شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
159- عدنان وقحطان
[أطلق العنان لقلمه الطائش سبّاً، (1) وقذفاً وتهريجاً فاستعبر الشاعر، وقال]:
لم أقترفْ ذنباً؛ لمعرفتي بما
يُجدِي بني وطـني ومـا لا ينْفَـعُ
لكنَّ جهلُ المريض بدائِهِ
ودوائه والسَّقَم فيه يرتعُ
يُمْسي الطبيب يَروض شَامِس فِكرِهِ
ليقيلَهُ، فيصدُّ عنه ويجزعُ
والشرُّ قـد نتـأتْ رؤوس صلالِـهِ
والخير تنهشُـه الرِمـاح الشُـرَّعُ
والدينُ مُنْصَدعُ الجوانـبِ ضـارعٌ
والحقُّ مضطهـد النَّصـير مضيَّـعُ
وهراء كلِّ مُدَجِّلٍ ومخرفٍ
ينكي القلوب وللـرؤوس يُصـدِّعُ
ومنابر التَّضليل يفترعونها
جهراً فتهتَزّ الجهات الأربعُ
* * *
سأظَلّ أهتِـفُ بالحمـى وأسـودِه
وأذود عنه، وأفتديه، وأمنَعُ
في مهيعي أمضي؛ وحولـي عصبَـةٌ
"يمنيَّة" طابَتْ وطاب المهيعُ
ما إن حنـوا يومـاً لـذلٍّ جبهـةً
مذ كان فيهم "ذو نـواس" و "تُبَّعُ"
و "العبقريّون" الأئمـة مـن بـني
"حَين" و "يحيى" من إليهـم أرجـعُ
في "العدل والتَّوحيد" في ديني وفـي
غضب الأسود إذا استثيروا أو دُعُوا
لا يجبنون إذا تضايقَ مِخْنق
أو ينكصون مخافةً أو يُصرعوا
بدم "الحسين" و "زيد" والشهداء" من
آل الرسول" تثقفوا، وتطبَّعوا
* * *
فتَنحَّ يـا خـدن الجهالـة والخنـا
واطرق؛ فمثلك رُمْحُـه لا يُشْـرَعُ
واترك مجالات العُلا لرجالها
ماضيك معـروفٌ ويومـك أبشَـعُ
هلاَّ ذكرتَ وأنت في زمـن الصَّبـا
تحنو جبينك للأنام وتركعُ
والبؤس يرقص في جبينـك رغبـة
والجوع ذل في الجفون وأدمعُ
وأتيتَ تلثم أرجلاً وأناملا
دهراً وأنت لكل شر منْبعُ
وظَلَلْت تلثم أرجلا وأناملا
دهراً وأنت لكل شر منْبعُ
فتكفَّلوا بـك واصطفتـك جماعـة
هذا يجود، وآخرٌ يتبرَّعُ
ماذا دهاك؛ فعدت تشتـم "سـادةً"
جادوا عليك بمالهم، وتبرعوا
فارجع بطرفك حاسراً "عدنان" قـد
جلَّت و"قحطانٌ" أعزُّ وأمنَعُ
أخوان في العلياء ما افترقـا، ومـا
خابا، وما خافـا، ولـن يتمزَّعـوا
"صنوان" أصلٌ في العروبـة واحـدٌ
والدين يكفـلُ، والمبـادئ تجمـعُ
فاقضِمْ ضميرك دودةً، واعكف على
مالٍ جمعْـتَ وأنـت عبـدٌ تجمـعُ
في "بون" أمثَلةٌ تضجُّ وتلك
أوراق البنوك إلى العدالـة تضـرعُ
والشَّعب في "اليمن السعيدة" شامسٌ
عَمَّا يُشين؛ وبالمعالي مُولَعُ
قد يستجيبُ إلـى ضلالك سـذَّجٌ
حيناً؛ وقد يَستسْلِم المتسرِّعُ
أم الأشاوش من "قريش" و "حمـير"
هيهات لن يتغـيروا، أو يُخْدَعـوا
ولسان حال الشَّعب يصرخ جهـرة
في وجه من يُمْلِـي لـه أو يطمـعُ
زعم "الفرزدق" أنْ سَيقْتُل "مربعـاً"
أَبْشر بطول سلامـة يـا "مربـع"
لندن: 1382هـ/ 1962م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :394  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج