شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في سويـداء العـلا
أنشدت في حفل أدبي بالسويداء، عام 1986
قِفْ بالسُّوَيداء، واهْتِفْ باسـم بانيهـا
وحَيَّ حاضِرَها عنَّي وماضيها
ونَقِّل الطَّرْفَ مِنْ وادٍ إلى جَبَلٍ
لا حُسْنَ في هذه الدنيا يُضاهيها
وليسَ في الأرض مـاءٌ مِثْـل كَوْثَرهـا
ولا على الأرض نـاسٌ مثـل أهليهـا
أخْلاقهـم ذَهَبْت بـينَ الـوَرَى مَثَـلاً
هَلْ مَنْ يعيبُ الـدَّراري في تَساميهـا
إذا المروءة نادتهم فَخَامِلُهمْ
يُسابقُ الريحَ عَدْواً كي يُلبيَّها
وإنْ دَعا اللَّهْو وَلَّوْهُ ظُهورَهُم
كم جَرّدَ اللهوُ نَفْسـاً مِـنْ معانيهـا
لم يَخْفضوا الـرأسَ مِـنْ ذلٍّ لطاغيـةٍ
شبُولُ يَعْـرُبَ تَلْـوي عُنْـقَ غازيهـا
ولا شَآهم عَزيـزٌ إنْ هُـمُ افْتَخـروا
مَنْ ذا يُباري الثريّا أو يُدانيها؟
مِنْ غِيلهـم فجّـر الإيمـان عاصِفـةً
ماجَ الجَحيمُ شِراراً في حَواشيها
تَجَاوَبَتْ مَعَهـا الفَيْحـاء، واندَفَعَـتْ
تَطْوي الأقاليم دانيها وقاصيها
سَلْوا فِرَنْسَةَ كَمْ مِـنْ هَوْلِهَـا لَقِيَـتْ
وَكَمْ تَوالَـى عليهـا مِـنْ دَواهيهـا
تَوَهّمَتْ أنها بالنارِ تُخْمِدُها
فما جَنَتْ غَيْـرَ شـرًّ مِـنْ تَماديهـا
أمُّ المساواةِ والحريةِ انقَلَبَتْ
أمَّ الرَّذائل باديها وخافيها
ضاقَتْ بثَـوْرة شَعْـبٍ قادَهـا بطـلٌ
أشمُّ أرْوَعُ بالأبطال يَرْميها
ضمَّ النَّقيضَيْن مِنْ حُلْمٍ ومِـنْ غَضَـبٍ
كما يَضُمّ صُفُـوفَ النَّبْـت واديهـا
تورَاثَ المَجْدُ عَنْ آبائه وبَنَى
مَعَاقلاً للعُلا تاهَتْ ببانيها
لَمْ تبْلُ باريـسُ سَيْفـاً مثـلَ صَارِمـه
بَعْضُ السيـوفِ تُعْـرّي مَـنْ يُعرَّيهـا
بالزَّْندِ يَضْـرِب، لا بالسَّيْـفِ حاملُـه
قَضِيّةُ الحقَّ سَدَّتْ زَنْدَ راعيها
ماذا أُسَميه، إن الكَوْنَ يَعْرِفُه
حَسْبي مِنَ الشمس، حسْبي أن أكنّيهـا
إنْ قُلْتُ "سلطانُ" فالدنيـا تَقـوم لـه
أو قُلْتُ "أطْرَشُ" فالدنيا وَمَـنْ فيهـا
* * *
يا مَنْ نَثَرْتُم على شِعْـري مَدائحكـم
رُحْماكُم، أيـنَ شِعْـري مِـنْ لآليهـا
جَرّدتُموه – احتراماً – مِـنْ شَوائبـه
لَيْتَ المَحَبةَ لَـمْ تََسْـدُلْ غـَواشيهـا
لولاكُـم ما حَـلاَ شـدْوي لسامِعـه
كلا، ولا خَمْرتـي طابَـتْ لحاسيهـا
من وحيكم أسْتَمـدُّ الشَّعْـرَ، أُطْلِقُـه
ناراً ونوراً، وتنْبيهاً وتَنْويها
أشكو إليكم كسادَ الحَرْف فـي بَلَـدٍ
قَدْ أوْسَـعَ المـالَ تَقْديسـاً وتأليهـا
لم يَبْقَ في أهله للروح مَنْزِلَةٌ
ما أرْخَصَ الروح في ميـزانِ شاريهـا
عَدْنانُ فيه غَريبٌ لا ظهيرَ له
يَطْوي الفيافي وتَطْويه فيافيها
يَصُبو إلى أهْلِه والوِلْد يُمْسِكُه
وَيْحَ الأصولِ بلاياها ذراريها
جارَتْ عليّ النَّوى واستَعْبَـدَتْ قَلَمـي
لكنْ قَهَرْتُ بإيماني عَواديها
مَنْ كَاَنَ يَسْعى وراءَ الجـاهِ فـي نَهَـمٍ
فقد سَعَيْتُ وراءَ الضادِ أحْميها
أرْخَصْتُ في حبَّها ما جلَّ مِـنْ نَشَـبٍ
ولا أزالُ على الستين أغليها
مَهْما الرَّطَانـةُ سامَتْـني فليـسَ لهـا
بابٌ إليها… فَبِالعَيْنَيْنِ أفديها
الضادُ مَعْقِد آمالي، فوا حَرَبي
إذا استَهَنْتُ بَدَمْعٍ في مآقيها
والضادُ عِرْضي، فإني لَـنْ أخـونَ لهـا
عَهْداً، ولنْ أتغاضـى عَـنْ أعاديهـا
والضادُ أمَّي، فهَـلْ أنسَـى عَوارِفَهـا
وهل أقابلُ بالكُفْران أيْديها؟
إني إذا ظَمِئَتْ رَوّيتُها بدمي
وبالضُّلُوع إذا جاعَت أغذّيها
أحَلَى اللغاتِ هِيَ الفُصْحى، وأكْرَمُهـا
فلا يَعِشْ في أمان الله شانيِها
* * *
يا إخوتي في "سُوَيداء العُـلا" رَقَصَـتْ
رُوحي، وتمّتْ بلُقْياكم أمانيها
هَيْهات تَذْهَبُ مِـنْ ذهْـني مدينتكـم
وما لَقيتُ بهـا مِـنْ عَطْـف أهْليهـا
لَئِنْ قَضَيْتُ غـداً نَحْـبي فبَعْـدَ غَـدٍ
أعُدْ إليكم هزاراً في رَوابيها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :439  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 504 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.