شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ديواني... وشعَراء اليمن
بقلم: صاحبْ الديوان
تعوَّد القراء أن يقرءوا في طليعة كل ديوان مقدمات عن الشعر وتراجم للشعراء.. ما شئت من فلسفة شعرية عن الشعر ومثله العليا إن كان الشاعر نفسه هو الكاتب.. وإن كان صديقاً للشاعر أو به معجباً فما يَلذ من إطراء وما لا يدمي من نَقْد.. وما يشبع رغبة الصداقة أو شهوة الإعجاب من بيان واستشهاد.
وكانت سنةٌ يندر المتمرِّد عليها والمتنكِّب عن نهجها.
وحاولت أن أتمرد فجبنت، وكان لا بد من مقدمة للديوان.
وتكرم صديقي الشاعر إبراهيم الحضراني فكتب المقدمة، ونفحني مشكوراً بكلمات شاعرة معطرة، وألم إلمامة قصيرة بتاريخ الأدب اليمني المعاصر.
وظلَّ الديوان – كما خيل إلي – يتطلَّع إلى كلمتي عن الشعر والشعراء ولكني لحسن الحظ أو لسوئه – أعرف نفسي جيداً فلن أخدعها ولن أخادع الناس، فما أنا براضٍ كل الرضا عن شعري، ولا أدري متى سأتمكن من إبداع الشعر الذي يرضيني.
* * *
في أعماقي شعر. ولكنه شعر جديد.. جديدٌ على عالم الشعر المعهود والجملة البيانية التي في قلبي أسمى من كل تعبير.
الحروف هذه ليس فيها حياة، والمعاني التي في قلبي فيها حياتي، بل وحيوات أخرى.
والكلمة الكبرى ما برحت معشعشة في حنايا روحي:
حروفها مشاعر مكفوفة.
معناها تاريخ ألم طويل.
إن كان الوجود "كلمة الله".
فهذه كلمة الإنسان!
وإن كانت الطبيعة شعر القدرة الإلهية.
فهذا شعر الوجدان البشري.
* * *
وكم حاولت أن أصوّر معاني قلبي وروحي:
وقلتُ ما قلته من شعر وقصيد.. ولكني وحدي الذي يعلم أني لم أكن واضح البيان، دقيق التعبير، وقد قرأت الديوان مرَّات فكنت أجد التعبير دائماً قاصراً عن الصور الروحية الكبيرة التي لا تحدّ.
* * *
ويأتي دور الشعراء..
ولليمن شعر ولها أدب..
لها ماضيها الأدبي النفيس المغمور..
ولها حاضرها.. فأين شعرها؟ وأين أدبها؟
تمتماتٌ، وذبذبات، تتوثب وترتكسُ في الألسن منذ ثلاثين عاماً.. هذه هي الحقيقة.. فكم من شاعر هيأتْهُ مواهبه للفن الرفيع. وقال قصيداً بليغاً، ولكن سرعان ما تندّ بِه رغباته أو ظروفه عن "محراب الفن" فيتلاشى وينسى، وينسى الناس أنه كان شاعراً.
لقد التهمه الواقع وأصبح إنساناً كسائر الناس.
* * *
أستثني – ثلاثة أو أربعة – ممن يزحفون نحو الكهولة، وفيهم من أخلص لفنه، وظلت عينه تنظر في أعماق روحه، وفي أعماق فنه، وفي أعماق الكون.
وبين الخمائل طيور يمنية صغيرة ترسل أنغامها، ساحرة الشدو، رخيمة الإيقاع، حية الوجدان، آمل أن تظل في رياضها تستنشي من عبيرها الطَّيب وترشف من جداولها الصافية، وتصل ألحان نهارها بأنغام ليها.
* * *
وأخيراً.. لا بد من أن أرضي كبريائي؛ ولتخرس ألسن: ولتَنْحَطِم أقلام.
لقد قلتُ شعراً يستحق النشر.
وها هو ذا تحت أنظاركم يا شعراء اليمن وأدباءها.
قرظوه إن شئتم.. بالألسن.. أو بالأنياب..
إنه نفسي الأول..
وربما كان الأخير.
أحمد بن محمَّد الشامي
الحديدة: ربيع الآخر 1374هـ
ديسمبر 1954م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :960  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج