شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
166- بيـن الحُـبَّ والحـرب
ضيَّعتُ في تلك الديار فؤادي
ونسيتُ أُنسي عندها ورقادي
حيث الشبابُ تفتحتْ أكمامه
والحسن تاه بغُصْنه الميَّاد
حيث الهوى يزهو مناظر فتنةٍ
ونجوم آمالٍ، وزهر وداد
حيث الصبابة لا ينام شجيُّها
إن لم ينَلْ، إلاَّ على ميعاد
* * *
أفنيتُ كل العمر في محرابه
أَشدو بما أدري من الأَوراد
عن "قيس"، عن "لُبنى"
عن "المجنون" عن؛ "ليلى"
عن "ابن ربيعةٍ" و "زياد"
عن كل من قتل الهوى ببكائه
وقضى شهيد الحب والأَوعاد
قلبان يختصمان في قلبي وللـ..
ـقلبينِ قد أَسلمت كل قيادي
هذا له ما يشتهي من رغبتي
ولذاك ما يهواه من إسعادي
* * *
والحرب.. أعرف كيف أذكي نارها
ومتى أَجمجمُ جمرها برماد
قالوا: أنانيّ، فقلتُ: كرامةً
أنا ليث غابتها وشيخ الوادي
أصبحتُ لا أَخشى محاذير العدا
بل شرَّ من أَكرمتُ من حُسادي
لي كل يوم وقفةٌ أَنسى بها
نفسي؛ لأذكر أمَّتي وبلادي
* * *
قل للأُلى انتقموا ولم يتورعوا
أسرفتمو؛ والله بالمرصاد
قد كان قبلكُمُ "الولاة" بمأمن
من كل ذات سخيمةٍ، أو عادي
ركنوا إلى الأَوغاد، وامتهنوا بهم
حرمات أهل الفضل والأمجاد
مردوا على الطغيان واستخذت له
منهم طبائع خسَّةٍ وفساد
وتمسَّكوا بحباله، وتعصَّبوا
لضلالِهِ، بوقاحةٍ، وعنادِ
فتقطعتْ أسبابه، وتصرَّعوا
في وثبةٍ للثار والأَحقادِ
من لقمة المسكين لـم ينفعهـم الْـ
مالُ الذي ذخروه للأولاد
* * *
شطَّ المزار، فلا الدِّيار، ولا الأُلى
كانوا مُنى الزوَّارِ والروَّاد
وتعطلتْ أكواب عشاق الطَّلى
وتغيَّب السَّاقي، وأَقْوى النَّادي
والروض جف غديره؛ والزهر مات
عبيرُه.. والطير أخرس صادي
هل عودةٌ ترجى؟ فيحتفل الثرى
بتخطِّر المُلاَّكِ، والأَسياد..
وإلام يبقى الخوف من فقر، ومن
سجنٍ، ومن شناقة الجلاد؟
وإلام يبقى عيش كل مهذب
متكدِّرا، ويطيب للأَوغاد؟
وإلامَ يبقى ذَلكَ "الفرعون" في
الوادي، يبيح محرَّمات الوادي؟
لندن: 28 من شعبان 1384هـ
2 يناير 1965م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 190 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.