شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر (1) ))
الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين..
الأستاذ الدكتور عبد الله صديق صدوق حميم، عرفته معرفة قريبة عندما كنا نعمل معاً في الجامعة، وكنت وكيلاً لها، وكان مديراً لمكتبي، وكان من حظي أن يكون في هذا المركز مثله، فقد قام بالعمل على خير وجه، وحمل عن كاهلي حملاً ثقيلاً، وشكّل في ذهني ما يجب أن يكون عليه مدير المكتب الناجح، فكان في خلقه وحسن تصرفه ما حبب المراجعين إليه، لحسن صلته بمن في أقسام الجامعة علمياً وإدارياً.
كان -حفظه الله- طموحاً إلى التزود بالعلم، فالتحق وهو على رأس العمل بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، وتخصص في التاريخ، فكان من حظي أني درّسته في السنة الرابعة منها تاريخ المملكة. وقد لاحظت مدى شغفه بالعلم، وتعلقه به، وحرصه على الغرف من أوعيته بما يتناسب مع شدة طموحه للمزيد، وهذا أدى به إلى التصميم ألا يقف دون أعلى الشهادات، فكان له ما أراد، وابتعث إلى بريطانيا، حيث التحق بجامعة أدنبره في اسكتلندا، وهي من الجامعات المتميزة، وحصل منها على شهادة الدكتوراه.
ثم عاد والتحق مدرساً بجامعته التي تخرج منها، جامعة الملك سعود، فكان إضافة ثمينة لهيئة التدريس بقسم التاريخ، وأهّلته بحقوقه المتعددة العميقة، إلى أن يصعد السلم العلمي فيها حتى وصل إلى درجة أستاذ.
لقد أخذه التاريخ إلى أحضانه، فصار حدباً على دراسة تاريخ المملكة بجوانبه المختلفة حتى أصبح في نظري المتخصص الأول فيه، ألّف فيه الكتب، ودبج المقالات الوافية الضافية في معلوماتها، المتنوعة في حقولها، المستوفية في بحوثها. وجاء في هذا الحقل بما هو جديد، وأتقن الاستفادة من المراجع فيه، سواء كانت شفهية أو مكتوبة، مطبوعة أو مخطوطة، جديدة أو قديمة، باللغة العربية أو غيرها، ولعلّه أول من ركّز على قطف الحقائق التاريخية من الشعر العامي، بعد أن أدرك أهميته مصدراً من مصادر الفترة التي يعالج حوادثها التي لم تطرق من قبل، أو طرقت بنقص أو ضعف أو خطأ.
لا أجرؤ أن أضع للناس رأياً تاريخياً عن المملكة ينقص من جهده العلمي، لمقدرته على الاستفادة من الوقت، وإتقانه الاستفادة منه، وبهذا ملأت كتبه رفّاً طويلاً من رفوف مكتبة المملكة العربية السعودية.
إن الأستاذ الدكتور عبد الله كفاءة علمية تفخر بها المملكة أمام نفسها ومجتمعها وأمام المجتمعات الخارجية. إنه مثال العالم في مقابلاته العلمية، وفي نقاشه، وهو حضاري في تصرفه، يجتذب ولا ينفر، ويقرب ولا يبعد، ويكسب ولا يخسر، خلقه دمث، وتصرفه جميل. سـدد الله خطاه، ومنّ عليه بالصحة والتوفيق.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :552  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.