شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
احتراق خفي
إرحميني رجولتي… إرحميني..
فاشْتياقي أَذَلَّني… وحنيني!
إنَّ نهراً يَنِزُّ من أرضِ روحي
فاضَ حزناً على فمي، وعيوني!
فَقَصيدي له رحيقُ المراثي
وغنائي له أَنينُ السُجُونِ
وحروفي غَمَسْتُها بدموعٍ
طاهراتٍ، وبالنجيعِ السَخينِ
آهِ قلبي! أما كفاكَ اعْتِسافي؟
كلَّ يومٍ تقودني للظنونِ؟
عَذَلوني لأَنَّ ليْ ثَوْبَ حزنٍ
يرتديني، وطعنةً في جبيني!
لم يُضِيعوا – كما أَضَعْتُ – بلاداً
وعشيراً يُساقُ نحو المنونِ
إنَّ حزني على عراقٍ تَشَظَّى
وصحابٍ و"دجلتين" وَدِينِ
نحنُ قومٌ عَشِقْنا رُزِئْنا
بهوانا على الصِراطِ الأمينِ!
* * *
يا جنوني فَضَحْتَني.. يا جنوني
أيُّ عقلٍ إذا اسْتُبِيحَتْ فُتوني؟
أي رأْيٍ لِذِي اللبابِ بأرضٍ
تعجن الخبزَ في قِصاعِ المجونِ!
عَذَلوني وقد سَمَوْتُ اعْتكافاً
عن رحيقٍ ونشوةٍ ورنينِ
لَسْتُ منها أَرومتي حين تخشى
نزفَ جرحي على ضِفاف اليَقينِ
ما وُلِدْنا على ترانيمِ طبلٍ
فلماذا تثاقَلوا من أنيني؟!
أنا خيطٌ مُهَلْهَلٌ من قميصٍ
كان يُدعى العراقُ، لا تنكروني
* * *
يا سنيني.. تَكلَّمي يا سنيني
عن شبابي وعن صباي الدَفينِ
يا حقولي وَهَلْ أَطَلَّ ربيعٌ
فَيُغَنّي لِدِفْئِهِ ياسَميني؟
يا عراقاً حَمَلْتُهُ حيث أنْأى
فهو زادي وَمَوْجَتي وَسَفيني
لي عيونٌ خبيئَةٌ في فؤادي
تَتَمَلَّى طيوفَهُ كلَّ حينِ
فاعْذروها إذا تهاوَتْ ضِفافٌ
كُنَّ يوماً دَرِيئتي، واعْذروني
جَرِّبوني بدولةٍ دون رُعْبٍ
في بلادي، وعندها فاعْذِلوني!
يا عَذولي ولو عرفتَ عذابي
كنتَ مني كصارمٍ في يميني
لا "فراتي" كما عرفتَ فُراتاً..
وجذوري يبيسةٌ كغصوني!
أيُّ شَدْوٍ يَشدُّني للأغاني
والمراثي تَوَزَّعَتْ في سنيني؟
لَيْتَ بغدادَ ما دَجَّنَتْها الليالي
فاسْتكانَتْ لمارقٍ أو هجينِ
ليت بغدادَ ما قايَضَتْ كوزَ ماءٍ
برحيقٍ مُعَتَّقٍ، ومجونِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج