شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الأستاذ الدكتور راشد بن راجح الشريف عضو مجلس الشورى ورئيس نادي مكة الثقافي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
حقيقة ما استمعنا إليه من صاحب السعادة الأستاذ الفاضل الأديب البارع الشيخ عبد المقصود خوجه في هذه الكلمة الافتتاحية الرائعة يدل على إلمامه -حفظه الله- بواقعنا الثقافي الأدبي وما تعيشه الثقافة، لا أقول من أزمة، ولكن ما تعيشه من حاجة إلى تعاون وتضافر وتعاضد لكي نُبرز للآخر ما بهذه الثقافة العربية الإسلامية من كنوز ومعارف نفخر بها على مرّ التاريخ.
هي بادرة طيبة بلا شك، لا شك أني أعبّر عن نفسي ولا شك أن الإخوان سيتحدثون عن هذا الموضوع، فلذا لا أقول إني أتحدث بالنيابة عنهم، ولكني واثق من أنهم جميعاً يبادلونني الشعور بالترحيب بهذه المبادرة وبهذه الدعوة الكريمة من أخ كريم عرفته من فترة طويلة محباً للأدب داعياً إلى التعاون والتعاضد والتسامح والمحبة والحوار والرأي والرأي الآخر. وقد شرفت في 1408 للهجرة بتكريمه حفظه الله في منزله ولعلّه في مكان آخر، وكان العدد آنذاك محدوداً ولكني رأيته في كل لقاء يزيد ويزيد ويزيد، فهذا دليل ولله الحمد على نجاح "الاثنينية" ونجاح صاحبها في هذه الدعوة الكريمة. نعم سعادة الأستاذ، إخواني الكرام رؤساء الأندية وأصحاب المنتديات، وأصحاب الرأي والكلمة في هذا البلد الأمين، بلد الله الحرام الذي شرفه الله بدعوة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليه أفضل كتاب وهو القرآن الكريم: اقرأ بسم ربك الذي خلق (العلق: 1) في مكة المكرمة، في عاصمة الإسلام والمسلمين التي نحتفل في هذا العام بحول الله وقوّته بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية على مستوى الدول الإسلامية. وأطمْئن سعادة الشيخ أن الأندية الأدبية، وأتصور المنتديات الأدبية، كلها تسعى لتسهم بروافد نابعة من حبٍّ لهذا البلد الكريم، المملكة العربية السعودية وقيادتها الموفقة، أنها جميعاً تتعاون في سبيل إعطاء الأمة العربية والإسلامية والآخرين الصورة الحقيقية لهذه العاصمة المقدسة ولرسالتها الثقافية والدينية قبل ذلك، فقدّمت مكة المكرمة الكثير والكثير جداً للأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء، هي منبع الخير ومنبع الهداية، منبع الأخلاق، منبع إكرام الإنسان: ولقد كرّمنا بني آدم (الإسراء: 70).
حقيقة أيها الأخوة الكرام، اسمحوا لي أن أشكو بث الثقافة، بث الحزن على عدم كثرة روّاد المنتديات الثقافية والأندية الأدبية إلى حد ما، لا أدري هل الفضائيات قضت على الكثير من روّادها، أو أن هناك خللاً يحتاج إلى إصلاح، ولكني أطمئن الأخوة أن ما نسمعه من نداءات، بالأمس كنا نناقش في مجلس الشورى وضع نظام لرابطة الأدباء، اليوم في جامعة أم القرى جمعية الأدباء تناقش الأمر، الليلة في دارة الشيخ عبد المقصود خوجه نجتمع لنناقش مستقبل الثقافة وواقعها، وكيف نصلح هذا المستقبل والواقع. واسمحوا لي أن أعود وأقول -ونحن في بيت رجل من رجال الأعمال- إن المال مهمّ لدعم مسيرة الثقافة. ليس المال كل شيء، ولكنه شيء. لعلّكم تذكرون في العام 1418 للهجرة، عندما حضر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد -طيب الله ثراه- في مؤتمر الأدباء الثاني، وصرّح -رحمه الله- بموافقة خادم الحرمين الشريفين على مضاعفة إعانة الأندية الأدبية، وأنا واثق من أن سموه الكريم لم يتكلم إلا بعد أن تأكد من حال الأندية الأدبية وأن مكرمة خادم الحرمين الشريفين بدعم الأندية وبناء مقر لنادي مكة الأدبي الثقافي -الجميع يذكر هذا-، لا شك أن ذلك نابع من حرص هذه الدولة على الثقافة والأدب ورجال الثقافة والأدب. ما زلنا ننتظر.
قبل أسبوع قابلت معالي وزير الثقافة مصادفة في مناسبة في الرياض، وهو معالي الأستاذ إياد مدني، وقلت لا بد من جلسة مع معاليكم ومناقشة الواقع الثقافي في بلادنا، قال: مثل ماذا؟ قلت: مثل المساعدات التي تقدم للأندية المتواضعة جداً، وأيضاً نحتاج إلى تشجيع وإلى دراسة وإلى فحص، والحمد لله فالأندية الأدبية تقوم بدور جيد فيما أتصور، وإن كانت شهادتي فيها مجروحة، لكنها تقوم بدور جيد. البارحة كنا في أمسية شعرية أقامها أحد الأخوة مجدي الخواجي حول شعراء مكة المكرمة في العصر الوسيط وكشف لنا الكثير من تلك الكنوز الثمينة لتراث مكة المكرمة وشعراء مكة المكرمة والشعر الذي قيل في تلك الفترة في القرن السابع والثامن والتاسع وإن شئت فقل السادس والخامس. الحقيقة أن لدينا الكثير، لدينا تراث عظيم. الإنجليز -كنت في بريطانيا- كيف كانوا يفتخرون بشكسبير، وجعلوا منه أديباً عالمياً. لدينا ولله الحمد شعراء وأدباء وكنوز وتراث عظيم. يا سعادة الأستاذ نحن جميعاً إذا تعاونَّا واعتصمنا بحبل الله وانطلقنا من تعاليم شريعتنا السمحاء ومن التراث الإسلامي الأصيل، إلى أفق ومستقبل زاهر بالتخطيط والتنظيم والتنسيق استطعنا أن نعمل الكثير والكثير جداً. أما إذا بقي كل واحد منا يعمل وحده منفرداً، فأخشى ما أخشاه ألا تكون النتائج مطمئنة. نشكر سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه على هذه الدعوة الكريمة، وعلى إتاحة هذه الفرصة الطيبة، وأنا حضرت اللقاء السابق في وزارة الثقافة والإعلام، وهي الوزارة التي تظلل الأندية الأدبية والمنتديات على ما أعتقد ولها دور كبير وأملنا في معالي الوزير كبير جداً. والتعاون وارد، ونحن نناقش ونقول ما نعتقد أنه الحق في خدمة تراثنا الإسلامي العظيم ونقدمه لأمّتنا وللمسؤولين في هذه البلاد. وأنا واثق جداً أن جميع الزملاء يسهمون بكثير من آرائهم القيّمة ومقترحاتهم الطيبة وطروحاتهم النيّرة حتى نستطيع أن نثبت للآخرين وللعالم أجمع أن هذه البلاد هي بلاد الدين والدنيا، بلاد الفكر الأصيل والثقافة العربية التي تنبع من تراثنا ومن عقيدتنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وشكراً لكم والسلام عليكم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1525  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 219 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.