ذريني أرتوي للطيب حباً |
ومن دنيا الشذى أزداد قرباً |
ذريني فالفؤاد اليوم طيرٌ |
يريد خميلةً ويروم سِرْبا |
وأي خميلة في الأرض تزهو |
وطير النيل نائي الدار غصبا |
وكيف تروق لي يوماً عيوني |
وقد فقدت بهذا البعد هُدبا |
فما لي غير ورد النيل عطرٌ |
إذا كانت عطور البعض كِذْبا |
ذريني والملام فإن قلبي |
إذا ما هام لا يصغى لعتبى |
فأزكي الورد ما غرسته كف |
تجود ليعرب سلماً وحرباً |
فما كانت لغير الدين كفاً |
وما كانت لغير الضاد قلباً |
وماء النيل أعرفه فراتاً |
يفيض سماحة ويجود سكباً |
يقـال لـه النمـير العـذب لكـن |
لثغر المعتدي ما كان عذبا |
وهل يزهو لحي النبض قلب |
إذا كانت شغاف القلب جُدباً |
فلا كانت حياة نحن فيها |
متى كان الردى والقتل طِباً |
فيا أختاه لا توصي بلومي |
فإنِّي بالشذى ما زلت صباً |
هو النيل العظيم وروح شعب |
يُفتق في جبين المجد شهباً |
فأهلوك وإن لانوا لخصم |
فلي منهم كنوز الأرض حباً |
ويكفيني مدى الأيام فخراً |
إذا جاء الحجيج هُنا ولبى |