شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"أنا وحبيبتي والسندباد"
حين أكتب عنكِ: أشعر بالرحيق
يُغادرُ الأزهار، وينام على أوراقي..
حين أكتب عنك: تتسع الكلمات،
وتتضاءل الدفاتر.. فأتوه بين
ملايين الكلمات، بحثاً عن مفرداتٍ
تليق بحبك..
وإذْ يطلُّ الفجر من النافذة: أُلَمْلِمُ
أوراقي.. أتوسَّدها، منتظراً أنْ
تستيقظي في عينيّ المتعَبَتَيْن –
فلا ثمة ما يغسل أحزان العيون،
كالأحلام الجميلة يا غزالتي البريّة!
* * *
لن تجدي المرايا.. فقد حطَّمْتُها
يا حبيبتي.. حَدِّقي في عينيَّ المفتوحتين
مثل آنيةِ الشحاذين.. إنهما أكثر
صفاءً من مرايا الصباح.. فاتركي
وجهَكِ الطفوليَ يغفو على مقلتيّ..
دعي شعرَكِ طليقاً كأَخْيلَة الشعراء..
إنه خيمتي - أنا البدويّ الضارب في
البريَّة، أسوق ناقة الحلم بحثاً عن
مرعىً لقلبي الهارب من مدن الحرائق
والبساتين المُسَيَّجَة بالدَرَك السريّ!
لقد كلَّفني "جميل بن معمر" أنْ أفتح
عينيَّ بركتين لِشِياه "بثينة"..
وأن أذود عن بني عذرة بعفاف حبي..
فدعي شعرك طليقاً.. إنه خيمتي.. وقد
آن لحارسِكِ الأمين، أن يغفو قليلاً
كي يجلس ليحرس نوافذ الليل، حين يستحم
النعاس في عينيكِ - ويستيقظ في
مقلتيه الأرق!
* * *
"المهيب الركن" الذي كان طاغوتاً أمام أمي
وأطفالي، صار أرنباً مذعوراً، أمام
جيوش التحالف، حين رأى "المطرقة
الجاهزة" توشك أن تطحن رأسه
المثقل بالأوبئة..
فالذي ملأ الفضاء بوعيدٍ يهزُّ به العالمَ،
لم يهزّ غير ذيلِهِ!
والجنرال الذي تعلَّم استراتيجية الحروب في
معمل للثلج، صار شرطياً يؤدي التحية
للكولونيل - تماماً مثلما تؤدي التحية لي
زوجتي المهذبة!
أما البطل الذي مسح رصيف الشارع
بأشلاء جسد "مريم الناعم " (1) ، فقد
استبدل بدلته "الزيتونية المرقّطة " (2) ،
بيافطةٍ بيضاء، يمسح موائد نصف الليل،
ويكنس بشاربيه المفتولين مثل رأس
"الفجل"، القاعة التي طُرِدَ منها، عندما
تقدم للخدمةِ، بطل أكثر دموية منه!
* * *
إن دافع "البدل النقدي" الذي صار
مارشالاً، مستعد اليوم أنْ يجعل
وجهه مزرعة للصفعات المهينة،
شريطة أنْ يبقى طاووساً، وقائداً
للقطيع "الرفاقي" - قطيع اللصوص
والمهرِّجين والقتلة..
ولكن: هل يستطيع تحريض النحلة
ضد الرحيق؟ وأن يرغم العصافير على
كراهية الأشجار، أو أنْ يرغم
المناديل على عصيانها ضد دموع الأحبَّةِ؟
* * *
قد يجدُ الطاغيةُ الطلقةَ التي تثقبُ
رأسي.. والمدفع الذي يهدم المدرسة
والمسجد.. وقد يجد الرمل الذي
يدفن به ساقية العصافير.. ولكن:
من أين له الرصاصة التي تثقب
قلب الهواء، أو القنبلة التي تهدم
الإِيمانَ، والرمل الذي يدفن الوطن؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :407  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.