شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أوراق من هذا العصر > رسالة إلى زرقاء اليمامة
 
رسَـــالــة إلى زرقَــــاء اليمامَــــة
1977
زرْقاءُ.. رودي غابَـةَ السُّحُـبِ
وتَلَمَّسي مَعْصوبَةَ الْحُجُبِ
وسَلي الْقَوابِلَ، إنَّها بَلَعَتْ
راحاتِهـا عَـنْ مَلْمَـسِ الصَّخَبِ .
واسْتَفْسِري عَمَّنْ بِحَوْزَتِها
مِن فاتِحٍ ومُكافِحٍ وَنَبي
فَالعَصرُ عَيْنٌ أُغْمِضَتْ
ويَدٌ كُفَّتْ
وثَغْرٌ غُصَّ بِالأَرَبِ
رودي الذي لم يَقترِبْ زَمَناً
واسْتَعْجلي. فالْقَوْمُ في سَغَبِ .
يَحْنونَ للدَّجَّالِ قامَتَهُمْ
وكِبارُهُمْ عُجْـبٌ مِـنَ الْعَجَبِ
الْغَزْوُ حَوْلَ قِبابهم حُمَمٌ
وقِتالُهمْ في داخِلِ الْقِبَبِ
زُفِّي إليْنا مَرَّةً خَبراً
لو كاذِباً. عـن وِحْـدَةِ العَـرَبِِ
ضاقَتْ بِقامَتِها هواجِسُنا
فاسْتُنْفِرَتْ في كُلِّ مُحْتَلَبِ
حتى التَّوَهُّمُ صارَ يُقْنِعُنا
مِن بَعْـدِ صِـدْقٍ لاذَ بالْكَـذِبِِ
* * *
زَرْقاءُ.. الْمَجْهُولُ يُقْلِقُنا
فَدعيهِ مِنّا.. شِبهَ مُقْتَرِبِ
قُدِّي سَتائِرَهُ لِنُبْصِرَهُ
في ضَحْوةِ التَّصْديـقِ عَـنْ كَثَبِِ
عِشْنا الشَّتـاتَ فَغالَنـا حَكَمـاً
وقَضى لنا مِنَّا بلا سَبَبِ
حُرَّاثَ بَحْـرٍ أَوْ سُـراةَ دُجـىً
وكِلاهُما غُلْبٌ لِمُنْغَلِبِ
ريحان تَخْتَرِقانِ زَوْرَقَنا
وتُخَبِّئانِ الرَّأْسَ في الذَّنَبِ
كَمْ رِحْلَةً خُضْنا فَدافِدَها
خَوْضَ الْحَجيجِ برِحْلَـةِ التَّعَـبِ
واسْتَيْقَظَ التاريخُ يَرْقُبُنا
مُتَوَثِّبَ الْحَدَقاتِ والشِّعَبِ
حتى إذا مـا الْوِحْـدَةُ اقْتَرَبَـتْ
مِنْ جِذْعِها الْمَسـرودِ بالْقُضُـبِ
وسَرى عبيرُ الْفَتْحِ مُنْتَشِراً
ما بَيْنَ مَنْفِيٍّ وَمُغْتَرِبِ
دُسَّتْ أَظافيرٌ بِمُهْجَتِها
لِتَرُدَّنا رَأْساً على عَقِبِ
فَنُعيدُ نَقْضَ الْغَزْلِ ثانِيَةً
أَشْتاتَ مُحْتَرِبٍ بِمُحْتَرِبِ
* * *
زَرْقاءُ.. ما حُلْمٌ نُحاوِرُهُ
نَرْعاهُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَالْهُدُبِ
ونُقَطِّرُ الأَعْمارَ نَحْرُسُهُ
مِنْ كُلِّ فاجِعَةٍ ومُرْتَقَبِ
إلاَّ تَقَوَّضَ قَبْلَ يَقْظَتِهِ
عَصْفاً بريـحِ الْهَـوْنِ والسَّلَـبِ
لِنعودَ نَغْـرسَ في الـرُّؤى حُلُمـاً .
تَشْتَدُّ قادِمَتاهُ لِلْهَرَبِ
* * *
زَرْقاءُ.. لَوْ تَأْتينَ مُبْصِرَةً
وتُحَدِّدينَ مَواقِعَ النُّجُبِ
غاضَتْ مِياهُ الْفاتحينَ أَسىً
واسْتَلْقَتِ الأَمْجـادُ في الْكُتـبِ .
وقَوافِلُ الْحُكَّامِ خابِطَةٌ
في الليلِ لم تسْمَعْ ولم تُجِبِ
كُلٌّ لَهُ حادٍ وكاهِنَةٌ
ودَليلَةٌ في سَيْرهِ الْخَبَبِ
يَكْفيهِ ما طالَتْ أَصابعُهُ
مِنْ خُبْزِنـا الْمَعْجـونِ بالنَّصَـبِ
* * *
زَرْقاءُ.. زورينا على عَجَلٍ
جُسِّي يَـدَ الإِبْصـارِ تَسْتَجِـبِ
فالْمُسْتَغيثُ يَكادُ يُغْرِقُهُ
ما لَيْسَ يَعْـرِفُ أَيُّ مُصْطَخَـبِ
ومَحاجِرُ التاريخِ جامِدَةٌ
ويَدُ الْفُجـاءَةِ كَـفُّ مُضْطَـرِبِ .
وخَريطَةُ الشُّهَداءِ راعِفَةٌ ِ
عَبْرَ الْجِهـاتِ السِّـتِّ كَالْقِرَبِِ
وتمزَّقَتْ في ساحِ وِحْدتِها
أَكْبادُ أَلْفِ مُجاهدٍ وَنَبي
* * *
زَرْقاءُ.. مـا مَـرَّتْ يَـدٌ مَنَحَتْ
في لَحْظَةِ الإِخْصـابِ والْخَضَـبِ
إلاَّ لِتَنْكَفِئَ الرُّؤى مَعَها
ونَغوصَ في التَّضْليلِ لِلرُّكَبِ .
فكَأَنَّ ماءَ الضَّادِ جامِدَةٌ
ونَخيلَها شَوْكٌ بلا رُطَبِ
وكأَنَّما الأَقْدارُ غافِيَةٌ
إلاَّ عَنِ الأَعْرابِ والْعَرَبِ
زَرْقاءُ.. هل تَأْتينَ عاجِلَةً؟
وتُمَزِّقينَ قَواتِمَ النُّقُبِ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :383  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج