شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أول مدرسة فلاح بمكة المكرمة
بعد أن نجحت مدرسة الفلاح في جدّة، ورسخت جذورها وأصبحت معلماً هاماً فيها، عزم الشاب محمد علي زينل على الذهاب إلى مكة المكرمة والإقامة فيها أياماً، يتلمس فيها إمكانيات إنشاء مدرسة أخرى هناك، وهكذا كان، وأخذ يطوف في المسجد الحرام بحلقات العلماء ويستمع إليهم، على أمل أن يختار من ينشرح صدره له، فيوكل إليه معاونته لإنشاء مدرسة في أم القرى مكة المكرمة، وبعد تردد طويل على كل من توسم فيهم الأمل في تحقيق ما كان يفكر فيه، وبعد زيارته بعض الكتاتيب والزوايا التي يُحفظ فيها القرآن في بعض محلات مكة وأحيائها، وجد في شيخ مرب – كان قد أسس "كتّاباً" في باب الزيادة من أبواب المسجد الحرام لتحفيظ القرآن الكريم – ما رجا أن يكون الشخص المناسب لإنشاء المدرسة، وكان ذلك الرجل هو الشيخ المربي الحافظ لكتاب الله عبد الله حمدوه السناري، إذ كان محمد علي زينل يزوره في كتّابه، ويستمع إلى طريقة تدريسه، ورأى طريقة إدارته للصبيان والملتحقين بكتّابه، ولما ارتاح إليه فاتحه في ما يفكر فيه، فوجد عنده الحماسة والتشجيع والتجاوب، واتفق معه على أن ينقل كتابه وتلاميذه إلى بناية أخرى أكبر منها، وأن تتوسع الدراسة فيها، ويطلق على المدرسة اسم مدرسة الفلاح بمكة المكرمة، وكان ذلك في عام 1330 هجرية (1910م).
وهكذا قامت مدرسة الفلاح في أم القرى، يديرها المربي الفاضل الشيخ عبد الله حمدوه، وينفق عليها المفكر المصلح الشاب محمد علي زينل رضا، واستقطبت هذه المدرسة منذ أول عهدها عدداً كبيراً من المعلمين في مكة والمدرسين في المسجد الحرام، وبارك الله فيها فكانت نواة لما تطور بعد ذلك من هذه المدرسة، وأصبحت تضم بضع مئات من أبناء مكة والمجاورين لها، وساهم في إنشاء المدرسة وإدارتها وتطويرها عدد من المربين الأفاضل الآخرين من المكيين البارزين، كالسيد طاهر الدباغ، والشيخ أمين فوده، والشيخ عبد الله حمدوه وغيرهم.
وتطورت المدرسة في عهد الشريف حسين، ثم في عهد الملك عبد العزيز، وأصبح خريجوها والدارسون فيها هم صفوة علماء الحرمين الشريفين، وكبار موظفي الحكومتين: الهاشمية ثم السعودية، وانتشر طلابها ومتخرجوها بعد ذلك في أنحاء العالم الإسلامي، من أندونيسيا وماليزيا والهند والصومال واليمن وحضرموت والبحرين والخليج وشرق أفريقيا وغربها، ثم أنشئت لها في أقطار مختلفة في العالم الإسلامي فروع كثيرة، أنشأها مؤسسها محمد علي زينل وتلاميذه، وسماها باسم مدرسة الفلاح، وأوكل إلى بعض متخرجي مدرسة الفلاح بمكة المكرمة تأسيس تلك المدارس وإدارتها، فكانت هناك مدرسة الفلاح في "المكلا" عاصمة حضرموت، أسسها آل الدباغ المكيون، وعلى رأسهم السيد طاهر الدباغ، الآنف الذكر، وأخوه السيد حسين الدباغ، وكانت أول مدرسة في جنوب جزيرة العرب، انتمى إليها مئات من طلاب تلك البلاد، ودرسوا فيها وتخرجوا منها، واستلموا بعد ذلك الوظائف القيادية الكبيرة في بلادهم، وكان أكثر المدرسين فيها هم من أهل مكة، المتخرجين من مدرسة الفلاح وقد درس بها الشيخ عمر حمدان وجميع أفراد أسرة آل الدباغ المهاجرين إلى حضرموت، والسيد أمين بن عقيل، وحسن شيبه، والسيد صبحي الحلبي، والشيخ الطيب الساسي. وساهم في إنشائها الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي -الشاعر الشهير- يوم كان هناك قبل عودته إلى الحجاز، وغيرهم من علماء وشباب حضرموت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2654  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.