أُحبُّكِ يا حُلْوتي الشَّاعِرة |
هْوَى أناشيدَك الثائِرةْ |
وهَذي السِّمَاتُ الحزينةْ |
تموجُ على شَفَتَيْكِ |
نشيجاً وشِعْراً |
وتَنْهَلُّ مِنْ مُقْلَتَيْكِ |
أريجاً وعِطراً |
وكَمْ أتَمنَّى |
لو أنّ مدامِعَكِ اللاهِبَةْ |
تصُبّ بقلْبي |
وأنَّ جراحاتِكِ الصاخِبة |
تنامُ بِهذْبي |
* * * |
سألْتُكِ مَنْذا أشاع الغُروبْ |
على وَجْنَتَيْكِ؟ |
وما سِرّ هذا الشُّحوبْ |
على ناظِرَيْكِ؟ |
دَعيني أسرُّ إليكِ |
حديثاً وشكْوى |
وأسْكبُ في أذنيْكِ |
حَنيناً ونَجْوى |
ولا تسأليني عَنِ اسْمي |
فإني أضَعْتُهْ؟ |
وأينَ أَضَعْتُهْ؟ |
نَسيتُ المكانْ، نسيتُ الزَّمانْ |
لعلّي زَرَعْتُهْ |
هناك وراءَ السَّحابْ |
وروّيْتُه بالسَّرابْ |
* * * |
لعلّي صَنَعْتُهْ |
رَباباً بألْفِ وَترْ |
وعَلّقتُه في ذِراعِ السَّحْرْ |
لِتَعْزِف فيه الرياحْ |
وَتَفتَحَ جَفْن الأقاحْ |
فلمَّا أطلَّ الصَّباحْ |
تحوّلَ طَيْراً بألْف جناحْ |
وطارَ بعيداً بعيداً |
ولَمْ يَبْقَ منه أثَرْ |
ولمْ يَبْقَ عنه خَبَرْ |
* * * |
لعلِّي كتَبتُهْ |
على مَوْجَةٍ حائِرَةْ |
تَجيْءُ وَتذْهَبْ |
وتَرْضَى وتَغْضَبْ |
وَترْكُضُ بَيْنَ الصُّخورْ |
مَدَنْدِنَةً هاذِرَهْ |
تُردِّد عَبْرَ الدهورْ |
حِكاي حُبٍّ عَجيبْ |
حكاية شاعرْ |
شَريد الجناحِ غريبْ |
أحبَّ بلا أمَلٍ شاعِرهْ |
* * * |
ويا حُلْوَةَ الروحِ والمُقْلَتيْن |
لماذا أمدُّ إليك اليَدَيْنْ |
لماذا أتَيْت إليكِ |
كتاباً بغير غِلافْ |
تَبَّهمَ مَعْنىً وغايَهْ |
نِهايتُهُ كالبِدايَةْ |
وأوّله كالنَهايَهْ؟ |
* * * |
لماذا أتَيْتُ وما مِن رَجاءْ |
لماذا أحبُّكِ حتى الفَنَاءْ؟ |
وَبَيْني وبَيْنَك ألْفُ جِدارْ |
ودَرْبٌ طَويلٌ بعيدُ القَرارْ |
تُنَضِْضُ فيه الأفاعي |
وتَنْساب في كلِّ قاعِ |
تَمُجُّ شَراراً |
وتَلْهَثُ نارا |
وتَزْفُر ظامِئةً جائعة |
تُفَتِّشُ عن لُقْمةٍ ضائعة؟ |
* * * |
كِلانا أضاعَ طَريقهْ |
وهامَ وراءَ المُحالْ |
ولكنَّني يا أحبَّ رَفيقهْ |
سأخْدَعُ قَلْبي |
سأحْمِل حُبِّي |
بعيداً بعيداً |
فأحْيا سعيدا |
على ترّهاتِ الخيَالْ! |