شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نجوى!
"إلى:
أمي..
التي أحبت جوار البيت العتيق!"
.. وها إنني عند "الحطيم" مطأطئٌ
جناحيَ.. لكنَّ الضميرَ محلِّقُ!
 
نَجْوَى!
وقفة: بين يَديْ الكريم، في جوار كريم، في شهر كريم!!
وقفتُ ببـابِ اللهِ، والقلـبُ باسـطٌ
مداهُ، وأقباسُ المآذِنِ تخفُقُ!
وآفاقُ ألطـافِ الملائـكِ تصطَفـي
شفيفَ رؤىً حولَ "المطـافِ" تُحلِّقُ!
هَفَفْتُ لها! يا للشَّـذا الغَضِّ ناشِـراً
جناحَيْـه؛ يُذكيـه الفَضـاءُ المزَنْبَقُ!
نَجاوى تِلاواتِ؛ يُرجِّعُهـا الصَّـدى
على أنفسٍ في شُرفـةِ البَـدرِ تُطلَقُ!
تَشَوَّفْتُها رُوحاً ألوفاً.. كأنَّما
تـأوَّبَ أغصانـي مِنَ العُمْـرِ رَيِّقُ!
ورِعْشَـةُ أنـسٍ جاذبتـني ولامست
رفيف سناً في سـوسنِ الـرُّوح يبرُقُ
سماويَّـةُ الإشـراق، قُدسيَّـةُ الهدى
يفيـضُ بها القنديلُ؛ يَدنو.. ويَسْمُقُ!
فأرهفْتُ للنجوى حنينَ مُؤمِّلٍ
تشغَّفَـه صـوتٌ مِنَ الغَـيبِ أعمَقُ!
وأشرقتِ النفسُ الرقيقـةُ، وانحنـتْ
تُطيفُ بإيماءِ السَّنا.. وتُحدِّقُ!
ولامَحْتُها تخضلُّ في ضِفَّةِ المنى
وتَلطُفُ في غُصْنِ البيـاضِ.. وتُورِقُ!
فأومأْتُ –ظمـآنَ الجوانـحِ- للرُّؤى
يُعاطِرُها، في الرَّفرفِ الخُضـرِ، رَوْنَقُ!
تَنوسُ بعينيَّ التفافاً؛ فأجتلي
صَباحيَ في أفوافِها.. يتفتَّقُ!
* * *
ولملمتُ أشواقَ اللهيفِ إلى ذُراً
يُجلِّلُها في سِدرةِ النُّورِ مَرفِقُ!
وناديـتُ: يـا ربَّـاهُ، مَوقِفُ آيـبٍ
إليـكَ، وميقـاتُ الحمائـمِ مُطلَقُ!
أعِذني برؤياكَ البهيَّةِ؛ إنني
لمحتُك في قلبي المؤرَّجِ تَأْلَقُ!
وأنتَ على عـرشِ الجلالـةِ بـاذِخٌ
-لدى القُدسِ– تحنو بالمنـارِ وتُغْدِقُ!
سَمـوتَ؛ وآنستُ الحقيقـةِ هالـةً
تحـفُّ بأنفـاسِ الشَّغـافِ، وتنطِقُ!
حَنانَيكَ؛ هذا مَوقفٌ مُتبتلٌ
تشِفُّ به فيـكَ القلـوبُ، وتَصدُقُ!
وأنتَ الـذي نمنمتَ في القلبِ لمسـةً
تضيء بهـا نَبـضَ اليقـينِ؛ فتُشرِقُ!
نَهِلْتُ شذا نجواكَ في بهجـةِ الرِّضـا
ولُطفُكَ أحـنى بالقلـوبِ.. وارفَقُ!
ويَاليَ في هذا الجِواءِ تحفُّني
لطائِـفُ مِنْ رَوْحِ الجِنـانِ تُشَقْشِقُ!
* * *
هُنا مَهبِط الوَحي المشِعِّ على الـوَرى
رسـالاتِ تنويـرٍ حَباهـا المصَّدقُ!
نَبيٌّ بنبراسِ السماءِ توشمَّتْ
يداهُ؛ فأزهى في المدائنِ بَيرَقُ!
هنا "الحرمُ" القُدسيُّ و"الكعبـةُ" التي
يفِيءُ إليهـا مُؤمِـنُ القلبِ.. مُشرِقُ!
هُنا "زَمزمُ" المَبرورُ بالـريِّ والشِّفَـا
يُسَلسِلُه النبعُ الجليلُ؛ فيَدفُقُ!
هُنا "رمضانُ" المُزدهي بجلاله
تسابيـحَ في نُـورِ الرِّحـابِ تُرقرِقُ!
هُنا الراكعـونَ - الساجدونَ أهِلَّـةٌ
يُحاذي هُداهـا: الطائفـونَ تدفَّقوا!
وآياتُ آلاءِ العشِيَّاتِ طاقةٌ
مِـنَ البِـرِّ حيَّاهـا الكـريمُ الموفَّقُ!
وترتيلةُ "القـرآنِ" في حَـرمِ التُّقـى
مَباهـجُ إيحـاءٍ بـه النَّفـسُ تَعلَقُ!
وقلبي، بمـا أصفَيْتَـه مِـن نَقـاوةٍ،
يُسانحُ ريحانَ السماءِ؛ فيَأْنَقُ!
حَفَفْـتَ ضِفافي بالنَّـدى؛ فأظلَّـني
بهـاؤكَ -في طهـرِ المـدى- يتدفَّقُ!
وأهديتني أنتَ السلامَ؛ فردَّني
إليـك صَفـاءُ مُسبَلُ الوَردِ.. مُؤْنِقُ!
فناضَلْتُ أهوائي، وأسلمـني الحجـى
إلى سَـروةٍ في جِلْـوَةِ الصبحِ تَطْلُقُ!
عرفتُ بها دَربي إلى الحـقِّ، مـا أرى
لغَيركَ وِرداً أحتذيه.. وأطرُقُ!
ألستُ فتىً مِن قُدسِ "مكـةَ" أرتـوي
بعِطـرِ يَديـكَ الحُلوتـينِ، وأعبَقُ؟!
فَهَبْ لبلادي ما يُؤثِّلُ أهلها
بواديـكَ! ما زِلنـا ببَهـوِكَ نَبْسُقُ!
وكَلِّلْ تخومَ المؤمنينَ بكوكبٍ
يُؤلِّفُهم فيه الإخاءُ الموثَّقُ!
ها.. إنني عند "الحطيـم" مطأطـئٌ
جَناحيَ؛ لكنَّ الضميرَ محلِّقُ!!
مكة المكرمة: رمضان سنة 1413هـ
أعيدت صياغتها في رمضان سنة 1415هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :401  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 67
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.