شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنمُوذج من حِوَارات عَبد العَزيز الرِّفاعِي
هذا أنموذج من الحوارات التي أجريت معه وفي هذا الحوار تتجلى مقدرة الرفاعي في حكمته ورجاحة عقله وإجاباته المنطقية التي تنم عن معرفة واسعة وحرص كبير على إيصال المعلومة الصحيحة إلى السائل دون ثرثرة ولا تفاخر، والحوار نشر بمجلة " اقرأ " العدد 921 تاريخ 25|1|1414هـ تحت عنوان :
لا أريد أن أكون ظلاً لأحد
هذه مقدمة للحوار أعدها الأخ عبد الله علي المليص الذي أجرى الحوار فقال:
حين نأتي إلى الحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية وتكويناتها الأساسية فإننا لا بد أن نذكر الأستاذ الكبير عبد العزيز الرفاعي الذي أسهم كثيراً في رسم الملامح الأولية بوثوق وإقتدار بصحبة الرعيل الأول في مجالات الفكر والأدب والصحافة. هكذا يأتي الحوار معه غنياً وزاخراً وفي تفاصيله نكهة تواضع الكبار، فإلى الحوار التالي:
حياة عبد العزيز الرفاعي الطالب.. في المرحلة الإبتدائية والمتوسطة والمراحل الأخرى أين كانت.. ومن هم الزملاء.. وكيف علاقتك بهم الآن؟.
ولدت بمدينة أم لج الساحلية شمالي المملكة سنة 1342هـ.. كان والدي يعمل في جمارك المدن التي تقع على ساحل البحر الأحمر ولكني نشأت بمكة المكرمة وتعلمت بمدارسها، كانت المرحلة التحضيرية في مدرسة الصفا، والإبتدائية في المدرسة العزيزية بحي الشامية ثم تخرجت من المعهد العلمي السعودي سنة 1361هـ ومن أبرز زملاء الدراسة من المنشغلين بالفكر والأدب محمد سراج خراز يرحمه الله ورفيق الدرب الكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ أحمد محمد جمال رحمه الله، وكنت وما زلت أحتفظ بعلاقات جيدة مع معظم زملائي، كما أني أحاول تجديد العهد بهم كلما وجدت إلى ذلك سبيلاً.
كيف بدأت فكرة لقاء الخميس قبل ثلاثين عاماً؟ ومن هم الأعضاء فيها؟ ومن أهم الشخصيات البارزة التي لحقت وحظيت بهم الخميسية؟.
وأجاب الرفاعي قائلاً:
قصة لقاء الخميس بداري في الرياض، بدأت حينما نقلت أسرتي إلى الرياض وسكنت في إحدى ضواحي المدينة آنذاك، وقد دخلت معظم الضواحي في المدينة الآن، ولم أكن أعرف إلا عدداً محدوداً من الأصدقاء، فخصصت مساء الخميس من كل أسبوع لاستقبالهم، ولم يكن يخطر ببالي أنه سيكون لهذا اللقاء صفة الاستمرار أو أن يتخذ طابعاً أدبياً، هذه هي القصة بعيداً عن التجسيم الصحفي .. وليس للجلسة أعضاء، ولكن لها أصدقاء يتداولون الحضور.. أما الشخصيات التي حضرت الندوة عبر ثلاثين عاماً فلا يسعني إحصاؤهم، ولكن أذكر من بينهم الشاعر السوري الكبير"أنور العطار" والشاعر الإسلامي "عمر بهاء الدين الأميري" ومفتي فلسطين الحاج "أمين الحسيني" ومفتي لبنان "حسين خالد" والدكتور "محمد محمد حسين" والدكتور علي عبد الواحد وافي، والشاعر القروي رحمهم الله جميعاً.
ذكرياتك الخاصة مع المغفور له الملك فيصل هل لي أن أعرف الكثير عنها وأهم المواقف والذكريات التي لم تنشر؟.
لم يكن لي اتصال مباشر مع الملك العظيم فيصل يرحمه الله، حقاً لقد قضيت سنوات عديدة من عمري أعمل في النيابة ثم في ديوان الرئاسة تحت مظلته.. لكن عبر رؤساء الديوان.. إلا أنني كنت ألمس شروحاته على الأوراق والمعاملات، أن ما كان يتحلى به الملك فيصل يرحمه الله من صفات أمر مستفيض يعرفه الناس جميعاً.
وفي مرات قليلة جلست على مائدة عشائه، فأعجبت ببراعته في إدارة الحديث وذلك عندما يلمس أن ضيوفه، من الأدباء والشعراء والمفكرين.
أنتم عضو في رابطة العالم الإسلامي وعضو المجمع اللغوي للعربية في القاهرة فهل لي أن أعرف عن مشاركاتكم في هذين المجالين؟.
اجتماعات المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي تتم مرة في السنة وهي اجتماعات موسعة يحضرها عدد كبير من ممثلي العالم الإسلامي وهم أولى بأن يعطوا فرصة الكلام، إلا أن فترة الاجتماع ضيقة لا تزيد عن أربعة أو خمسة أيام، وقد أشارك في الحوار إذا استدعى الأمر ذلك، وفي هذه الاجتماعات أشعر بهموم العالم الإسلامي المغلوب على أمره، كما أحسّ أن قضاياه مزمنة لا تكاد تجد حلاًَ وذلك لما أصاب المجتمع الإسلامي من وهن أدى إلى الاستهانة به من المجتمع الدولي.
أما في اجتماعات مجمع اللغة العربية في القاهرة، فأنا فيه كما تعلمون عضو مراسل، ومؤتمراته سنوية أيضاً، وكلما أتيح لي حضورها شعرت بضآلة شأني بين عمالقة الفكر والأدب واللغة.
مجلة "عالم الكتب" يتردد القول أنها محصورة في نطاق ضيق ألا وهو نطاق الاشتراك فلماذا لا تخرج للناس بشكل أكبر.
ما قلته عن حصر المجلة على المشتركين صحيح.. وهذا ما كان مقرراً في البداية فهي مجلة متخصصة.. تدور على الكتب فقط. والمجلات المتخصصة لا تغري عامة القراء، ولكن مجلس إدارتها أعاد النظر في هذا القرار.. نزولاً على رغبة بعضهم وكما تعلم فإن هناك في الأمم المتقدمة مجلات متخصصة لا يحصل عليها إلا المعنيون بها ولا تطرح في الأسواق، أقصد أن القرار الذي اتخذ من قبل ليس غريباً عن المألوف.. بل لعلك تعجب إن اشتراكها في السنة لا يزيد عن مائة ريال فقط، لقاء أربعة أعداد دسمة تصل إلى قارئها في داره.. وهو مبلغ زهيد إذا قسته بما يدفعه القراء اليوم في المجلات الملونة الفارغة إلا من الفراغ نفسه، ومجلة "عالم الكتب" مجلة محكمة، لا ينشر فيها إلا المقال الذي تجيزه هيئة التحكيم.
ما أحب كتاب قرأته وما الكتاب المفيد الذي تعتقد بفائدته للجميع؟.
أما عن الشق الأول من السؤال فلا أستطيع أن أعين كتاباً بالذات.. فقد قرأت كتباً كثيرة أحببتها، على مختلف مراحل العمر، ولكل مرحلة كتبها المفضلة.. فقد أحببت في فترة دواوين علي محمود طه، وفي فترة أحببت كتب المنفلوطي والزيات والرافعي وطه حسين، ومن القدامى الجاحظ والشريف الرضي ومهيار.
أما عن الشق الثاني من السؤال وهي الكتب التي أعتقد فائدتها للمجتمع قد قرأت في صدر شبابي كتابين مفيدين لديل كارينجي وهما مترجمان "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" و "دع القلق وابدأ الحياة" وأرجو أن يتمكن كل شاب من الإطلاع عليهما والاستفادة منهما.
ما الظاهرة التي تراها مشينة دائماً وكيف نقضي عليها؟ .هي ظواهر كثيرة لا ظاهرة واحدة.. ويكفي أن أذكر لك شعاراتها فلكل شعار دلالة خطيرة في المجتمع.. على سبيل المثال فقط: تعال بكره.. معليش.. سوق على كيفك.. ونا مالي.. صحيح.. البغل في الإبريق شفته بعيني.. ادهن السير يسير.. شوف لك واسطة.. يا بخت من نفّع واستنفع.. حق الحُمر والحلبة ولا يهمك مين داري.
وهناك شعارات أُخرى هدامة كثيرة تغيب عن بالي الآن. ولا يصلح أي مجتمع إلا إذا اضطلع كل واحد فيها بدوره في الرقابة الاجتماعية وإلا إذا استطعنا أن نحيي الضمير الجماعي ليتكامل المجتمع على اصلاح شأنه.
من هو الشخص الذي استفدت منه في الأسلوب والمعاملة والمعرفة؟. الذين استفدت منهم في الأسلوب، والمعاملة والمعرفة كثيرون لا يسعني عدهم أو حصرهم، ولكني لم احتذ لشخص معين. حفاظاً على شخصيتي لئلا تضيع في شخصيته.. ولئلا أكون ظلاً لأحد ولكن يجب أن أذكر بعض أساتذتي في المعهد العلمي السعودي بالخير، فقد كان لهم فضل كبير في توجيهي وتشجيعي، منهم الأستاذ شيخ با بصيل يرحمه الله والأستاذان: السيد أحمد العربي والأستاذ عبد الله عبد الجبار، أمد الله في حياتهما كما لا يفوتني أن أذكر الأستاذ الشيخ إبراهيم قطاني الذي توفي مؤخراً يرحمه الله وهناك غيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم.
ما رأيك في كل من: التلفاز السعودي، المناهج الدراسية، الكاتب عزيز ضياء، الأديب والشاعر عبد الله بلخير.. الشيخ عثمان الصالح؟ .
التلفاز السعودي.. يعمل في نظري جاهداً في حدود إمكانياته.. ولكن كيف التخلص من براثن الغزو الفضائي الذي يوشك أن يتسع بحيث يخشى أن تواجه التلفازات العربية مأزقاً صعباً، ومع كل الظروف الصعبة التي تواجه تلفازنا، فأني أؤمن أن هناك مجالات للتطوير الذي لا يتخطى الحدود المرسومة.. وفي هذه المجالات ما يجذب المشاهد السعودي لئلا تتعرض أجيالنا الناشئة لعملية الغزو الشرس.
أما مناهج التعليم فقد كنت أكثر التصاقاً بها حينما كنت أربي أولادي.. وحينما كنت عضواً في اللجنة الفرعية لتطوير المناهج.. أما الآن.. فقد بعدت عن الموضوع، ولا يسعني الحديث عنه.
الأستاذ عزيز ضياء رائد كبير من أوائل الرواد وصاحب أسلوب متميز، وفكر منظم، وثقافة واسعة، وهو أيضاً ناقد من كبار النقاد، ومشاركاته الفكرية كثيرة ومتنوعة، وقد كتب حلقات رائعة من سيرة حياته ليتها تخرج في كتاب بعد أن يضم إليها تاريخ مسيرته الأدبية، وأسال الله أن يطيل بقاءه.
وأما شاعرنا الكبير معالي الشيخ عبد الله بلخير أمد الله في عمره، فهو أحد مفاخرنا شعراً و نثراً، يضم صدره كنزاً من تاريخ هذه البلاد وزعمائها ورجالها، جاب العالم شرقاً وغرباً، ثقافته واسعة وعلمه غزير وحديثه لا يملّ، والجلوس إليه متعة، ليته يكتب ذكرياته ومذكراته.
أما شيخنا عثمان الصالح، فهو أستاذ الأساتذة يحمل همة الشباب كريم اليد واللسان، قلمه صوال جوال، مشاركاته واسعة، وإخلاصه للأدب والعلم لا حدود له.. بارك الله في عمره.
ما هي مؤهلات الأديب لكي يصبح في مصاف الأدباء؟. لا يستطيع أن يكون الأديب أديباً ما لم يملك الموهبة التي تؤهله للدخول إلى عالم الأدب.. فالأدب نوع من الفن وكل فن أساسه الموهبة.. ثم تأتي عملية الصقل والتعليم، والممارسة، هي مرحلة المعاناة: ولا بد للأديب من تغذية موهبته بمداومة الإطلاع والمتابعة الفكرية، فالفكر يصدأ هو الآخر كما يصدأ الحديد.. ومن المهم أن لا يحجر الأديب على فكره، فلا بد له أن يطلع على شتى الأفكار والتيارات، ثم يجعل من عقله محكماً لما يختاره من منهج فكري يرتضية، ويثق بسلامته.. أي لا بد أن يكون هناك لقاء معتدل بين القديم والجديد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :525  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 94
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.