شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"الدرويش"
في كلِّ الأوطانِ: توجدُ منابرُ عاليةٌ
للتراتيل المقدسةِ والأعراسِ المباركة..
إلاَّ في وطني - فالمنابرُ فيه، وُجِدَتْ
لتلاوةِ أمرٍ بالإِعدام، أو للإِعلانِ
عن لقبٍ جديدٍ للوثن الذي يعبدُ نفسَه!
في كلِ الأوطانِ: تقود الأقلامُ الصادقةُ
أصحابَها، إلى الغُرَفِ الخضراء والفرحِ
الأشقر.... إلاَّ في وطني - فالأقلام
الصادقة، تقود أصحابها إلى غرف
التحقيقات والزنازين والمنافي.. وربما
إلى المقابر السريِّة..
في كلِ الأوطانِ: تكون الأيدي البيضاءُ
جوازَ دخولِ أصحابِها، إلى مدن اليَقَظَةِ
الحالمة.. إلاَّ في وطني، فالأيدي
البيضاء تُقْطَفُ من أغصانها - طالما
لا تُحْسِن فَنّ التصفيق، ورفع صُوَر
"المهيب" الذي دفع "البدل النقدي"!
* * *
لماذا تمتدُّ الأصابع نحوي - وأنا
أتجوَّل كالدرويش.. أعبر الشوارع
مذعوراً.. أتعثَّر حين تصطدم قدماي
بزهرةٍ أو ورقةٍ - وأغرق في قطرةِ ماء؟
آهِ لو عرفوا أيَّ وطنٍ غادرتُ..
وأية زهورٍ دِيْسَت فيه.. وأية
أنهارٍ ما عادت تستقبل غير الجثث!!
آه..
مَنْ منكم لا يتعثَّر حين يعبرُ الشارعَ،
إذا كان يحملُ الوطنَ على ظهرِهِ؟؟
لستُ بكَاءً.. فاتركوني أغسل
وجهي بدموعي، ما دمتُ لا أملك في
وطني غير البكاء، بعدما صادروا النهرَ
واغتالوا الينابيع والمطر، في هذا
الوطن المرسوم على هيئة تابوتٍ ضخم!!
* * *
أنا لا أبكي.. إنما:
أريد أَنْ أمسح بالدموع،
صورة الوطن من عينيّ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :415  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.