شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بَطِرَتْ .. فَزَلَّتْ؟!
ساءلَتْني عن تَباريحِ الهوى
في مَجاليهِ.. صُدوداً ووِصالْ!.
وهي تَرْنو لي بِطَرْفٍ ساحِرٍ
يَصْطَفي. أو يجتوي شُـمَّ الرِّجـالْ!.
ساءَلَتْني فَتلعْثَمْتُ ولم.
أَجِدِ الرَّدَّ علـى هـذا السُّـؤالْ!
هي تَدْري بالذي تَسْألُني
عنه.. تدريه عُيُوباً وخلالْ!
وهي من طُغْيانِها في طَنَفٍ
تَشْتَهي سُفْـلاهُ رَبَّـاتُ الحِجـالْ!
مُشْرِفٍ يَجْعلُها في نَجْوَةٍ
عن يَمِينٍ تَحْتَويها أَوْ شِمالْ!
تَتَجلىَّ من دَلالٍ قاهرٍ
يَدعُ الفِكْرَ مَهيضاً والخَيالْ!
وبَدا في وَجهِها ما شَفَّني
فَتَهاوَيْتُ وأَوْجَزْتُ المقالْ!
قُلْتُ يا فاتِنَتي إنِّي هَوَى..
ضَلَّ في الدَّرْبِ وأعْيـاهُ الكـلال!
سار في رَكْبِـكِ حِينـاً واسْتَـوى
فَتْـرَةً ثُـمَّ هَـوى بَيْنَ النِّصـالْ!
ضَرَّجَتْهُ دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُ
رأْفَةٌ مِنْكِ.. وما أَشْقـى الضَّـلالْ!.
ولقد شاهَدْتِهِ جُرْحاً نَأى
عنه مَـن يَضْمـدُه قَبْـلَ الوبـالْ!
فَتَبَسَّمْتِ وأعْرَضْتِ رِضىً
مِنْكِ بالوَيْـل اعْتَـراني والخبـالْ!
فَتَمالكْتُ ولم أَشْكُ الضَّنى
والهَجِيرَ الحارِقِـي بَعْـد الظِّـلالْ!
جَبَرُوتٌ يَشْتَفي مِن هالِكٍ
كانَ يُولِيهِ اعْتِلاءً ونَوالْ!
ما الذي تَبْغِينَهُ يا فِتْنَتي
بعد أن ساء بِمُضْناكِ المآلْ؟!
أَنْتِ مـن جَرَّعَـه الكَـأْسَ الَّـتي
صَرَعَتْهُ.. فهـو سُقْـمٌ واعْتِـلالْ!.
كانَ مَرْمُوقاً فَحاوَلْتِ الذي
سَوْف يُبْـدِيه لَقـىً بيْن الرِّمـالْ!
لا. فما أَخْسَرَها مِن رغبة
لم تَنَلْ مِنِّـي.. والحَـرْبُ سِجـالْ!
أنا يا فاتِنَتي رَغْمَ الأَسى
جَبَلٌ مـا خَـرَّ يَوْمـاً في النِّـزالْ!
ولقد عُـدْتُ لرشـدي فاجْتَـوَتْ
مُهْجَتي الحَـرَّى ترانيـم الجمـال!.
لم أَنَلْ منه سوى أَرْزائِهِ
وهي أرْزاءٌ على الحُرِّ ثِقالْ!
صِرْتَ في عَيْنَـيَّ. صِرْتـي شَبحـاً
مَلَّهُ القَلْـبُ. وما أَحْلـى المـَلالْ!
وَتَنوَّرْتُ سَبيلي في الدُّجى
بعدما كان الدجى يخفـي النِّمـالْ!
أَنْـتِ. مـا أَنْتِ سـوى أحبولـة
وأنا الكارِهُ أَوْهاقَ الحِبالْ!
وأنـا الشَّامِتُ في الحُسْـنِ الـذي
شاخَ في قَلْبي صِبـاهُ واسْتَحـالْ..!.
وأنا السَّالي فما يُرْجِعُني
لِلْهوى الماجِـنِ شَـوْقٌ وابْتِهـالْ!
فَهُما منها.. وما أكْذَبَها
حِينما تُقْسِـمُ.. مكْـرٌ واحْتِيـالْ!
* * *
إنَّما أقْدارُنا يا فِتْنَتي
عادِلاتٌ. وهي أَغْلالٌ ثِقالْ!
حرَّرتْني مِنْكِ ثم اسْتَحْكَمَتْ
فيكِ لَمَّا أَنَسَـتْ مِنْـكِ السَّفـالْ!.
فاصْبِري وامْتَثِلي يا طالَما
كنْتِ لِلأَحْـرارِ سِجْنـاً واعْتِقـالْ!
ولقد كنْتِ سُهاداً قاتِلاً..
لِعُيُونٍ كابَدتْ هَوْلَ اللَّيالْ!
فاذْكُرِيها.. فهـي لم تَنْـسَ الـذي.
كانَ مِن عَسْفِكِ كالداء العُضـالْ!
فَسَيلْقاكِ سهادٌ مِثْلَها..
وعُضالٌ لا يُعافِيكِ بِحالْ!
فَتَسامِي رُبَّما تَلْقاكِ في
غَدِكِ الحالِكِ أنْوارُ الهِلالْ!
رُبَّما كانَ التَّسامي عِصْمةً
بِدُمُوعِ غالِياتٍ كالَّلآلْ!
فاذْرِفيها.. إنَّها قَنْطَرَةٌ
لحياةٍ طَهُرَتْ بعد انحِلالْ!
إنّها البَلْسَمُ للجرح الذي
قِيلَ أَنْ لا بُرْءَ منه وانْدِمالْ!
يالَ مَجْدِ الله في عَلْيائِهِ
إنه فَكَّ عن العَقْلِ العِقالْ!
فَتَعَزِّي.. أنْتِ أَوْلى
من فُؤادي بالعزاءْ!
إنَّ لي من كِبْريائي
ما يُذِلُّ الكِبْرياءْ!
جدة 1/ 6/ 1414هـ
14/ 11/ 1993م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :391  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج