شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ))
الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والجمال، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين، وصحابته أجمعين.
الأستاذات الفاضلات..
الأساتذة الأكارم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي أن أرحب بكم أجمل ترحيب في دارة الاثنينية التي تخطو بعد أيام في عامها الرابع والعشرين منذ انطلاقتها عام 1403هـ (1982م) شاكراً تلطفكم بالحضور، وتكبد مشاق السفر، والتضحية بوقتكم وراحتكم في سبيل الثقافة التي وهبتموها الكثير، وما زالت تتطلع إلى الأكثر، وأنتم القادرون عطاء، وبراً، وفضلاً إن شاء الله.. سعيداً بهذا اللقاء الذي هو تفعيل لما سعدت وشرفت به من حظوة في ورقتي التي قدمتها بعنوان (واقع المؤسسات الثقافية ومستقبلها) في الملتقى الثقافي الأول بمدينة الرياض خلال الفترة 11-13 شعبان 1425هـ الموافق 25-27 سبتمبر 2004م.. حيث أشرت إلى ما نحن بصدده من تفعيل لقاء الأستاذات والأساتذة الأفاضل أصحاب المنتديات الأدبية ورؤساء الأندية الأدبية لما فيه مصلحة الجميع تحقيقاً للهدف الأسمى الذي نسعى إليه جميعاً لخدمة الوطن والمواطنين.. انطلاقاً من الدور الذي يقوم به كل منكم بأعماله الجليلة وأفضاله الكريمة.
إن هذا اللقاء يؤطر ما يقوم به كل صاحب منتدى توسماً لما ينبغي أن يؤدي إلى الفائدة المنشودة، ويجمع الشمل حتى نكون على بينة مما يدور في الساحة الثقافية، لنتمكن بالتالي من تنسيق هذه الجهود وبلورتها وتعضيدها لبعضها البعض حتى يأتي عطاؤها أكثر مردوداً.. كما أن معرفة بعضنا البعض وجهاً لوجه بالإضافة إلى الأواصر الأخوية التي جمعتنا دائماً سوف تقود باستمرار إلى تقريب وجهات النظر وتحديد النقاط المشتركة للعمل على تنميتها، وصولاً إلى صعيد أكثر شمولية وإيجابية.. بالإضافة لما ينبغي أن يكون عليه التواصل مع الأندية الأدبية الثقافية وفق ما يطرحه جمعكم الكريم من رؤية تؤطر الاتجاهات الثلاثة: كيف؟ ومتى؟ وأين؟ ليكون حبل الود والعمل المثمر بيننا متصلاً بموجب آلية نتقيد بها جميعاً إن شاء الله.
كما أنه من الضروري ألا تذهب أعمال هذه المنتديات هباء ويتراكم عليها غبار النسيان بمضي الوقت.. فنحن إزاء عمل لن يتكرر لأنه رصد مباشر لجزء من تاريخنا الأدبي المعاصر، وحتماً تثبت الأيام مكانته في المستقبل ولاسيما بالنسبة للدارسين والباحثين والمهتمين بتطور الأدب وتاريخه في المملكة.. ولله الحمد نعيش الآن فترة خصبة بالنسبة للتوثيق تسجيلاً بالصوت والصورة، والأسطوانات المدمجة، والإنترنت، بالإضافة إلى الكتاب الذي يعتبر من أهم وسائل الحفظ والتوثيق وتداول المعرفة.
وأحسب أن بالإمكان التنسيق والتشاور والتعاون ليصل صوت المنتديات الأدبية لروادها الأفاضل بالإضافة إلى من لم يسعدهم الحظ بحضور فعالياتها أو من شط بهم المقام في ديار أخرى، فكلهم يجمعهم حب الكلمة، ولهم حقوق في ارتياد شطآنها والاستفادة من لآلئها.. وقد يرى جمعكم الكريم أن من أوثق الآليات للربط بين المنتديات وروّادها الأفاضل، ومن يهتم بالساحة الثقافية، إصدار مجلة شهرية أو فصلية، تعنى بشؤونها وتكون همزة وصل بينها، على أن يتم بحث أمور تمويلها وتحريرها وطباعتها وتوزيعها عن طريق جهة مختصة تقدم الدراسات الخاصة بذلك، ثم الشروع في العمل الفعلي من خلال العدد صفر وما يعقبه من إصدارات.. وبإذن الله فإنه من خلال التشاور والتواصل المستمر نستطيع عبور المحلية والإقليمية وصولاً إلى أروقة المنتديات الشقيقة في البلدان العربية والإسلامية.. تحقيقاً لواحد من أهم أهدافنا، وأعني الإسهام في وصول صوت المثقف السعودي إلى الموقع الذي يستحقه لما لهذا البلد من رسالة بدأت بـ "اقرأ" وستظل مرتبطة بنا كخير أمة أخرجت للناس.. تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. وما عليها من واجبات وما لها من حقوق بما حباها الله من مقدسات نحن مؤتمنون على صيانتها والحفاظ عليها وعلى مكانتها السامية في نفوس المسلمين أينما كانوا.. فالعالم ما زال في حاجة إلى ينابيع النور التي تشع من حلقات العلم والثقافة التي عمت الدنيا قاطبة.. معتبراً أن الدور الذي على عاتقنا لا يمكن إلا أن نعتبره دور ريادة خلقت لنا وخلقنا لها.. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لأدائه على خير ما يؤدي الرجال أماناتهم والوفاء بعهودهم، وإنّا إن شاء الله لهذا عاملون.
وأتمنى على جمعكم الكريم لتفعيل هذا الاجتماع بكل دقة والاستفادة من الوقت بالقدر المطلوب، أن تختاروا من ترون لرئاسة جلساته، وضبط الاقتراحات، وتحديد الوقت المتاح لكل متحدث حتى لا نترك الأمور على أعنتها، بحيث يمنح كل متحدث بحسب الأولوية فرصة 5-7 دقائق لطرح ما لديه، متحدثاً في 5 دقائق، ويقطع الميكروفون بعد إشارة ساعة ضبط الوقت للدقيقة السابقة.. وفي هذه الآلية حفظ لحق الجميع بكل يسر وسهولة إن شاء الله.. على أن نقدم في ختام الجلسات ورقة النتائج التي نأمل أن نطرح من خلالها مرئياتنا سواء المنتديات الخاصة، أو الأندية الأدبية الثقافية التي لها بطبيعة الحال لوائحها وأطرها المحددة، وبحث آلية الجسور التي تربطنا كمنتديات أدبية مع الأندية الأدبية الثقافية، وهذه فرصة طيبة للتشاور حول هذه المفاهيم وتدارسها مع بعضنا البعض.. وأتطلع أن تكون أفكاراً متجانسة لا تغفل الانفتاح الثقافي الذي يعيش أوجه في هذا العصر الذي ليس له بوابات دخول أو خروج غير مفاتيح الكمبيوترات التي أسهمت إلى حد كبير في تذويب الجدران الحديدية ووصول الكلمة أياً كانت للمتلقي في كل زمان ومكان.. ومن هذا المنطلق تأتي الدعوة للإفراج عن الكتاب حتى يتجاوز خطوط الرقابة التقليدية، ويصل إلى أيدي المثقف السعودي بكل يسر وسهولة، وبالتأكيد نحن ضد الإسفاف والكتاب الرخيص مضموناً وفكراً، والذي يمس ثوابتنا ودولتنا ورموزها بأي شكل من الأشكال.. بيد أن الرقابة الحقيقية ينبغي أن تنبع من داخل المثقف لأنه هو القادر بما لديه من علم وفضل على تمييز الغث من السمين، وبالتالي الدفاع عن الحق وبيان قوته ومكامن أهميته في حياة الناس، وفي ذات الوقت دحض الافتراءات والأكاذيب وكشف عوراتها ودناءة من يقف وراءها.. ومما لا شك فيه أن هذا لن يتم في المقام الأول إذا كان الكتاب أو مصدر المعلومة محجوباً عن المثقف، فالحكم على الشيء فرع من تصوره، إذا لا بد أن يتم الإفراج عن الأصل حتى يستقيم الأمر وتأخذ المواضيع حقها من التحليل والدراسة، قطعاً لدابر الشك والإشاعات المغرضة.
ويذكرني هذا الأمر بما كنا نقوم به قبل خمسين عاماً في المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر قبل قيام وزارة الإعلام، التي شملت مؤخراً الجانب الثقافي.. حيث كنا نسمح للمثقفين باقتناء الكتب التي يحضرونها معهم من الخارج، أو التي تردهم بشكل خاص، لأننا على ثقة بأن المثقف السعودي يتحمل مسؤولية الكلمة، وهو القادر على تقييمها واتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على هذا الكيان من مسببات التشويش، ولن يتم ذلك بالانغلاق إطلاقاً.. بل الانفتاح ثم الانفتاح هو الطريق الأمثل لإحقاق الحق، ذلك أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، أما الزبد فيذهب جفاء.
كما أنه من الضروري تجاوز مرحلة الحصول على إذن للأستاذات والأساتذة الأفاضل الذين يستعان بهم لإلقاء محاضرات في الأندية الأدبية، فقد ائتمناهم على فلذات الأكباد، فكيف لا نسعى إلى الاستفادة من علمهم وفضلهم والتحاور معهم في جو معافى لتدارس شؤون وشجون الساحة الثقافية.
من ناحية أخرى أتمنى أن تجد المنتديات الأدبية مساحة مناسبة في جميع وسائل الإعلام، بدلاً عن التعتيم الذي لا يخدم قضايانا الثقافية، ويهدر مادة متاحة يمكن أن يفيد منها المتلقي بدون جهد كبير، وتشكل قاعدة ثقافية ومعلوماتية وتوثيقية لجانب مهم من تاريخنا الأدبي المعاصر.
كما أحسب أنه من الضروري التنسيق بين المنتديات الأدبية والأندية الأدبية الثقافية للاستفادة القصوى من الضيوف الذين نحظى بلقائهم خاصة الذين يشرفوننا من خارج المملكة بإتاحة الفرصة لهم ولمجتمع المثقفين من لقائهم في بعض مدن المملكة للتعرف عليها من خلال تلك الزيارات، بالإضافة إلى الاحتكاك بمختلف ألوان الطيف الثقافي، وتمتين أواصر المحبة والتلاقح الفكري، والعمل في ذات الوقت على تبادل الزيارات مع نظرائنا في الدول العربية الشقيقة، توثيقاً لعرى التعاون لما فيه خير الثقافة والفكر.
وأود الإشارة إلى أن كل ما أوردته آنفاً مجرد أفكار وآراء قابلة للزيادة والنقصان والحذف والتعديل، والأمر متروك لجمعكم الكريم للتشاور بما يؤدي إلى الهدف المنشود وفق آلية الحوار وضوابطه التي أشرت إليها سابقاً.
ومما لا شك فيه أن صديق الجميع معالي الأستاذ السيد إياد مدني، وزير الثقافة والإعلام، على قدر كبير من الشفافية والالتصاق الوثيق بهذه الشريحة التي تمثل رأس الرمح في الدفاع عن مكتسبات الوطن.. وسنجد من معاليه، مدعوماً بأركان وزارته، كل عون ومؤازرة وتفهم للقيام بواجبنا تجاه الوطن والمواطنين.. فمعاليه كما تعلمون قد تميز بما له من عطاء طويل في دروب الكلمة، وتعامل ثري في حقل الثقافة، إدارة، وتحريراً، وإبداعاً، أسهم بقدر كبير في الحراك الثقافي الذي نشهده اليوم.. وآمل أن يقرر جمعكم الكريم الطريقة التي ترونها مناسبة للقاء معاليه، وفي ذات الوقت نتطارح معه الأفكار ونستشرف الإطار الذي يتم من خلاله الاجتماع بمعاليه لطرح ثمرات هذه المشاورات التي نسعد بها.
ختاماً أود التأكيد على أن "الاثنينية" ظلت دائماً وأبداً بعيدة كل البعد عن الخوض في غمار السياسة والمذهبية والعرقية وتصفية الحسابات ومسائل الدين الذي هو عبادة وأسلوب حياة أمر بها الحق سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا مكان لتحويره والالتفاف حوله لأي غرض آخر.. وهذا من أهم الأسس التي سارت عليها "الاثنينية" وحققت ولله الحمد ما أمكن من إنجازات وفق هذا الخط الواضح الذي لن نحيد عنه بإذنه تعالى.
اللَّهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.. متمنياً لكم إقامة طيبة، ومداولات موفقة، ونتائج ملموسة تثمر ما نتطلع إليه بكل وضوح ومسؤولية.. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1274  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 218 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.