شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا كعْبَة الله
هذه القصيدة هي أول ما نظمه الشاعر في المملكة العربية السعودية حيث زارها معتمراً. وقد نشرتها جريدة "البلاد"، مهداة إلى صاحب السموّ الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز الذي كان قد تكرَّم فشمل بعنايته ولده الصغير المصاب خلال أحداث الحرب العراقية - الإِيرانية، حيث أرسله للعلاج على نفقته الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من عام كامل.
وينتهز الشاعر فرصة صدور هذه المجموعة ليجدد لسموّ الأمير الشهم جزيل الشكر والتقدير سائلاً الله أن يجزيه عمّا فعله أحسن الجزاء.
ويجد القارئ في متن القصيدة إشارة لذلك.
أتيتُ حوضَكِ ظمآناً لتسقيني
يا كعبةَ الله يا مسرى الملايينِ
يا مهبطَ الوحي في أرض يضوعُ بها
ذكرُ العقيدةِ يزكو كالرياحينِ
أعلا بها (المصطفى) ذكراً لخالقهِ
على مخاليقَ من تمرٍ ومن طينِ
أهوى على صرحها يجتثُّ باطلَه
بالحق يعصِفُه عصفَ البراكينِ
فانجابَ فجرٌ بهيُّ النورِ مخترقاً
ليلَ الجهالة في الدنيا وفي الدينِ
جلَّى به الحقُّ قرآناً ومعجزةً
على (أمينٍ) لحمل الوحي مأمونِ
(جبريلُ) يرفدُهُ إلهامَ بارئِه
وحياً جليلَ المعاني والمضامينِ
يُزجى إلى الخلقِ ما أُوتيه من حِكَمٍ
في مُنزَلِ الوحي وضّاحَ البراهينِ
وشارعاً سُنَّةً في الكون ما برحت
أسمى وأعدلَ من كل القوانينِ
الناسُ فيها على تقوىً سواسيةٌ
تجني ثوابَ تُقاها غيرَ ممنونِ
أرسى بها العدلَ بين الناس منتصفاً
للبائسين اليتامى والمساكينِ
فصار أكرمَ منْ في الناس منزلةً
أتقاهُمُ، لا كَنوزاً مالَ (قارونِ)
هذا هو العدلُ لاما شرَّعت سُنَنٌ
الزُغبُ فيها طعامٌ للشواهينِ
هذا الذي دفع الراياتِ خافقةً
حتى أطلَّتْ على (بوَّابة الصينِ)
* * *
تالله ما أن أضعنا العدلَ شرَّعهُ
ربُّ البريّة معدولَ الموازيينِ
حتى غدونا إلى الأطلال نندِبُها
في أرضِ (أندَلسٍ) أو في (فلسطينِ)
* * *
يا كعبةَ الله بي شوقٌ لها عرِمٌ
عن كل أرضٍ سواها باتَ يُثنيني
قد جئتُ أسبقُ أحلامي لرؤيتها
وكنتُ عنها بعيداً شبهَ مغبونِ
بين الضلوع أُوارُ الشوقِ يدفعني
وفي العيون بريقُ الوجدِ يهديني
وفي المسامعِ يدوي من مآذِنِها
صوتٌ جليلُ الصدى لـ "البيتِ" يدعوني
ظمآنَ جئتُ أنادي ملءَ حنجرتي
يا "ماءَ زمزمَ" هل إلاَّك يرويني
* * *
يا (كعبة الله) طافَ الموسرونَ بها
والمعدِمونَ سواءٌ في القرابينِ
من كُلِّ فجٍّ عميقٍ جاء يقصُدها
قومٌ بشتَّى اللُغى شتّى التلاوينِ
حلّوا ضيوفاً على "بيتٍ" مطاعِمُه
تَقري اليتامى وأبناءَ السلاطينِ
* * *
يا (كعبة الله) حصناً أستجيرُ به
مما أعاني وممّا باتَ يُضنيني
إني طريدُ الأسى قد نابَني قدَرٌ
ألقى على سِحنتي سَيْمَاءَ محزون
فصِرتُ والهمُّ صنوي لا يفارقني
كأنه توأمي من يومِ تكويني
* * *
يا (كعبة الله) صوتٌ جئثُ أرفعُه
من (فِلذةٍ) بأَسارِ الداء مرهونِ
يرنو بعينيه لا يقوى مخاطبةً
ولا حراكاً وعيناهُ تناجيني
أكادُ أسْمعُه يدعو بأعينه
يا ربُّ من لي سوى الرحمن يشفيني
يا ربُّ واحفظْ أميراً لم تزلْ يدُه الـ
سمحاءُ من رِبقة الأقدار تُنجيني
(أبا سعودٍ) رعاكَ اللَّهُ وانتبذَتْ
عنكَ المكارهُ يا سِبطَ الميامينِ
يا بنَ (المليكِ) الذي بَزَّت مرؤتُه
كلَّ المرؤاتِ في شتَّى الميادينِ
ساسَ الرعيَّة، يجتَثُّ الخبيثَ بها
حزماً، ويرعى سواد الناس باللين
* * *
يا ربَّ (أيوبَ) قد أبريتَ عِلَّتهُ
برحمةٍ منكَ بين الكافِ والنونِ (1)
رُحماكَ يا ربُّ هذا فِلذةٌ قذفت
به المقاديرُ في أعماقِ أُتُونِ
تهفو لطلعتِه أمٌّ تبثُّ له
نجوى فؤادٍ أسيرِ الحزن موهونِ (2)
كادت (نِياطٌ) له تَنْبَتُّ من ألمٍ
بين الشِغافِ ونبضِ القلب مدفونِ (3)
يا ربُّ فارحمْ صِباهُ واجلُ محنتَها
كما رحمتَ ببطن الحوت (ذا النونِ) (4)
يا كاشفَ الضَرِّ عن (يعقوبَ) ملتمساً
عَوْداً ( ليوسفِه) القاصي إلى حينِ
أعدتَ (يوسفَ) ربّاهُ أَعدْ ولدي
ولي إليكَ شفيعي ذكرُ (ياسينِ)
والبيتُ طفتُ به أدعوكَ معتمراً
يتلو إليكَ دعائي قولُ (أمينِ)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :440  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.