شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ضيافة وبئس الضيافة
حدث لصديقنا الشاعر الدكتور زاهد محمد زهدي أن زار لندن والتقى على عادته بأصحابه والمعجبين بشعره، وكان بينهم صديق العمر الشاعر والكاتب الصحافي صادق الصايغ، فدعاه هذا الى وليمة في بيته غير العامر(!)، وكانت وليمة ذكّرت الدكتور زاهد بوليمة الثعلب واللقلاق. خرج منها ابو عمار وهو يصف بهذه الأبيات الغنية عن الشرح والتعليق تلك الوليمة التي لم تزد محتوياتها عن شوربة سيئة الطبخ حامضة الطعم عريقة العفن:
قد جئت ملهوفاً الى "صادق"
أجـدد الود وعهد الإخاء
ولم أكن قد جئته جائعاً
ولم تكن لي رغبة في العشاء
لكنه بالغ في جوده
فأحضر الخبز وصحن الحساء
فقلت يا لله من "حاتم"
المال والفقـر لديه سواء
لا تنزل القدور عن نارها
في بيته في الصبح أو في المساء
وقلت باسم الله ثم انثنت
تقرب الصحن يدي في حياء
ولم أكد أذوق ذاك الحساء
حتى تعـوذت برب السماء
وغادرت موقعها معـدتي
خشيـة أن ينزل فيها البلاء
اذ كانت الطبخة قد انضجت
في قدرها قبل حلول الشتاء
حتى غدت كالخل في طعمها
واخضرّ منها القدر ثم الإناء
فقلت يا "صادق" أكرمتنـا
وبـارك الله بهذا السخاء
فأحضر الشاي الذي لم يزل
نطلبـه فإن فيـه العزاء!
وبالفعل خفّ صديقنا صادق الصايغ لنجدة زميله وعاد بالشاي، فإذا به لا يقل روعة وبهاء عن تلك الشوربة بحيث لم يمر شأنه دون أن يثير قريحة الشاعر، فأنشد وقال :
طلبنا الشاي منك وما علمنا
بأن الشاي عنك جد غالي
كحسناء تلوح لخاطبيها
مواربة وتخطر في دلال
طلبناه وقد جئناك عصراً
فعزّ الشاي منك على النوال
فكررت السؤال وقلت علّي
أفوز به بتكرار السؤال
فلم أظفر به حتى أطلّت
تباشير الصباح من الليالي
متى أعددت هذا الشاي قل لي
وأصدقني الحقيقة في المقال
فإني قد شممت له عطوراً
تعود به الى العُصر الخوالي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :541  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج