شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي ))
عبد اللَّه الصالح العثيمين
نفحة وجد.. سرى بها صبا نجد
- أ -
التقيت به غير مرة في أبهاء متوهجة بتاريخ منبته نجد اليمامة،،
كنت كلما دخلت عليه أبهاءه ألفيته مُكِبًّا، في جد وعزم، على صحائف وأسفار، يستخرج من بطونها ما تكتنزه من أمس الجزيرة، يُضِوّئهُ، ويُضَوِّئُ به يومها.
كنت إذا خرجت من عنده ازداد قدره في عيني سمواً وعلواً،
أَلأَنَني رجلُ يأخذ التاريخ بلبه، ويأخذ عمل الذين يجيدون حفرياته، بلبه؟ ربما!
لكني -أصدقكم القول- كنت أجد لكل لقاء يجمعني به في أبهاء التاريخ حلاوة لا أفتأ أتلمظها!
لكن أحلى لقاء به وأعذبه كان يوم؛ بل أيام الاحتفال بتكريم الأمير الشاعر عبد الله الفيصل.
كان ذلك في ربوع (أبها) البهية.
ثمة..
استكشفت في عالم العثيمين أفقاً، سحر عيني!
دنوت من أفقه مأخوذاً بمفاتنه.
رأيته أفقه يغفو، في حضنه، منتشياً ببوح الفراشات.
ورأيته يستيقظ في حضنه، على همس السواقي، تحلم بمودة الغائب!
هنالك،،
رأيت العثيمين يسكب في النفوس، قبل الآذان، سحراً حلالاً من عطر رشتـه به صباحات دمشق البنفسجية!
هنالك،،
ساءلت نفسي:
كيف تعانق التاريخ والشعر في عباءة العثيمين؟
بعيداً عن مقولات فلاسفة التاريخ وتنظيرات نقاد الشعر أقول لكم:
يتعانق التاريخ والشعر:
إذ يتوهج الوجد في الحنايا،،
إذ يأرج العشق في الطوايا،،
من وهج الوجد بالأرض التي أقلَّت، حيث مساقطُ الغيث تعشب بها أحلام اليمامة تدفق التاريخُ في فكر العثيمين.
من أرج العشق، عشق الجمال حيثما تجلى، فار الشعر وانبجس في وجدان العثيمين..
 
- ب -
اطلع العثيمين على وقائع تاريخ منبته،،
استقى منها، شأن أولي الألباب، عبرة حَوَّلها إلى وعي بالتاريخ يحفز على النهوض والتغيير.
حول القصدين تمحورت قراءة العثيمين المؤرخ:
لخطاب الشيخ عبد الوهاب الإصلاحي،
لتاريخ نجد، ما تلألأ منه وما بهت.
لتجربة الوحدة التي لمت شتات الجزيرة وجمعت متفرقها.
لم يترك من الموارد، على اختلاف ألسنتها، مورداً إلا واغترف منه في بلورة تاريخ أرضه التي أنبتته، واستنطقه وحاوره:
ما دُوِّن باللسان العربي،،
ما كُتِب باللسان العجمي،،
ما جسَّده باللسان النبطي شعراءُ قصيدته من صور نجد،،
 
- ج -
سقى الله أرض اليمامة
هنالك،،
حيث ريح الخزامى وسلسبيل الحجيلاء،
هنالك،
حيث الجبال الشم تطاول منازل القمر، وإن منها لما يتفجر منه الأنهار، فلا محل ولا جدب!
هنالك،،
حيث الجبال الشم تناغي السحب في عنان السماء، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء عذباً صافياً تسيل به العيون جذلى، تخصب بعذوبتها الأنفس والآفاق.
هنالك، حيث يشمخ (طويق) الذي:
 
منه القوافي الفاتناتُ تبلَّجتْ
حوراءَ رائعةً تبرج في الحلى
 
تُطربك وتُرقصك إذ يشنف مسمعك الذين ضفروا أكاليلها بألوان قزح في سالف العصر والأوان: الأعشى، والحطيئة، وجرير، والفرزدق، وذو الرمة، ويحيى بن طالب اليمامي، وزياد بن منقذ، والعباس بن الأحنف..
وتطربك وتسبيك، الليلةَ، إذ يشنـف مسمعك وارثُ سـرِّ أولئك وحافظُ وُدِّهم عبدُ الله الصالحُ العثيمين.
أنصتوا إليه، كما أنصتُّ إليه ليلة (أبها) البهية، بمجموع حواسكم.
سيلقي، إذ ينشدكم من شعره، في عيونكم والنفوس، وهجه الملتهب!
أنصتوا إليه، كما أَنصت إليه ليلة (أبها) البهية، بمجموع حواسكم.
سيبثكم، إذ ينشدكم من شعره، بَوْحَه اللاهث، بهواه المكتوم!
أنصتوا إليه، كما أنصت إليه ليلة (أبها) البهية، بمجموع حواسكم،،
سيترع أحناءكم بريح الخزامى تعطَّرت بها أجواءُ اليمامة غِبَّ صَوْبِ غاديةٍ وغادية.
وعودا على بدء:
هذا عبد الله الصالح العثيمين،،
درسُه التاريخيُّ مُجلَّى،،
بوحُه الشعريُّ مُحلَّى،،
إنه..
نفحةُ وَجد.. تنفَّس بها صبا نجد!
 
عريف الحفل: ونختتم هذه الكلمات بكلمة أرسلها سعادة الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عضو مجلس الشورى، وهي في الحقيقة تحمل إضاءات جميلة أقرأها إن شاء الله عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :538  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 91 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج