شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ حمد عبد اللَّه القاضي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، أسعد الله مساءكم أيها الأعزة والعزيزات في هذه الليلة الجميلة. أعدكم بأني لن أطيل ولكني سأتحدث عن المحتفى به على شكل برقيات. وقبل أن أتحدث عنه أقول إنني أجيء لمثل هذه الليلة وغيرها من الاثنينيات عندما تسمح ظروفي لسببين أولهما أن ألتقي بصاحب هذه "الاثنينية" بخلقه الكريم ووجهه الباسم وهذه الوجوه الكريمة الطيبة. وكم يسعد الإنسان عندما يلتقي بأحبائه ويراهم في وقت انشغل فيه الإنسان وحتى وهو في مدينته لا يرى الكثير من أحبائه، فلعلّ من إيجابيات مثل هذه الاثنينية أن نلتقي دائماً على الخير والمحبة ومن أجل هذا الوطن الأغلى، أما السبب الثاني فهو أنني جئت لأحضر وأشارك في تكريم الأستاذ عبد الله ابن صالح العثيمين. كما قلت فإني لن أطيل سأتوقف وقفات سريعة حول المحتفى به في هذه الليلة، والحق أن الإنسان يحتار عندما يتحدث عن الأستاذ الدكتور عبد الله العثيمين في جانبه كإنسان أو كشاعر أو مؤرخ أو مسؤول، في الجانب الإنساني كل من عرف الدكتور الأستاذ عبد الله العثيمين يجعلك في حيرة عندما تتعامل معه، فالإنسان عادة ما يضيق ويتعب مع الإنسان عندما يكون متكبراً، لكن الأستاذ الدكتور عبد الله العثيمين أنت تتعب من تواضعه وكل من رافقه أو سافر معه أو زامله يحس بذلك، فأستطيع أن أقول إن مفتاح شخصيته هو البساطة والتواضع، دائماً أفكر في مثل هذه الخصلة وهذه الشيمة في أمثال هؤلاء الرجال الناجحين البارزين وأقول إنهم عرفوا حقيقة الحياة فكانت فلسفتهم فيها أن ينظروا إليها أنها أقل من أن يكونوا متكبرين أو متغطرسين فيها، ولعلّ إيليا أبو ماضي اختصر واختزل هذه الفلسفة عندما قال:
نسي الطين ساعة أنه طيـ
ـن حقير فصال تيهاً وعربدْ
يا أخي لا تمل بوجهك عني
ما أنا فحمة ولا أنت فرقدْ
 
ولعلّ هذا هو منطلق ضيفنا في شيمة التواضع والبساطة التي يعيشها ويتعامل معها.
النقطة الثانية، وهي أن العنوان العريض والمفردة الأهم في عطاء هذا الإنسان هو الجانب التاريخي, يظل شاعراً ويظل أديباً ويظل كاتباً مسؤولاً، ولكن الجانب الأهم في الواقع هو عطاءاته التاريخية، حسْبه أن كتابه "تاريخ المملكة العربية السعودية" طُبع ثلاث عشرة مرة، وهذا دليل نجاح هذا الكتاب والإقبال عليه في زمن قلّ فيه القارئون وزهد الناس عن الكتاب، وأتمنى أن يواصل تاريخه في خدمة تاريخ بلادنا المملكة العربية السعودية، وبخاصة في مثل هذه الظروف حيث نحن في حاجة إلى أن نبرز تاريخ المملكة العميق، تاريخها في التسامح، تاريخها في التعامل، ولعلّه يواصل تصدّيه لتاريخ بلادنا.
الجانب الآخر لن أتحدث عنه، فقد كفاني الدكتور حسن الهويمل الحديث عنه، وهو الحديث عن شاعريته، فقط أطلب من الدكتور عبد الله أن يتحفكم ببعض قصائده العربية أو النبطية، ومن حضر بعض الأمسيات في داخل المملكة وخارجها يجد أنه يشد الحضور بهذه القصائد إبداعاً وإلقاء. في جانب الكتابة الدكتور عبد الله يكتب في صحيفة "الجزيرة" ويلاحظ المتابع لكتاباته أنه يعيش الهم القومي والإسلامي والوطني في كل حرف يكتبه، وتحس بذوب صدقه وهو يسطّر حروفه. لن أطيل في زمالتي معه أو صداقتي له، أنا عرفت الدكتور عبد الله في عنيزة وكان يكبُرنا وكانت له قصائده وعطاءاته وكنا نُكبره ونحس بصدقه منذ ذلك الوقت، واستمر هذا الصدق في عطائه وفي صدقه وفي كتاباته للتاريخ. سعدت أيضاً بزمالته في مجلس الشورى، وقد لاحظت أنه عندما يتحدث أو يداخل -وقليلاً ما يفعل ذلك- تحس بصدقه من جانب وبأنه لا يتكلم إلا في الجانب الذي يهم المواطن في حياته وفي معيشته، وهذا هو المطلوب من كل واحد يكون مسؤولاً أو مؤتمناً على أمر ما، بقي جانب آخر: أبو صالح له جانب الظرفة والطرافة، ومن يتعامل أو يسافر معه لا يسأم منه عندما يروي بعض الطرف أو الحكايات التي تثري المجالس وتسرّي عن الحضور، ولعلّ هذا الجانب يخفف أو يريد أن يخفف به من شجونه وشجون من يحضرون جلساته أو يتعاملون معه، شجونه بسبب التحديات والحملات التي تواجه بلادنا وتواجه أمتنا العربية والإسلامية والتي لا أحسب أنها تعيش تحديات ومصائب مثل التي تعيشها في هذه الفترة ولكن عندما يشتد الليل يشرق الفجر بحول الله. أخيراً أختم كلمتي الارتجالية ببيت شعر للمحتفى به يقول فيه:
إن كنت عبّرت عما دار في خلدي
فما رميت ولكن الإله رمى
 
وسلام عليكم من رب غفور رحيم.
 
عريف الحفل: أحيـل الميكروفون الآن إلى سعادة المفكـر والأديب المعروف الدكتـور عبد الله مناع.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :502  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.