شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حُبّه للناسْ وَحُبّ الناسْ له
خصيصة لا نستطيع أن نجدها إلا في نوادر الرجال، ومن هؤلاء الرجال عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - هذه الخصيصة هي أن يحمل الرجل قلباً يتسع لحب كل شخص يعرفه أو يتعرف عليه، بل يغرس هذا الحب منذ اللحظة التي تجمع بينهما. وفي المقابل أن يكون هذا الرجل الذي يسع قلبه كل الناس - أن يكون - صورة تحتل حيزاً كبيراً من قلوب كل الناس الذين عرفوه، يعيشون معه ويعيش معهم، فهو في ذاكرتهم وهم في ذاكرته. يراهم في غدوه ورواحه ويرونه في يقظتهم ونومهم يتابع خطاهم وسيرهم في دروب الحياة المختلفة ويتابعونه أو بالأحرى يقتفون أثره في كل طريق سلكه، يتلمسون من وراء ذلك الأدب والعلم والخلق، وطبعياً أن مثل هذه الخصيصة لا يمكن أن تنشأ إلا إذا كانت هناك من المسببات المؤثرة ما يدعم رسوخها، وقد كان عبد العزيز الرفاعي - طيّب الله ثراه - يملك من العناصر الخيرة الصالحة ما يشد مشاعر الآخرين إليه، فيسلمون قيادهم له، ويحتذون حذوه مؤمنين بمنهجه وإنه لمنهج كريم.
والحديث عن هذه الخصيصة لا يجدر أن أستأثر به، ولكن سأورد بعض ما قاله من هو أعلم به مني، ومن عايشه تلميذاً ومحرراً وكاتباً وأديباً وموظفاً وزميلاً في رحلته، لعلي بذلك أضع لمن لم تسمح له ظروفه ولم تمكنه أيامه من التعرف عليه أن يقف على ما يرجو أن يعرفه عن هذه الشخصية النادرة المثال التي عاشت في زمن يكوي الحقد فيه قلوب أهليه إلا من رحم الله وهو منهم، في زمن تبدلت فيه الأخلاق وتحورت فيه القيم فأصبح الإخلاص رياء، والحب نفاقاً، لكن الله حفظه من الوقوع في هذه البؤر المشحونة بمساوئ الحياة.
قال الأستاذ مسلم بن عبد الله المسلم في مقال نشره في جريدة الرياض بتاريخ 2/4/1414هـ بعنوان "الرفاعي وجه مشرق بين أدبائنا، وواجهة مشرِّفة لأدبنا" نقتطف منه ما له صلة بهذا الموقف: "كان عبد العزيز الرفاعي له من سخاء النفس وكريم السجايا وسمو الأخلاق، وسعة الثقافة وحسن الإدراك ما يجعله يقيم الصلات الودية ويفتح الآفاق الفكرية ليلتقي عنده رجال الفكر من خارج الوطن بأندادهم في الداخل وتعقد بين أولئك وهؤلاء أواصر المحبة، ووشائج الثقافة فكان خير سفير لوطنه وهو مقيم بداخله وما رأيت إجماعاً على محبة شخص كما رأيت هذا الإجماع على حب هذا الشخص النبيل - رحمه الله رحمة واسعة-".
وقال عنه الأستاذ عبد الله القرعاوي عضو مجلس الشورى في مقال له نشر بملحق الأربعاء الأسبوعي 29/3/1414هـ: تحت عنوان "فقيد الأدب الراحل عبد العزيز الرفاعي، تتميز شخصيته بمميزات يندر وجودها في كثير من الأدباء والشعراء، ومن المميزات التي امتازت بها شخصيته أنه كان محباً للناس يحيط به أصدقاء كثيرون وشخصيات من كل الطبقات".
وقال الأستاذ عبد الله عبد الجبار في ليلة تكريم معالي الشيخ عبد العزيز - رحمه الله - بدارة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجة بتاريخ 5/7/1403هـ من حديث طويل ألقاه في تلك الليلة عَدَّد كثيراً من فضائل ومكارم عبد العزيز الرفاعي، ومنها حبه للناس فقال: "الأستاذ الرفاعي أديب لا شك في ذلك، ولكن الأدب الفني وحدَه لا يكفي. لا بد أن يكون الأديب الفنان إنساناً أولاً قبل كل شيء إذاً فعبد العزيز الرفاعي هو إنسان وهو أديب وهو فنان وهو ذو القلب الكبير، لم أر في أصدقائي قلباً كبيراً يتسع الناس بكل ما فيهم من حسنات ومن سيئات مثلما وجدت الصديق الرفاعي.
الرفاعي شخصية محببة، شخصية يشعر الإنسان تجاهها بالتقدير وبالاحترام وإن كنا نتبذل معه في كثير من الأحيان".
وقال الدكتور عبد العزيز الفائز عضو مجلس الشورى في كلمة موجزة نشرت له بجريدة عكاظ الصادرة بتاريخ 24/3/1414هـ: "لم أجد رجلاً أجمع الجميع على محبته وتقديره وهو نتاج شخصية فريدة ونتاج رغبة في الخير ومحبة للناس، فمن أحب الناس أحبوه، ورغم وفاته إلا أنه سيبقى في أذهان الجميع لأنه يجسد الكثير من المبادىء والقيم التي تحلى بها - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- ".
وقال الأستاذ الشاعر الكبير محمد حسن فقي في معرض حديث له نشر بجريدة عكاظ 24/3/1414هـ رثى به عبد العزيز الرفاعي رحمه الله: "إن عبد العزيز الرفاعي - يرحمه الله - علم من أعلام هذا البلد الطيب، علم ثقافي شامخ، وعلم أخلاقي متطاول الرفعة ومضرب المثل كما يعرفه عارفوه، صديقاً لجميع الناس، بالغ الرقة والطيبة والدماثة، عظيم الإيناس، وآثاره في الأدب وفي الخلق منقطعة النظير.
إن هذا البلد بكل رجالاته سيظل يذكر هذا العلم السامق والأديب العملاق، وصاحب الخلق العظيم ما بقيت فيهم أرماق تحفظ الجميل للرجال العاملين وهو - يرحمه الله - بلا ريب من أرفعهم مكانة، وأعظمهم خلقاً، وأعمقهم ثقافة".
وكتب الأستاذ عابد خزندار عقب وفاة عبد العزيز الرفاعي مقالاً تحت عنوان "العزيز الذي فقدناه" نشر المقال بجريدة عكاظ بتاريخ 28/3/1414هـ جاء فيه: "عبد العزيز الرفاعي لم يكن مجـرد كاتب أو شاعر أو ناشر أو إنسان مهذب على خلق كريم، وإنما كان صاحب رسالة بكل ما في الكلمة من معنى، رسالة آمن بها منذ البدايات وكرس لها ما دام حياً سعيه وفكره وماله، وهي رسالة يمكن أن نصفها بالوسطية، وهي وسطية لا تعني الوقوف في منتصف الطريق بين الحق والباطل، بل الإيمان بما هو حق وسماتها الدعوة إلى الإصلاح برفق واعتدال والدعوة إلى دين الله بالموعظة الحسنة والحكمة دون تسفيه لرأي الآخر أو تكفيره.
وكان عفَّ الضمير، وعفَّ اللسان، وطاهر الثياب، والرجل ما عشت معه لم أسمع منه غيبة في أحد، وهي أمر لا يكاد يصدق في زمن أصبح فيه وجود الذات مرتهناً بوجود الآخر، وكان مترفعاً عن الدنيا والدنايا، يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مَنْ يحب مكارمَ الأخلاق".
وكتب معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر مقالاً نشر بجريدة الجزيرة بتاريخ 25/3/1414هـ يحمل عنوان "رحم الله الرفاعي" تناول فيه جوانب متعددة من شخصية عبد العزيز الرفاعي جاء فيه: "الأستاذ الرفاعي - رحمه الله - رجل أحب الناس فأحبوه، فلا تجد بينهم إلا من يلهج بذكره مشيداً ومادحاً، وقد أعطى من نفسه لوطنه وأبناء وطنه مثلاً يُحتَذَى لمن أراد أن يطمئن أنه قام بواجبه في هذه الحياة.
كان وطيء الجانب للقريب والبعيد، جم التواضع، دائم الابتسام يحبه ويقدره من يراه لأول مرة، لأنه لا يعرف التصنع فيكشف عن نفسه الخيِّرة من أول مقابلة، وكان هذا دأبه منذ كان يافعاً.
كان – رحمه الله – يجذب الناس إلى دائرة الصداقة بسهولة ويسر، لأنه يعطي من نفسه أكثر مما يتوقع الناس من الإنسان".
ونشر ملحق الأربعاء الأسبوعي مقالاً للأستاذ محمد صلاح الدين بتاريخ 29/3/1414هـ تحت عنوان "دمعة على الفقيد" جاء في فقراته الأولى ما يلي: "قليل من الناس من تجتمع عليهم القلوب بالتقدير والحب، وتلهج بهم ألسنة الخلق بالثناء وحسن الذكر، وقليل أولئك الذين تكثر أفضالهم على كل من حولهم، وتمتد محامدهم ومآثرهم، حتى لا تجد لهم مبغضاً، ولا تكاد تعثر لهم على كاره، خاصة في زماننا هذا الذي فسدت فيه ذات البين فساداً عظيماً، وتباعدت الشقة حتى بين أفراد الأسرة الواحدة.
في طليعة هذه القلة المحمودة النادرة، كان أستاذنا الحبيب الكريم عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - نسيج وَحده في دماثة الخلق، وعفة اللسان، وطهارة المسلم، وطيب السيرة والسريرة، وأمّة في سَعة الصدر، وصدق اللهجة، وسلامة القصد، وحسن الظن بالناس. كان - رحمه الله - شجرة وارفة الظلال قريبة الثمار لا ترد قاصداً، بل تؤوي إليها الناس جميعاً وتسعهم بالعطاء والبر، وتسارع إليهم بالمساندة والنجدة. ومن فضل الله عليه، أن جعله مطبوعاً على الخير، مجبولاً على الدماثة والبر، عزوفاً عن التكلف، مترفعاً عن الصغائر والاعوجاج حتى مع أهل الإساءة والشر".
وذكر الدكتور هاشم عبده هاشم في مستهل مقال نشر له في جريدة عكاظ الصادر بتاريخ 24/3/1414هـ الفقرة التالية: "من النادر أن تجد إنساناً يجمع كل خصائص عبد العزيز الرفاعي وخِلاله، ومن النادر أن تجد شخصاً يكثر محبوه، ويتنوعون في مشاربهم وتخصصاتهم وطبائعهم، ولا يكون له عدو واحد. ومن النادر أن يتوفر من يملك رصيداً من التفاني، في خدمة المعرفة الأصيلة، كرصيد عبد العزيز الرفاعي منها وتضحيته من أجلها، ومن النادر أن نجد إنساناً حرَص على تحقيق التواصل بين الأجيال، حرصَ عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله رحمة الأبرار - لقد كان الأستاذ الرفاعي قمة عالية وسامية في كل شيء.
فقد جمع بين سمو الخلق، وسمو المكانة، وسمو الهمة، وسمو الأدب والتفكير، وسمو الكرامة، فضلاً عن سمو الأصل والمحتِد، كما جمع بين عفاف النفس، وعفاف اللسان، وعفاف الطبع، فكان - رحمه الله - رجلاً كبيراً بكل معاني الكلمة، رجلاً في مواقفه ورجلاً في أحكامه، ورجلاً في وقاره، ورجلاً حتى في خصوماته، وهي نادرة ومحدودة".
وفي مقال نشر بملحق الأربعاء الأسبوعي بتاريخ 29/3/1414هـ بعنوان "الرفاعي علم يختفي من ساحة الأدب" بقلم معالي الأستاذ عبد العزيز بن عبد الله السالم نقتطف منه ما يلي: "كانت ندوته - أي عبد العزيز الرفاعي - تجمع شمل الأدباء، كما يجمعهم حبهم لصاحب الندوة، الذي يتمتع بمزايا يندر اجتماعها في شخص واحد، ويحظى بإعجاب يشبه الإجماع، قلَّما يحظى به سواه، فقد كان يجمع في شخصه سمو الأخلاق إلى جانب عمق الثقافة، ولطف المعشر، وسلامة الحديث، وسلامة الطويَّة، ونبل الوضوح.
ومما هو معروف عنه، ومحل تداول بين ذويه وعارفيه وأصدقائـه، أنه لم تُسْمَع منه كلمـة نابيـة، أو تصدر عنه لفظة جارحة في مزاح أو غضب، فقد كان عفَّ اللسان، نقيَّ السريرة، طاهرَ القلب، يعامل جميع الذين يعرفهم أو يعرفونه معاملة كريمة، تدل على سمو فضائله، وعلو شمائله، لذلك عندما توفي كان الحزن عليه بقدر الحب له، فقد أظلتنا سحابة قاتمة من الحزن الأليم، لفراق هذا الصديق الحبيب".
وفي جريرة الرياض الصادر بتاريخ 27/3/1414ه كتب الأستاذ فهد العريفي كلمة رثاء يرثي بها عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - عنوانها "الرفاعي فقيد العلم والأدب والصحافة" نقتبس منها هذه الفقرة: "كنا نكتشف في كل يوم عمق تفكير أبي عمار، وعميق أخلاقه، وكريم محبته للجميع، لا يعرف الحقد، ولا يعترف بالفوارق بين الناس، فالكل أحبته، والكل مواطنوه، والناس أهله، لا يعرف التعالي ولا يتعامل مع الناس إلا بالحب والمودة والإخلاص".
وفي إحدى صفحات ملحق الأربعاء الأسبوعي الصادر بتاريخ 29/3/1414هـ نجد مقالاً عنوانه "الرفاعي - الأديب. المتواضع، الزاهد" بقلم الأستاذ حاتم بن حسن قاضي جاء فيه: "ولقد عرفته - أي عبد العزيز الرفاعي - عن قرب، وجالسته كثيراً واستفدت من آرائه ومقترحاته وحكمته وحسن رؤيته للأمور. وكان يميزه تواضعه الجم، وأدبه الرفيع، في الحديث مع العامة والخاصة والكبير والصغير، وقلَّ أن نجد في زماننا هذا شخصاً يجمع الناس على محبته والثناء عليه، وتقديره في حياته وبعد موته كما هو حال عبد العزيز الرفاعي".
هذه طاقات "أي باقات" ندية الشذا اقتطفتها للقارئ والمتلقي من حديقة مزهرة مثمرة، تعجب الناظرين، تحمل عبق بعض صفات عبد العزيز الرفاعي وتتحدث عن حبه الناس، وحب الناس له، وهي في مجموعاتها دلائل مضيئة عما يتمتع به الرفاعي - رحمه الله - وينفرد به بين من عرفهم ومن عرفوه، ومن سعى إليهم، طلباً للعلم والتزود من مكارم الأخلاق، ومن سعوا إليه، وقد لمسنا مدى حبه وتقديره للناس، وأنه يعاملهم من واقع إيمانه المحض، وما جبل عليه من أخلاق عظيمة، ولا يلقي بالاً لمن يضمر له السوء، أو يتفوه عنه بكلمات نابية، لأنه لا يشغل فكره وأحاسيسه بأمور ليس لها ماضٍ وليس لها مستقبل في مكونات تربيته، فيدعها تمرُّ دون أن تترك لها أثراً في مسيرته على أن بعض الذين أساؤوا إليه لم يكونوا مبيتين الإساءة إليه، ولم يكونوا يضمرون في أنفسهم من إساءتهم له أن يحولوه عن نهجه الذي يسير عليه، لأنهم واثقون من أنه لن يتزحزح قيد أنملة عما جبله الله عليه، ولكن بعض الطبائع البشرية لا تستطيع أن تلجم ثورات نفسها بلجام الحلم، فتترك لجموحها الحبل على الغارب، فتهلك الحرث والنسل، ثم لا تلبث إذا انطفأت ثورة الغضب، أن تغوص في لجة من الندمِ، تغسل بذلك ما علق بها من آثار الغضب والإساءة إلى الآخرين.
وقد عبَّر بعض من أحسوا أنهم أساؤوا إلى عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - دون أن يُسيء إليهم وتركهم يعضون أصابعهم ندماً ويعلنون ذلك شهادة منهم واعترافاً بما شعروا به أنه خطأ جسيم في حق أخ عزيز لم يمسسهم بسوء، وبعض هؤلاء اعترف بذلك في حياته، وبعضهم اعترف به بعد موته.
قال الأستاذ السيد علي حسن فدعق في ليلة تكريم عبد العزيز الرفاعي بدارة الأستاذ الفاضل عبد المقصود محمد سعيد خوجة بتاريخ 5/7/1403هـ ما يلي: "كنت من أفضل الناس حظاً، ذلك أني زاملت الأستاذ عبد العزيز الرفاعي طول ثلاثين عاماً، وفي هذه الثلاثين عاماً كنت انتظر كما هي طبيعة البشر أن أختلف مرة مع الأستاذ عبد العزيز الرفاعي، ولكن خيب ظني، فلم أختلف معه قط، وكم سافرت معه إلى آسيا وأوروبا، وفي كل مرة أعود أكثر حباً وتقديراً للأستاذ عبد العزيز الرفاعي الذي لم يغضبني مرة واحدة، بل أغضبته مراراً وفي كل مرة أشعر بالأسف لما بدر مني، وما زلت نادماً حتى الآن على إغضابي له" وقد تضمن الجزء الأول من الاثنينية هذا القول بالصفحة 395.
وفي الصفحة السادسة عشرة من جريدة المدينة الصادرة بتاريخ 24/3/1414هـ يجد القارئ حديثاً أدلى به الأستاذ عزيز ضياء لمندوب الجريدة، رثى فيه عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - جاء فيه: "قلَّما أذكر أني عايشت مشاعر الأسف والندم على موضوع كتبته، أو كلمة ألقيتها، في ناد في أو مجتمع فكري، كما عايشت هذه المشاعر بعد الكلمة التي ألقيتها ليلة قام نادي جدة الأدبي بتكريم الصديق الكريم الأستاذ عبد العزيز الرفاعي، ومع أن الكلمة لم تكن افتئاتاً أو تجريحاً، ولكنها تناولت جانباً مما كان يتمتع به من الحظوة والتقدير "الرسمي" ومعه الأستاذ حسن عبد الله القرشي في صيغة متسائلة، عن غياب هذه الحظوة عن الكثير من رصفائه من رجال الفكر والأدب.
ظللت بعد هذه الليلة أعايش هذه المشاعر".
ورحم الله عبداَ شعر بذنبه فكفَّر عنه بالتوبة والندم، ورحم الله امرأً أخطأ في حق صديقه فبادر بالاعتذار إليه، غير أن عبد العزيز كان كبيراً في تعامله مع أصدقائه، لا يدع إنساناً يحتاج إلى الاعتذار منه، إذا أحسَّ أنه اخطأ في حقه، حيث أن ذاكرته لا تسمح للأيام ومنغصاتها أن تسجل بها سيئات الآخرين، كي تظل نقية مشرقة مضيئة بكل معاني الخير، لا تعكرها زوابع الشر، ولا يشوهها عبث السلوك المريض، فإذا جاءه أحد أصدقائه معتذراً عن زلة كلامية أو كتابية، قابله بدهشة بالغة وأشعره أنه لا يذكر منه إلا كل خير، ولم يسمع عنه ما يسيء، كأني بعبد العزيز الرفاعي يقول لكل من يحاول أن يغضبه:
أخرج صديد جراحات بليت بها
أُذْنُ الحليم عن الفحشاء صمـاء
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 30
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج