شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المدينة المهجورة
سمعتُ كـانَ المُغَنِّـي في أَزِقَّتِهـا
يَرْثـي أَساطينَها حينـاً ويَطْويهـا
غَنَّى، وأَسْوارُها كَسْلـى تُتابِعُـهُ
تُرَدِّدُ الصَّرْخَـةَ الْحُبْلـى تُغَنِّيهـا
-: أَدْمَيْتَ كَفَّكَ "ما في الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ" وفُضْلَةُ الزِّيْتِ جَفَّتْ في خَوابيهـا .
ناموا جَميعاً وطَيْرُ الْمَوْتِ مُضْطَجِعٌ
بِمَلْءِ مـا فَرشَتْ ظِـلاًّ أَعالِيهـا
وَالْبابُ أَدْمى أَكُفَّ الطَّارقينَ فَعُـدْ .
وجَذْوَةُ الْمَجْدِ ما أَبْقَتْ لِصاليهـا
غَيْرَ الرَّمادِ.. وأَصْـداءٍ لِحامِلِهـا
تَطوفُ في اللَّيْلِ عَمَّنْ قَدْ يُواسيهـا
نامَ الَّذينَ أَقـادوا أَلْـفَ مُعْجِـزَةٍ
وَضَوَّؤا الْكَوْنَ بَدْءاً مِنْ مَجانيهـا .
يا حاملَ الكلمةِ الخضراء لَوْ وُلِدَتْ
يَموتُ أَطْفالُها صَبْـراً كَأَهْليهـا
هل يُزْهِرُ الْحُبُّ في أَحْضانِ مَيِّتَـةٍ
يُداعِبُ الصَّمْتُ ما أَبْقَتْ لَياليهـا؟.
الرِّيحُ تَنْثُرُ ما أَبْقى الزَّمـانُ بِهـا
والثَّلْجُ مِنْ رِعْدَةِ الْحُمَّى يُواريهـا
تابِعْ رَحيلَكَ فَالأَغْرابُ ما مَكَثـوا .
إلاَّ إذا عَشِقوا أَغْلالَهُمْ فيها
وارْفِقْ بغُرْبَتِها، واتْرُكْ، عواصِفَهـا
فَحِنْدِسُ اللَّيلِ ضَوْءٌ في مَطاويهـا
* * *
ناديْتُ حتى أُواسي الذَّاتَ مِنْ فَزَعٍ .
وحُلَّةُ اللَّيْـلِ تَطْويـني وأَطْويهـا .
ِ-: نَسيرُ نِضْوَيْ رَحيلٍ في مُغامَـرَةٍ
أنا.. وأَنْتِ لَنـا حُلْـمٌ بِواديهـا
أنا وأَنْتِ.. كلانا بَعْضُ أُغْنِيَةٍ
إنْ أَزْهَرتْ أَلَقاً فَالتِّيهُ يَجْنيها
لَدَيَّ بَعْضُ بَيـانٍ في فَـمِ امْـرأَةٍ
أَبْناؤُها أَسْلَمـوا للَّيْـلِ ناديهـا
وقِصَّةٌ في مَدى الْعَيْنينِ راحِلَةٌ
يَتيمةُ السَّرْدِ هَيَّا كَيْ نُنَمِّيها
1974
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[صفحة في تاريخ الوطن: 2006]

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج