شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أُمّ كلثـوم
في الذكرى العاشرة لرحيلها، عام 1985
أصَوْتُـكِِ العَـذْبُ أمْ صَهْباءُ دارِينـا
تبارَكَ الصَّـوتُ كم داوَى محازينـا (1)
يا أمَّ كُلْثومَ ما رجّعْتِ قافيةً
إلاّ هَتَفْنا لها آمين آمينا
أخْجَلْتِ في الرَّوْض مَنْ غَنّى على فَنَـنِ
وفي المنابر مَنْ هزَّ الملايينا
إنْ تَسْألينيَ عَنْ أهْلي، فإنّ أبي
يَرْقَى إلى آدمٍ جَدِّ النَّبيِّينا
وإنْ تحرّيتِ ما عُمْـري فـلا تَسَلـي
-كي تعلَمي خـبري- إلاّ الحسَاسينـا
بيني وبينكِ – لـو تَدْريـنَ – رابطـةٌ
مثـل الـتي بَيْنَ جبريـلٍ وكارينـا (2)
يَخْضَوْضِلُ الرَّوْضُ في استقبالِ شاعـرهِ
وتَضْحَكُ الأرضُ زَهْـواً حيث تمشينـا
هاضَت رياحُ النَّوى والوَجْدِ أجنحَـتي
فكيفَ أرقَى بشِعْري حيـثُ تَرقينـا؟
أخْشَى شماتةَ دُوريٍّ يعيّرني
ولا أخاف علـى ضَعْفـي الشَّواهينـا
يا أمَّ كُلْثومَ كم في الفَـنِّ مِـنْ عبَـثٍ
وكمْ دَخيلٍ عصـيرَ الصـاب يَسْقينـا
ما صَبَّ صَوْتُـكِ في سمعـي حلاوتَـه
إلاّ استحالتْ متاهاتي بَساتينا
حَقٌ لِمِصْرَ بأن تُزهَـى، فمـا وَلَـدتْ
للفنِّ والشِّعْر إلا العبقريّينا
للشِّعر شَوْقي، وللتّغْريدِ فاطمةٌ
ماذا تَرَكْتمْ لحادينا وشادينا! (3)
* * *
يا أمَّ كُلْثـومَ كـم فرَّجـتِ كُرْبَتَنـا
وكم مَسَحْت دُموعاً في مآقينا
وكم أَسَوْتِ جَراحَ الوَجْـد في مُهَـجٍ
تَهْفُو لواديكِ أو تَصْبو لوادينا
هامَت بصَوْتِـكِ غَلْوائـي فقُلْتُ لهـا
يا مُنْيةَ النفس حُبّيها وحُبينا
لَجَّ الخليّـونَ في عَذْلـي، وما علمـوا
أني اعتَنَقْتُ الهوى – جَلَّ الهَوَى – دينا
ماذا على صاحبِ السَّبعينَ إنْ زَعَمـوا
أنّ المحبةَ عَيْبٌ في الثمانينا؟
لا أستحي إن يقولـوا حَـبَّ عاشـرةً
وأستحي إن يقولوا حَبَّ تَقْنينا
مهما كَبِرْتُ فقَلبي في نَضَارتهِ
كأنه لم يَزَلْ دونَ الثلاثينا
ما قصَّرَ الحُبُّ أيامي وشوَّهَها
بل مَدَّها وأراني الشَّوْكَ نِسْرينا
وجَنّحتْ يدُهُ شِعْري، فقافيَتي
كالشَّمْسِ تَغْمُرُ حتى الهِنْـدَ والصينـا
* * *
يا أمَّ كُلْثومَ عيني عَنْك نائيَةٌ
والقَلْبُ دانٍ، فهـل نُدْعَـى بُعَيدينـا؟
لا بدَّ مِنْ زَوْرةٍ للنيلِ تَحْملُني
إلى ثراكِ فأكسوه رَياحينا
لَمْ يطوِكِ القَبْـرُ مهمـا تَنْقَلِـبْ دُوَلٌ
يَفْنَى الجُدودُ، ولكـنْ أنـتِ تَبْقينـا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :442  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 481 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج