شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أربَعُ أغْنِيَات
(1)
أَغاضِبَهْ؟
أَعلمُ أنتِ غاضبَهْ
تُحاورينَ الْجُرحَ، تسألينَهُ، مُعاتِبَهْ
تُغَيِّرينَ ربطةَ الأَحزانْ
وتَغْسلينَ دفترَ الأَوجاعِ لَمَّا
أَيْمَنَتْ هَوَازِنٌ، وأَيْسَرَ التَّغالِبَهْ
وتَفْرُدينَ غابةَ الأَسرار في عَينيْكِ
بالإِغماضِ، بالتَّحْديقِ، بالْمُراقبَهْ
وتُرْسلينَ موجَةَ الأَهدابِ في قَوافِلِ الْمَجْهولِ
تَسْتَجْدينَهُ سَحائِبَهْ
آذاكِ صمتُ الفارسِ الراحلِ في ذاكرةِ التاريخِ
بَيْنَ الْجُملِ الْمُحارِبَهْ
أضْناكِ أنْ تَلْتَحِفي ظمأكِ الْمَطْعونَ بالصَّمْتِ
وأَنْ تَرْتَحلي
سَحابَةً غريبةً فوقَ السيوفِ الذاهِبَهْ
آذاكِ أَنْ يُحْكَم هذا العشقُ بالإعدامِ
في خَرائبِ الرِّواغِ والْمُواربَهْ
والآنَ يا سيدةً
تَزْدَرِدُ الصمتَ وتَمْتَطي سَفينَةَ انْتِظارْ
يَنْشَقُّ سِتْرُ الليلِ عن بِدايةِ الْحِوارْ
الآنَ.. لا انْتِظارَ.. لا مُعاتَبَهْ
* * *
(2)
أَسْمَيْتُ هذا الزَّحْفْ
بِدايَةً
أَسْميتهُ. فاصِلَةً
بينَ عُصورِ الْفَتْحِ والأَزمنةِ الْهَزيلَهْ
واسْمُكِ بعدَ الآنَ، قَدَري
وَوَجْهُ هذا السيفْ
صَوْمَعَتي
أَسْميتُ هذا الْعِشقَ شَمْعَةٌ
تَحْمِلُها قوافِلُ الْقبيلَهْ
* * *
(3)
لامَسْتُ راحتَيْكِ أَمْسْ
شَمَمْتُ فيهما الأَزْهارَ والْمَطَرْ
وعَبَقَ التُّرابْ
رأيتُ في عينيكِ أَمسْ
دَعْوَةَ العاشِقِ للظَّفَرْ
لِيَنْتَهي مِنْ رحلةِ الْغِيابْ
كنتِ مساءَ أَمْسْ
قَصيدةً. والأَرضُ تحتَ خَطْوِكِ الأَخْضَرِ كَالْكِتابْ
صَمَتِّ.. وابْتَسَمْتِ.. وانْثَنيْتِ
كَالْعصورِ في رحلتِها
لِلَهْفَةِ العائِدِ مِنْ مَدائن الْعَذابْ
رأيتُ مثلما رأيتِ
غابَةَ حُزْنٍ تُزْهِرُ الْفَرَحْ
ولحظةً تُبْعِدُنا عن حِقْبَةِ اسْتِلابْ
* * *
(4)
جِئتُكِ في تشرينَ كالسَّحابَهْ
أَمْسَحُ وجهَ الْحُلُمِ الْحَزينْ
بزهرَةِ اسْتِجابَهْ
وأغسلُ الجرحَ ببسمَةِ الْمَطَرْ
وأنْزِعُ الضِّمادَ عنهُ كَيْ يُواجِهَ اغْتِرابَهْ
جئتُ لأوقِظَ الْهُمومَ بالسكِّينْ
بَعْدَ فُصولِ الْمَحْلِ والرَّتابَهْ
وبعد غَفْوَةِ النُّجومْ
وبَعْدَ سَقْطَةِ الأَيّامِ في قارورَةِ الْكَآبَهْ
سيدتي:
إنَّ افْتِراسَ الزهرةِ العذراءِ مُمْكِنٌ
ومُمْكِنٌ، حَجْبُ حَديثِ الشمسِ
عن سَوْسَنَةٍ
والنَّخْلُ يمنحُ الْمُسافِرَ اغْتِصابَهْ
لكنْ تَظَلُّ الأرضُ تَلِدُ الْعَربْ
وغابَةُ النَّخيلْ
تَظَلُّ تمنحُ الرُّطَبْ
والغابَهْ
تَظَلُّ.. رُغْمَ خُطَطِ الطَّوائِفِ الْمَهْزومَهْ
ورُغْـمَ هَجَمـاتِ الْغَـزْوِ.. غابَـهْ
* * *
1973
 
طباعة

تعليق

 القراءات :351  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج