شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > جرح باتساع الوطن نصوص نثرية > قصة تدحرج شاكر الجوعان من السفح إلى القمة
 
قصَّة تَدَحْرُج شاكر الجوعان من السفح إلى القمَّة
حين سَقَط شهيداً مُتَناثر الأشلاء:
تَدَحرج من السفح إلى القِمَّة،
حتى صار ساريةً للعلم الوطني.
أمَّا القاتل:
فقد سَقَط من أعلى سُلَّمِ غروره
مُلَوَّثاً بالخطيئة، مستحماً بالعار،
بينما صديقي "شاكر الجوعان" يستحم بالصلوات
هناك - في الأعالي!
* * *
أنا بحاجة إلى سوطٍ كي أكون جلاّداً..
بحاجة إلى إناءٍ وعتبة مسجدٍ لأصبح شحاذاً..
ولكي أحمل الشارة القرمزية: فإنه
تلزمني كلابٌ بوليسية تنهش لحم الأطفال
وسكاكين تقتطع حلمات الأثداء،
مع مساحةٍ شاسعةٍ من النذالة!
ولكي أكون طاغيةً:
يلزمني أنْ أُسْقِطَ من جبيني آخر قطرةٍ
للحياء –
وأخرَ نبضة رحمةٍ من قلبي
أمَّا من أجل أنْ أكون وطنياً –
فإنه يلزمني وطن وشعبٌ أُقاتل من أجلهما!
* * *
هكذا كان يقول "شاكر الجوعان"
مع أنه لم يدخل مدرسةً..
ولم يحاول أن يكون أباً –
فقد ظل طفلاً حتى وهو على أبواب الخمسين
حين تدحرج من السفح إلى القمة
* * *
وبسذاجة طفلٍ حكيم، كان يقول:
لا يجوز لنا أنْ نعلِّق بنادقنا في المشاجبِ
لنستريح قانعين بما حققناه الليلة..
إن الطمأنينة المؤقتة، قناع من أقنعة
الرعب..
والقناعةُ خَدَرُ الثوريِّ المتحفِّزِ للوثوب..
وَلَئِنْ حَرَّرْنا الأرض من الطواغيت –
فلنحرر الفضاءَ يا رفيقي.
* * *
الأرض تتسع لأنهار وحقول جديدة..
نحن نمتلك السواعد والمجارف، ونمتلك
أقاليم شاسعةً من الإِرادة
فلنعمل من أجل أن نبعث الخضرة –
والأَنهار التي توقظ الغابات الجديدة –
الغابات التي ستصدّ الهجير والرياح الصفراء.
فاحمل مِعْوَلَك - إن كنت لا تستطيع حمل البندقية.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :402  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.