شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
162- نشيد تقرير المصير
[بعد مرور عام وبضعة أشهر على الحرب الأهلية اليمنية، إثر تدخل قوات الرئيس جمال عبد الناصر وغزوهـا لليمـن سنة 1962م/1382هـ، قال الشاعر يحثّ جميع القَبل والفئـات اليمنيـة على التضامن ضد التدخل الخارجي ورفع راية تقريـر المصير؛ وهو مـا تمَّت به المصالحة الوطنية وتأييد النظام الجمهوري سنة 1390هـ/1970م، بعد انسحـاب القـوات المصريـة، وانتخب مجلـسُ الشورى الشاعرَ عضواً في المجلس الجمهوري مع زملائه عبد الرحمن الإرياني، ومحمد علي عثمان، وحسن العمري، وأحمد محمد نعمان]:
نائحَ الوادي على الأَيـكِ الخضـيرْ
ومغاني السَّفح في الروض النضـيرْ،
والروابي الحمر في "خولان" والقِــممِ السُّود "بحُوثٍ" و "الظّفيرْ"
والمجالي الخضر في "صنعا" وفي
"صعدة" المجد، وفي وادي "نشـورْ"
وبقاع "الجـوف" والأَدغـال مـن
"أرحبٍ" أرض المغاويـر الصقـورْ
و "بِضُوْرانَ" و "سنحانَ" وفي
"مسورِ" العزِّ، وأربـاض "حَجُـورْ"
وذُرى "الأهنوم" والشمّخ من
"كوكبانٍ" و "حـرازٍ" و "حضـورْ"
و "الزَّرانيق" ومن في "حاشدٍ"
و "بكيل" مـن فـتىً حـرٍّ صبـورْ
"يَمنِي" ما قدَّس الله ثرى
مثلها.. غير ثرى "البيتِ الطَّهـور"!
* * *
نائحَ الوادي على الأيـك الخضـيرْ
نُحْ ونُحْ؛ وانزفْ من الدمع الغزيـرْ
فالرَّوابي، والمغاني، والقرى،
والمجالي، وطمَّهـا الخطـب الكبـيرْ
والثرى الطَّاهر قد دنَّسه
غزو عدوانٍ مـن الغـازي المغـيرْ،
من وراء البحر ساقته يدٌ..
تعصر الموت وتسْقي، وتُبيرْ،
كفُّ جبار إلى "فرعون" قد
وشجتْه صلـةُ الطبـع الكفـورْ..
وإلى "أبرهة" يربطُه
مبدؤ الآثم والباغي الغدورْ
ساقه جيشاً لهاماً؛ مثلما
ساقه مـن قبـل جبَّـارٌ جسـورْ (1)
قاتلُ الأملاك من "حِمْير" والصَّيدِ من أحفاد "كهلان" والبدورْ
وأبو آكل أكباد الورى
ومبيحُ الفسق جهـراً والفجـورْ (2)
و "المماليك" أتوا في قوَّةٍ
يزخر الآذيّ منهم بالنسورْ (3)
وأتى من بعد "إبراهيم" في
جحفل لَجْـبٍ، وأحشـادٍ تمـورْ (4)
كلُّهم للنَّهْبِ قد هبّوا إلى
أرضنا يحدوهـمُ الوهـم الغـرورْ
أرضنا قد عرفتهم وارتوت
بدماهم، ولهم فيها قبورْ.!
* * *
"ثورة" قالـوا؛ وعاثـوا جهدهـم
باسمها، واقترفـوا كـل الشـرورْ
سرقوا أمجادها، واختلسوا
ذمَّة الثوّار في كلِّ العصورْ
ليست "الثورة" جاهاً يُقْتَنى،
أو هوىً يَغْضَبُ، أو حقـدٌ يفـورْ؛
إنَّها أمر بعُرْفٍ وهُدى،
إنها في الأصل تجديدٌ ونورْ
عندما يحكم غرٌّ فاسدٌ
فيهبّ الحرُّ للعدل يثورْ
عندما يسلب فردٌ قومَه
نعمة العيش ويطغى ويجورْ
ساقه "ناصرُ" جيشاً بعدَما
أخذَ الصَّفعةَ من وجـه "المشـير" (5)
ما بغى كي ينصـر "الثـورة" بـل
قد بغـى إعـداد شَـرّ مستطـيرْ!
ولذا لقَّب دبّاباتِه..
باسم "نجران" و "نجدٍ" و "عسـيرْ"!
وهي "إسرائيل" من تدبيرها
أن يُرَدّى جيشُ مصرٍ فـي حفـيرْ،
فإذا مـا غـزت "الجـولان" و "المسجـدَ الأقصـى" و "سينـا" و "دمـيرْ"
لم تجد من يحرس الأرض فقد
شُرِّدَ الجيشُ "بصنعـا" و "النظـيرْ"؟
* * *
"ثورة" قالوا نصرناها؛ ويا
خيبة المنصور مـن بئـس النَّصـيرْ
هلْ مِنَ الثورةِ أن يختلسوا
ثروة المثري، وإيمان الفقيرْ؟
وإذا بالفدم من غوغائهم
سيدٌ والنذل ذو جاه خطيرْ
وإذا أوباشهم قد هُرِعوا
بالنشانات أميرٌ، أو وزيرْ؟
وإذا الأَحرار صرعى، وإذا
شرف الأحرار نهبٌ للمغيرْ؟
وإذا الإسلام، والثورة والـحقُّ والعدل تنادي بالثبورْ،
ذاك ما كان؛ ولكن وطني
لم يكن بالواهن النَّاسـي الكفـورْ،
فإذا الأشبـال مـن قحطـان قـد
زحفوا كالسُّحـب بالهـول تـدورْ
نسلوا من كل فجٍ، وهُمُو
يتلظّون فهوداً، ونمورْ..
عاهدوا الموت على أعدائهم
عهدَ عزمٍ "يمنيٍّ" لا يبورْ.
* * *
يا أباة الضيم تبَّتْ فئةٌ
نكثوا العهد ضلالاً وغرورْ،
وبغَـوا جهـراً، وكفـراً أعلنـوا،
وأباحوا حرمـة الشـرع الطهـورْ
ثم باعوا أرضنا، أعراضنا،
ديننا، واسترخصوا غالـي الأمـورْ؟
لم يخافوا الله في طفلٍ، ولا
حرَّة ثكلى، ولا شيخ كبير،
و "بأهل البيت" لم يردعهموا "الودُّ في القربى"، ولا نبل الشعورْ،
جدّلوهم، ورموهم في الفلا
للسوافي، والضـواري، والنسـورْ.
* * *
آه كم يرجف قلبي حسرةً
ودمي كم يتلظَّى، ويفورْ؟
كلَّما طافت خيالاتَهمُ،
وتوالت في الأماسي والبكورْ
"أحمد الشاميّ" مـن نسـل الألـى
أحسنوا الصنع على مرِّ الدهـورْ (6)
مزَّقت أحشاؤه نيرانهم
وهو ثبتٌ باسـم الثغـر صبـورْ،
و "أبو طالب" و "العاموه" والندب "زيد"، وكثير من كثيرْ؟
من بـني "الكِبْسـي" و "إبراهيـم" و "ابن زبـارٍ" و "المصلّـي" و "الوزيـرْ"
سيظل الجرح فيهم دامياً..
صارخاً يقرض روحـي والضمـيرْ
* * *
إنَّها الثورة يا "قحطان" فاشـتملوا الحرب، وهبّوا للنَّفيرْ…
إنها الثورة يا "عدنان" فاستبقوا الموت وفيئوا للنذيرْ
للعلى والحق ثوروا؛ واثأروا
للدم المسفـوك والعـرض الهديـرْ
أخرجوا "ناصِـرَ" مـن أرضكـم؛
وارفعوا راية "تقرير المصيرْ"
مكَّة المكرمة: 26 شوال 1383هـ
10 فبراير 1964م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :473  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 186 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج