طرَّزَ الشَّيْبُ باطِني فَتَرَنَّحْتُ |
فَشَيْبُ الضَّميرِ أَفْدَحُ شَيْبِ! |
شابَ جِلْدي من سَفْحِهِ لِذُراهُ |
أَفَما كانَ ذلك الشَّيْبُ حَسْبي؟! |
خِفْتُ مِن هَوْلِهِ. ولكنْ تَفَكَّرْتُ |
فَأَلفَيْتُهُ يُضِيءُ لِقَلْبي! |
أَيُّها الشَّيْبُ يا حَصادَ التَّجارِيبِ |
أَراني أَهْواكَ مِن دُونِ صَحْبي! |
* * * |
فأَنِرْ لي الطَّرِيقَ يا أَيُّها الواعِظُ |
واحْمِ المَسِيرَ مِن كُلِّ خَطْبِ! |
ما أُحَيْلى الشَّبابَ لولا تَجَنِّيهِ |
ولولا رُكُوبَهُ كُلَّ صَعْبِ! |
أتُرى الشَّعْرَ حيِنَ يَسْوَدُ يُرْمي |
بِبَنِيهِ إلى غَياهِبِ جُبِّ؟! |
أَبْيَضٌ صانَني.. وأَسْوَدُ أَغْواني |
فهل يَسْتَوِي تُقايَ. وذَنْبي؟! |
* * * |
راعَني أَنْ أَسِيرَ في الشَّرْقِ والغَرْبِ |
فما أَهْتَدي بِشَرْقٍ وغَرْبِ! |
فَكِلا اثْنَيْهِما حَفِيٌّ بما يُشقي |
سوى النَّزْرِ من سَرِيٍّ ونَدْبِ! |
أَنا أَشْقى مِنْهم. وإِنْ كنتُ أَخْشى |
مِن مَصِيري وأشْتَهي سَتْرَ عَيْبي! |