شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غِــــنَاء في حَضْــرَة الأمَّـــة
1976
لَجَلالِ وَجْهـكِ أشـرقَ التَّنْزيلُ.
والكَوْنُ حولَكِ ظلمـةٌ وطُلـولُ .
فإذا ابتـدأتِ فَلِلوجـودِ بدايَـةٌ
وإذا نطقتِ اسْتيقظَ التَّرْتيلُ
وبناظريْكِ الخلدُ يغسـلُ وجهَـهُ.
والأَنْبِياءُ على رُؤاكِ حُلولُ
والواهِبونَ مَواكِبٌ دَفَّاقَةٌ
كالْفَتحِ يَقتحـمُ الرعيـلَ رعيـلُ
أَإِذا رقدت هُنيهةً في مُدْلِجٍ
قَنُطَ السُّراةُ، وأورقَ التَّأْويلُ؟
حَسِبوا الْجـراحَ براحتيكِ نِهايَـةً
للْمَجْدِ. ساعَةَ جَمْجَـمَ التَّخْييـلُ
واسْتَنْجَدوا بالْخالِعينَ جُلودَهُمْ
واسْتَهْدَفاك: مُضَلِّلٌ ودَخيلُ
وَرُميتِ بالسَّبْعِ الْعِجافِ
فأَزْهَرَتْ سَبْعٌ بعمرِكِ والْحيَاةُ فُصولُ
والسرُّ سرُّكِ حيثُ حزنُكِ ثورَةٌ
والشاهِدان: مُبَشِّرٌ، وقَتيلُ
فإِذا تَنَخَّلْتِ الزَّمـانَ تَجـاوزي
عَصْراً. حِـوارُ طُغاتِـهِ التَّقْتيـلُ
مِنْ فِتنةٍ حمَـلَ الـردى وَقَّادُهـا
وضَلالَةٍ يَرْتادُها الْمَهْزولُ
عَلَّمْتِنا حَمْلَ الأَسى مُتَكَبِّرينَ
على الأَسى ونِضالُنا مَوْصولُ
مِلْءُ الْحَياةِ نَعُبُّ مِنْ غَمَراتِها
فَرَحاً. ويَنْشُرُنا الْهَوى فَنَصولُ
فَالْمَنْحُ نَحْنُ قَديمُهُ والْمَجدُ
نَحْنُ حُماتُهُ اَلْخَلْقُ، وَالتَّأْصيلُ
* * *
ماذا أَصابَـكِ بَعْـدَ أَلْـفِ ثَنِيَّـةٍ
أَخْصَبْتِهـا. والْعُقْمُ فيهـا غـولُ .
فَصَمدتِ للطُّغيانِ كيـف تدفَّقَتْ
أَرْتالهُ، أَو هَيَّجَتْهُ طبُولُ
حتى إذا الْمُتوَحِّشـونَ تَساقَطـوا.
مِنْ حولِ عرشِكِ خانَكِ التَّأْميـلُ .
ولَبستِ أَبْرادَ السَّوادِ وأنتِ
في شَتَّى بُرودِكِ لِلْجَمالِ هُطولُ
رَجَمَتْكِ ناكِرَةُ الْجَنى ومُحَلَّفٌ
زورٌ وأَشْهادُ الضَّلالِ عُدولُ
فَمتى يُزاحُ السِّتْرُ عَنْ رَأَدِ الضُّحى
ويَعودُ كَوْنُ فُتوحِـكِ الْمأْهـولُ
وتَنامُ حاديَـةُ الضَّـنى مَكْفوفَـةً
مِن حيثُ يُرفعُ جفنُكِ الْمَسْبـولُ؟ .
* * *
لاذت بأَقْدامِ الْعُصـور صَحـائِفٌ
خُضْرٌ. وأَورق في الذُّهـولِ ذُهولُ
وسَرى على الأكبادِ مِنْ وَضَرِ الأَسى.
صَدَأُ الْمُكوثِ. ورانَ ثَـمَّ ذُبـولُ.
والرَّكْبُ مِنْ سَكَـرِ الْمتَاهَةِ مُتْرعٌ
كاساتِهِ. يَهْـدي الْقَبيـلَ قَبيـلُ
أَسْيافُ تَغْلِبَ في صُدورِ هَـوازِنٍ .
وقُريشُ كُـلُّ سِفارِهـا تَأْجيـلُ
وخلودُ حُسْنِكِ مَوْسِـمٌ مُتَجَـدِّدٌ
والعاشِقونَ طَوائِفٌ وفُلولُ
أَتنامُ عينُـكِ والوجـودُ طُلـولُ؟ .
والكونُ أجمعُ قاتِلٌ وقَتيلُ؟
عودي ليَغْتَسِـلَ الزَّمـانُ بِنُبْلِنـا
بـدءاً. ويومِئَ ضاحِكـاً جِبْريـلُ
مـاذا أصابَـكِ بعْدَ ألـفِ ثَنِيَّـةٍ
ضَوَّأْتِها. وتُراثُكِ الْقِنديلُ؟
أَتَرَكْتِنا للْحُزْنِ ساعَـةَ لَمْلَمَـت
أَشْتاتَها أُمَـمٌ. وَحـانَ رَحيـلُ؟
أَيطولُ مَكْثُ الضائعينَ وحُلمُهـمْ.
بدماءِ ألْفِ مُبَشِّرٍ مَغْسولُ؟
ما بيْنَ شَرْقِ السّالفـينَ وغَرْبِهِـمْ
جُرْحٌ. يُسَلِّمُهُ لِجيلٍ جيلُ
والْمُتْعبونَ لهم بكُلِّ خَليفَةٍ
وَطَرُ الْغَريقِ يَميلُ كيفَ يَميلُ
سَئِموا منادَمَة الْفُصولِ فهلْ
لَهُمْ؟ في عَوْدِ سَيِّدَةِ الْوُجودِ بَديلُ؟
* * *
يا أُمَّ يَعْرُبَ تحتَ كل هُنَيْهَةٍ
يَنْمو شَهيدٌ سَيْفُهُ مَسْلولُ
وبكُلِّ فَجٍّ يَصْطَفيكِ مُتَيَّمٌ
عِشْقاً ويولدُ عُرْوَةٌ وَجَميلُ
ما مَرَّ عَصْـرٌ دونَ قابِسِ جَـذْوَةٍ .
يَغْتالُهُ التَّغْريبُ والتَّجْهيلُ
فإذا تَعَثَّرتِ الْخُطا أو أَظْلَمَتْ
خَطَأً بركْبِ الْمُدْلِجينَ سَبيلُ
لاَ الْيَأْسُ يَغْتالُ الرُّؤى، لا ريبَةٌ
توهي الْهَوى لم يُعْجَمِ التَّوْصيلُ
ما بينَ مَكَّةَ والْجِهاتِ مَساحَةٌ
للْحُلْم. يُخْصِبُها الْغَدُ الْمَأْمولُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :359  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج