شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ مصطفى عطار ))
لقد تحدثتُ إلى المسؤول منذ أكثر من خمسين ساعة، لكنه سوء الحظ، ولولا أن ضيف هذه الأمسية هو الدكتور عبد الله العثيمين لما حمّلتكم هذا العبء، ولكن للصداقة حقها وللعلم واجب التكريم والتقدير. كما قلت سأحاول أن أختصر وأسرع في القراءة. نحيّي في "الاثنينية" استقطاب واختيار النخب الثقافية والعلمية في بلادنا وفي خارجها لتنضم إلى عقدها المتلألئ على الدوام، فجزى الله صاحب "الاثنينية" على هذا الجهد المبرور، ثم إن فارس الليلة سعادة الأستاذ الجليل المؤرخ الثابت عبد الله العثيمين كما سمعتم واستمعتم إلى نتف من مسيرته العلمية الثرية مما يرفع الرأس ويورث التقدير الداعم والامتنان والاعتراف بالجميل من قبل المستفيدين من علمه وأدائه الأكاديمي، وحرصه على أن يهيىء لطلابه في جامعة الملك سعود مراجع جمعت فوعت، فقد بذل من الجهد الكثيرَ ليقدم أبحاثاً تاريخية وافية تمتاز بمراعاة أصول البحث العلمي والعمق وتغطية المنهاج الأكاديمي والاستجابة لكل الجزئيات، ولقد غطى بمؤلفاته تلك أجزاء تاريخية لحقب هامة من تاريخ شبه الجزيرة العربية وخاصة تاريخ الأسرة السعودية والملك عبد العزيز ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحكم آل الرشيد، ولتمكّنه من اللغة الإنجليزية وحياته في بريطانيا وفي الأوساط الأكاديمية العلمية مكتباتها الثرية وأرشيفها الموثّق سنوات عديدة فقد خدم تاريخ الجزيرة العربية بترجمة مراجع عن ظهور شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ومواد لتاريخ الوهابية للرحالة يوهان دوكهارت، وله أيضاً دراسة عن الخيل والإبل العربية قبل مائة وثمانين عاماً، ومن المصنفات الهامة والمراجع التاريخية الموثقة التي قام بتأليفها واحد من خيرة المؤرخين السعوديين ومن الذين خدموا في بلاط الملك عبد العزيز -رحمه الله- ما ينوف على تسع سنوات، ورافقه في رحلاته وخاصة في تأديب العصاة، ذلك هو سعادة الشيخ المرحوم محمد عبد العزيز المانع. فقد وضعه باللغة الإنجليزية للقارئ الغربي لإيضاح التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية وقام بترجمة هذا السِّفر القيّم دكتورنا المؤرخ بن عثيمين، ولقد كانت ترجمة أمينة ورائعة ودللت على علو كعب فارس الليلة في لغة الإنجليز، لقي رواجاً طيباً في بريطانيا حتى كادت طبعته الأولى تنفد في بضعة شهور، ولقد قامت دار النشر التي تولّت نشر الكتاب بدعوة الدكتور عبد الله وأقامت له حفلاً بهيجاً على شرفه، فقدمته لجمهورها من العلماء والمؤرخين البريطانيين وغيرهم، والكتاب طُبع في ورق صقيل بلغت صفحاته 400 صفحة، وقامت دارة الملك عبد العزيز بتوزيعه من أكثر من عشرين عاماً، وكان لمعالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ وزير المعارف آنذاك فضل في أن تكون نسخ كثيرة في دارة الملك عبد العزيز وتُوزَّع على الطلاب الجامعيين وعلى أساتذة التعليم العالي، والدكتور العثيمين هو واحد من كبار أساتذة جامعة الملك سعود وقد نال درجة الأستاذية منذ سنوات، واختارته الجامعة ليكون من أعضاء المجلس العلمي الذي يتولى تقويم أبحاث أعضاء هيئة التدريس وترقياتهم العلمية بل وتعيينهم كأساتذة في هيئة التدريس في كليات الجامعة وأقسامها العلمية. وبعد، أجدني مضطراً أن أنحي حديثي هذا إليكم بعد أن اقتطفت زهرات يانعات من مشوار حياته الحافلة، وإن أنسَ لا أنسى خصيصة أخرى لسعادته، فهو شاعر فذ لشعره طلاوة وحلاوة. يشارك في بعض الأمسيات الراقية، وكما يجيد قول الشعر الفصيح فهو أيضاً يرسل الشعر النبطي الجميل، ولقد شهد له بذلك سمو الأمير خالد الفيصل في حفل تكريم جائزته في أبها قبل سنوات حضرنا مع سعادة الضيف الجليل. وقد حضرت في أمسية شعرية من سنوات في أبها مع معالي الشاعر اليمني الكبير الشيخ أحمد الشامي، وكان محل تقدير الجميع معالي الدكتور عبد الله العثيمين، والدكتور ذو روح خفيفة وصاحب نكتة ويمتاز بلين الجانب، ومن ظرفه أن يقدم بعض المستحقين لجائزة الملك فيصل العالمية بأبيات من الشعر الرصين، واستحق منصبه المرموق عن جدارة، إذ حلّ محلّ الدكتور أحمد الضبيب الذي نُقل مديراً لجامعة الملك عبد العزيز، وشكراً لكم على إنصاتكم، وشكراً لأخي أبو محمد سعيد الذي أعطانا هذه الفرصة وأرجو أن أكون قد اختصرت وشكراً لكم على إصغائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :515  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.