شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > ديوان قوس قزح > 6- وطنيـات: > - منادياً: حيَّ من بعدي على العمل رثاء إبراهيم هنانو
 
منادياً: حيَّ من بعدي على العمل
رثاء زعيم النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي في سورية:
إبراهيم هنانو، رحمه الله
توفي إبراهيم هنانو الذي قاد ثورة مسلحة في جبل الزاوية من مدينة ريحا غربي حلب، متأثراً بمرض السل الذي أصابه خلال الثورة، وكانت وفاته في قريته من أعمال حلب، ونقل جثمانه إلى حلب ليدفن فيها وذلك سنة/ 1354هـ = 1935م.
وقد تقاطر رجال حزب الكتلة الوطنية من أطراف البلاد السورية للاشتراك في تشييع جنازته التي سارت فيها جميع أصناف الناس ولم تشهد البلاد حشداً منظماً في تشييع جنازة مثلها.
وقد تعاقب الخطباء على رثاء الزعيم الوطني الراحل، فوق ضريحه حين الدفن، وألقى شاعر سورية الأستاذ عمر أبو ريشة أبياتاً في تأبينه، وألقيت أنا أيضاً هذه القصيدة التي صنعتها بمناسبة تشييعه:
ذهبتَ يا من تَركتَ الناس طائشةً
تبكي عليك وتمشي مِشْيةَ الثَّمِلِ
كأن قلب الفتى وقت الوداع غدا
في أَخمص الرِّجل جرحاً غير مندملِ
يمشي عليه فينبو من تألمه
ويشتكي صدره من وطئه المَهِلِ
كأنما الناس يمشون الغداةَ إلى
قبورهم، فهموا منها على وجلِ
قد شيّعوا الأمل المعقود إذْ سبكوا
من ذوب أرواحهم دمعاً بلا بَخَلِ
ما زال قوم على ظنٍّ لدهشتهم
بأن موتك حُلْم غير محتَمَلِ
لم نلق أشبه بالحشر الذي وعد اللَّ
ه الأنامَ به من يومك الجلَلِ!!
في موكب ليس فيه غير ذي كَمَد
بالحزن مشتمِلٍ، بالدمع مغتسِلِ
واهي الفؤاد، جريح النفس جلَّله
صمتٌ، وأسكت من أصواته الأُولِ
قد بات كل حكيم حائراً سدراً
وآض كل حليم جِدَّ مختَبلِ
* * *
ألقتْ بأكبادها البلدان حين سرى
بالنعي برق لأهل السهل والجبلِ
طاروا سراعاً إلى الشهبا كأنهمو
تعلقوا بشعاع الفكر من عَجَل!!
ودُّوا وددَّتْ جُموع كنتَ قائدها
لو يدفنونك، إبراهيم، في المُقَلِ
إن ودّعوك إلى الأخرى على مَهَلٍ
فقد جريتَ بهم حياً بلا مهلِ
نفخت في الشعب روحاً فاستفاق به
وكان لولاك لم يسمع ولم يقلِ
وقُدْته في سبيل العز مهتدياً
وكان لولاك لا يدري هدى السبُلِ
ثم ارتحلت وقد أذكيتَ شعلته
منادياً: حَيَّ من بعدي على العملِ
* * *
لله درك، إبراهيم، من أسدٍ
لله درك إبراهيم من بطلِ!!
تركت في الدهر ذكراً ملءَ أَزْمُنه
يَدْوي فيقرع نفس الضارع الوَكِلِ
أبيتَ أن تلفظ الأنفاس في بلد
يحوطه الأسر في الوديان والقُللِ
فاخترت للروح حُرَّ البَرّ متَّدَعاً
للروح فيه رفيف العُجْب والجَذَلِ
تعلقت بنياط القلب منك هوىً
حريّةٌ إذ جفاها قلبُ كل خلي
رأَمتَها راعياً في الله ذمّتَها
وصُنْتَها من خساس الأنفس السِّفَلِ
فاهنأْ بما شِدتَه يا خير معتمِلٍ
وانْعَمْ بما جئته يا خير مرتحلِ
فسوف يعلو جهاد قُدتَ ثورته،
وسوف يثمر ما ربّيت من أملِ
حلب، 1354هـ = 1935م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :645  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج