شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد الله الفيصل؟! حبٌّ وعِرفانٌ
رأيْتُ لعبد الله مَجْداً مُؤَثَّلاً
تحدَّر من آبائِهِ الصِّيـدِ واسْتَعْلـى!.
فمن جَدّه عبد العزيـز.. وفَيْصـلٍ
أبيه تَبَدَّى المجـد مُمْتَنِعـاً فَخَـلا!
ولله في عبد العزيز مآثِرٌ
رأَيْنا بها الوَبْـلَ المُبَشِّـرَ والطَّـلاّ!
وكانتْ بِلادُ العُرْبِ شَمْـلاً مُمَزَّقـاً
وخَوْفاً.. فلا وَعْراً أَميناً. ولا سَهْلا!
فلا الحجُّ مأمُونٌ ولا المسجد الـذي.
تَمَيَّز بالمُخُتـارِ.. وانْتَـزَعَ الجهـلا!
فكم مِن حَجِيجٍ راح يَقُصُـدُ طَيْبَـةٌ
تَفَزَّعَ نَهْباً. أو تَـرَدَّى بِهـا قَتْـلا!.
طرائِقُ شَتَّى أفْزَعَـتْ كُـلَّ طـارِقٍ
وإنْ بَذَلوا من الله ما جَلَّ واسْتَحْلى!.
تَصَدَّى لهـا عبد العزيـز فَصانَهـا
من العَبَثِ المُزْري. وكانَ له أَهْـلا!
فما هـي إِلاَّ جولـة بعَـدَ جوْلَـةٍ
فَراحَ بها الباغُونَ صَرْعى بِما أَصْلى!
فمنهم أَطاعَ السَّيْفَ يَشْـدخُ هامَـهُ.
ومنهم رأى أَنَّ الرُّضوخ به أوْلـى!
فَلِله مـا أَجْـدى علينـا جِهـادُهُ
فقد صَحَّ منه مـا تَهافَتَ واعْتَـلاَّ!.
يُشِيدُ به الشَّـادُونَ في كُـلِّ بُقْعَـةٍ
فكم مِنَّةٍ تُرْوى. وكم آيـةٍ تُتْلـى!.
وهذا هو الخُلْدُ الذي ظَـلَّ شامِخـاً
مُشِعّاً على الدُّنْيـا بآلائِـهِ المُثْلـى!
ومِن بَعْدِه جاءَ الغَطارِيفُ.. كُلُّهُـمْ
شَغُوفٌ بِمَجْدٍ لا يَخيسُ ولا يَبْلـى!
بدا فَيْصَلٌ لِلنَّـاسِ مَجْـداً مُلألِئـاً.
يُضِيءُ.. فلا حِسّاً يَضِلُّ. ولا عَقْـلا!
تأَلَّقَ في عَيْنَيْ أَبيهِ فَسَرَّهُ..
وكيف؟! وقد كانَ السَّبوق الذي جَلىَّ؟!.
فقال لـه كُـنْ نائبِـي.. وأَحَلَّـهُ
مَحلاًّ رَفِيعاً.. ما أَعَزَّ ومـا أَغْلـى!.
فقد كانَ فيه المُصْطَفى سَيِّدُ الـورى
فكانَ به طِفْلاً.. وشَبَّ بـه كَهْـلا!
فَراسةُ مَوْهُوبٍ عَظِيمٍ مُسَوَّدٍ
وفِطْنَةُ مَوْهُوبٍ. وكان لـه نَجْـلا!
ولَسْتُ بِمُسْطِيعٍ. ولا الشّعْرُ قـادِرٌ
على صَوْغِ ما كانا بِه. ولـه أَهْـلا!
فَفي البَحْرِ أَسْرارٌ. وفي الطَّوْدِ رِفْعـةٌ
تُحَيِّرُ قَوْلاً.. أَنْ يُحاوِلَ.. أْو فِعْـلا!
وشاءَ يَراعي مَرَّةً فأَرابَني
فَقُلْتُ له – لما رَثَيْتُ لـه – مَثـلا!
وقُلْتُ لـه أَبْصِـرْ.. فَحَوْلَكَ ثُلَّـةٌ.
كَوَاكِبُ.. كانُوا لِلَّذي سادَنا نَسْلا!
أَشاوِسُ. لَو فَـوْق النُّجُـومَ مَنَابـعٌ
لَتاقُوا إليْها. واسْتَطابُوا بها النَّهْـلا!.
ولم يَثْنِهمْ عَن قَصْدِهـم غَيْـرُ نيْلِـهِ
وكيْفَ.. وقد أَدُّوا له الفَرْصَ والنَّفْلا!.
وقد ناضَلُوا حتى اسْتَوَوْا فَوقَ هامِـهِ
فساروا وقد مَدّ الطُّمُوحُ لهم حَبْـلا!
تَذكَّرْ سعـوداً وهـو أوَّلُ عاهـلٍ
تَسَنَّم عَرْشاً يَنْشُدُ الحـقَّ والعـدْلا!
تَسَنَّمه والنَّـاسُ تحمـد مـا بَـنى
أبُوهُ.. ويَلْقى حَوْلَه الحَوْلَ والطَّـوْلا!
وحَسْبُكَ مِن هذه السُّلالِـة خالِـدٌ
وفَهْدٌ. وقد كانَ السُّمُوُّ لهم شُغْـلا!.
فَأَوْرَثَهم مَجْداً طَريفاً وتالِداً
وأَوْرَثَنا نَحْـن الكرمـةَ والفَضْـلا!.
لَك الله يا فَهْـدُ الحَبِيـبُ وخالـدٌ
فإنَّكُما الجُودُ الذي اسْتَأْصَلَ البخلا!
وإنَّكُما الفَخْرُ الذي يَستَفِزُّنا
إلى المَدْحِ.. لولا أنَّه لم يكُنْ جَـزْلا!
* * *
ويا شِعْرُ هل لي أَنْ أَبُـوحَ بِمُضْمَـرٍ
من الحُبِّ أَصْلاني الذي لم أَكُنْ أصْلى!.
لَئن عَزَّنـي فيه الثّناءُ فَإِنَّني أرانـي
بِحُبِّي أعْشّـق الصَّـدَّ والوَصْـلا!.
وأعْذُرُ شِعْري إنْ تَقَاصَر واسْتَـوى
على العَجْزِ واسْتَخْذى بِقافيةٍ عَجْلى!
فما هو إلاَّ الشِّعْرُ يَسْتَقْطِبَ النُّهـى
فَيَشْدو كما تَشْدُو مَشاعِرُهُ الجَذْلى!
وما هـو إلاَّ المَجْـدُ.. إلاَّ رُسُوخُـهُ.
وما هـو إلاَّ أَنْ غَدَوْتَ لـه ظِـلاَّ!
عَشِقْتُ العُلا مَنْذُ الصِّبـا فَوَجَدْتُهـا.
لَدَيْهِ. فَنَادَتْني أَلا كُـنْ لـه خِـلاَّ!.
جدة/ 28 /رجب/ 1414هـ
10/ يناير/ 1994م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :327  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .