شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"الحرية في الأَسر"
أحلم أنْ أغفو على وسادةٍ من العشبِ..
وإذْ تلسعني الشمس: أبترد بمياه
ضحكات أطفال القرية وهم يتقافزون
كعصافير البيادر..
أن ألعب معهم لعبة الصيّاد واليمامة..
أو الركض معهم حول السواقي..
وأن أصنع مثلهم الدُمى الطينية..
فأنا رغم الأربعين:
أريد أنْ أبتدئ الطفولَة التي لم
أَعِشْها، حين أَمَرَتْني الحياةُ أن أبتدئ
الكهولة في العاشرة.. فأحمل سلال
البرتقال، بدلاً من أبي المحنيّ الظهر..
أبي الذي سافر بعيداً بعيداً دون وداع..
مرتدياً ثوبه "المكيّ" الناصع البياض!
لا تحزني على حقولي التي صادرها "المماليك"،
وكوخي الذي نُفِّذَ به الإعدام..
إن قلبي أعمق خضرة من كل بساتين الدنيا..
وسيبقى لنا في رحاب الغدِ، مُتَّسَعٌ
لعصافير أعراسنا..
وهذا المأْتَم الأفريقي، سيغدو مهرجاناً
سومرياً - حين تهطل أمطار الثورة،
كوني القيدَ الذي يَشدُّني إلى الأرض.. أو
المشنقة التي ترفعني نحو السماء.. فلقد
باركتُ الإِبحار في عينيك حتى حدود الغَرَق!
لا تسمحي لأشجارك أن تنحني للخريف..
أمّا أنا؟ فلن أسمح للصوص الوطن،
أن يسرقوا قطرة واحدةً من أنهاري
وأمطاري التي أردتها لك وحدك.. طالما
كانت حقولك تنشر الظِلال على الوجوه المتعبة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج