موظفي الأتراك وعائلاتهم.
2- مجاورة موظفي المصريين الذين تخلفوا في مكة بعد ترحيل جيش محمد علي منها.
3- ضعف الدولة العثمانية في هذا العهد، وقيام الروس بشن الحرب على أجزاء آسيا.
وكذلك فعل الإنجليز، وفعلت فرنسا، فاشتد الضغط على الكثير من بلاد الإسلام وزادت الفتن والحروب ففر كثير من بلاد الإسلام بدينهم والقليل بدنياهم إلى مكة والمدينة وجدة لبعد هذه البلاد من ضغط الأوربيين واستقلالها بأحكام الدين.
ويشير الأستاذ السباعي إلى أثر الانصهار الذي تم بين مجموعة الأجناس الوافدة: "نسوا أصولهم ومضت مواكبهم تحمل طابعاً جديداً في ألبستهم وعاداتهم، إن مجموعة الأجناس والجاليات أثرت في تكوين طابع مكة، حتى إذا استقام ذلك الطابع استطاع أن يدمغ جميع القانطين القاطنين والمجاورين بدمغة واحدة يبدو أثرها في أكثر تقاليدهم وعاداتهم ولغتهم وطريقة حياتهم" (4) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1201  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج