شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بين القصيبي والشيراوي
إذا كان لكل شاعر شيطانه الذي يعلّمه الشعر، فلكل شاعر بدون شك صديقه الذي يقول الشعر عليه ويروي هذا الشعر عنه. من هذه المصاحب الشعرية صحبة معالي الأستاذ يوسف أحمد الشيراوي مع معالي الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي. وكانت صحبة جادت بالكثير من الإخوانيات الطريفة والظريفة التي طالما سمعت عيّنات منها من كلا الأديبين، أطال عمرهما ومدّنا ولو بالفتات من موائدهما الأدبية.
حدث أن زار سمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير البحرين، العاصمة البريطانية ضيفاً على المملكة والحكومة البريطانية. وكان معالي الوزير يوسف أحمد الشيراوي عضواً في الوفد الرسمي الذي صاحب سموه. وكما هي العادة في مثل هذه المناسبات، تبودلت الهدايا التذكارية والأوسمة المعتادة بين الطرفين، وكان أن أنعمت الملكة اليزابيت على الأستاذ الشيراوي بمنزلة القائد الأعظم، "Grand Commander" للإمبراطورية البريطانية، الذي يعطيه اللقب البريطاني السامي "سير". وكان من تقاليد المناسبة أن ركبوه كفارس مغوار في عربة تجرّها خيول عربية مطهّمة بما سرقه هنري الرابع ملك نافار في أسبانيا من العرب ثم نهبه الإنجليز من الفرنسيين في معركة ووترلو. وهكذا سار الفارس المغوار الشيراوي إلى قصر بكنغهام تصحبه الى جواره سيدة من بلاط سان جيمس ذات دم أزرق أصيل يمتدّ إلى خالتها الكبرى التي كانت وصيفة للملكة فكتوريا.
انتهى الحفل المهيب والتقى معالى الوزير عند المساء بزميله الشاعر، معالى السفير غازي القصيبي فبادره قائلاً: أبو سهيل، من الآن وصاعداً لا يجوز لك أن تخاطبني أمام الناس إلا بكلمة "سير يوسف"، وبكل تأكيد لا يصح لك أن تناديني بمجرد كلمة "يوسف" أو "أبو أحمد" الا في الحالات الخاصة وفي أضيق الحدود! أنا الآن سير يوسف شيراوي. فأجابه القصيبي: تأمر أيها الباليوز المحترم. و"باليوز" تعني عند أهل الخليج "الوكيل السياسي" في أيام الوجود البريطاني.
بالطبع لم يكن للدكتور القصيبي غير أن يشعر بظرافة الموقف، فتحركت في نفسه روح المداعبة. ما أن حل اليوم التالي حتى رأى أبو أحمد في بريده الخاص قصاصة بخطّ صديق العمر تخاطبه منها هذه الأبيات:
أجبني يا ابن شيراوي
أ" سيراً" صرت أم " لورداً"؟
وهل سرت مع الفرسان
تحمي الهند والسندا؟
وهل ربطوك عند الساق
ربطاً أحكموا الشدا؟
* * *
رأيتك تركب الحنطور
في الموكب معتدا
كأنك "باليوز" الهند
أتى يستعرض الجندا
غداً تنسانا وتعرفكم
بنات التايمز وبرندا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2221  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج