شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مناظرة في الإيلاء
حدث أن اجتمع الشاعران، ابو بكر بن داود الظاهري وابن سريج في مجلس الوزير ابن الجراح فتسامرا وتلاطفا ثم تناظرا في موضوع الإيلاء، وهو قسم الزوج عندما يطلق زوجته، فقال ابن سريج لزميله الشاعر: "أنت بقولك: من كثرت لحظاته دامت حسراته، أبصر منك بالكلام في الإيلاء".
فأجابه ابو بكر الظاهري قائلاً: لئن قلت ذلك فإني أقول:
أُنزِّه في روض المحاسن مقلتي
وأمنع نفسي أن تنال محرما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه
يصبّ على الصخر الأصم تهدما
وينطق طرفي عن مترجم خاطري
فلول اختلاسي ردّه لتكلّما
رايت الهوى دعوى من الناس كلهم
فما إن أرى حباً صحيحاً مسلما
انتهى من إنشاد أبياته الأربعة في حضرة الوزير، فتناوله ابن سريج بالقول: وبِمَ تفتخر عليّ؟ ولو شئت أنا لقلت:
ومساهر بالغنج من لحظاته
قد بتّ أمنعه لذيذ سناته (1)
ضناّ بحسن حديثه وعتابه
وأكرر اللحظات في وجناته
ما أن سمع ذلك أبو بكر بن داود الظاهري حتى التفت الى الوزير ابن الجراح وقال: يحفظ الوزير عليه ذلك حتى يقيم شاهدي عدل أنه ولي بخاتم ربه (أي ذهب سالما دون أن يطرأ عليه أي تغيير).
فعلق على ذلك ابن سريج، وقال: يلزمني في ذلك ما يلزمك في قولك " أنزّه في روض المحاسن مقلتي...".
فاستغرق الوزير بالضحك لدى سماعه بذلك التناظر، ثم قال: "لقد جمعتما ظرفاً ولطفاً وفهماً وعلماً".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :597  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج