شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: سنلقي سؤالاً هنا قبل أن نحيل الميكروفون إلى السيدات. هذا سؤال من الأستاذ عدنان محمد حسن فقي، محامٍ ومستشار قانوني يقول:
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أين يجد سموكم نفسه؟ هل داخل الجامعة من خلال عملكم الأكاديمي، أم في الشركة السعودية للأبحاث والتسويق من خلال عملكم الإداري.
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: طبعاً المرء يحنّ إلى الماضي، فيمكنني الآن أن أقول إني أجد نفسي في الجامعة وفي العمل الأكاديمي، ولو ذهبت إلى الجامعة أقول: بل في الشركة السعودية، في العمل الإعلامي. ولكن على المرء أن يبذل كل جهده في الموقع الذي هو فيه، بما أن هناك أشخاصاً وضعوا فيك ثقتهم وأملهم، فأنت لا بد أن تصبّ كل جهودك في هذا العمل، بغض النظر عن رغبة الإنسان الشخصية. أما عن رغبتي الشخصية فبصراحة لا هذه ولا الأخرى.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذة نبيلة محجوب، كاتبة سعودية:
شكراً للوجيه عبد المقصود خوجه على هذه الدعوة الكريمة، وتحية للأمير الشاب وهو في مقتبل العمر، ولديه كل هذه الإنجازات. حقيقة أنا فخورة به وبكل الشباب الذين بلغوا هذا المستوى العلمي الراقي، لكن ذكر قصة الأديب أنيس منصور واستكتابه في صحيفة الشرق الأوسط نكأت لدي جرحاً قديماً كلما أطلع على الصحافة السعودية التي تعتبر صحفاً دولية، أجد أن أكثر الكتّاب غير سعوديين، لا نعرف كيف الوصول إليكم، كيف نصل إلى الشرق الأوسط، والحياة، وحتى جريدة الوطن متعالية، هل هو تعالٍ على الكاتب السعودي، الحقيقة الكل يعلم أن لدينا قصوراً في وجود الأب الروحي الذي يتبنى الموهبة، وكيف للموهبة أن تظهر إذا لم تتح لها الصحف السعودية المساحات حتى تبدع؟ أحب أن أحيل اعتراضي إلى سمو الأمير وهو رئيس المجموعة السعودية كي يخفف قليلاً من هذا التواجد الكثيف للأقلام غير السعودية ونحدث لها مساحة قليلة. وشكراً.
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: شكراً، عفواً نسيت السؤال المتعلق بالكتّاب المنافحين عن الولايات المتحدة، إذا جازت التسمية. أعتقد أن هذا انطباع عام وليس دقيقاً. أتمنى على الأخت السائلة أن ترجع إلى مقالات الشرق الأوسط للعام الماضي وتعمل لها ما يسمى بتحليل المضمون بشكل سريع، أعتقد أنها سوف تفاجأ بالنتيجة. بعض الكتّاب البارزين اثنان أو ثلاثة لهم بالفعل وجهة نظر يبدو للوهلة الأولى أنها مؤيدة للولايات المتحدة، لكن هناك كتّاباً أعتقد ينتقدون الولايات المتحدة بشكل حاد. هناك مثلاً خدمة لـ "نيويورك تايمز" حيث تأخذ مقالات للشرق الأوسط منها أحياناً مقالات للكاتب الأمريكي توماس فريدمان. الواقع أننا نقول إن توماس فريدمان هذا ضد المسلمين وضد العرب، ولكن حين نقرأ مقالاته نجد أن كثيراً منها ينتقد سياسة إدارة بوش بشكل قاسٍ جداً في العراق وفي أفغانستان وفي فلسطين، وأنا لا أدافع عن توماس فريدمان، ولكن الانطباع العام السائد ليس بالضرورة صحيحاً. لست مع أن يكون كل الكتّاب أو معظمهم مؤيدين للتوجهات الأمريكية، كما لا أريد أن أتحول إلى منبر لمهاجمة موضوع بحد ذاته سواء كانت الولايات المتحدة أو حكومة أبو مازن أو علاوي أو غيرها. التوازن قدر الإمكان مطلوب. وفيما يخص الرأي في الشرق الأوسط، فالتوازن الجغرافي مهم، والتوازن الفكري مهم، لا يمكن أن يكون كل الكتّاب سعوديين ولا يمكن أن يكون كل الكتّاب مصريين ولا يمكن أن يكونوا كلهم لبنانيين، فنحن نريد أن نكون جريدة العرب الدولية الأولى، ونحن كذلك، ونريد أن نعزز هذا الموقف. عندما نبدأ الخوض في مسألة أن الكتّاب سعوديون أو غير سعوديين أو مصريون أو لبنانيون، هنا ندخل في أخطاء ارتكبتها وسائل إعلام كثيرة حاولت أن تنطلق نحو العالمية ولكن وجدت نفسها الإقليم أو الدولة، بكل أمانة. فهناك الآن وسائل إعلام فضائية لا تُحسَب عربية، بل هي لبنانية أو مصرية أو سعودية. فالواقع أنه لا يمكننا أن نحقق شيئاً، نحقق سعودة ونحقق انتشاراً عربياً ودولياً، هذا أمر مستحيل، لا بد أن يكون شيء على حساب شيء آخر، نتمنى أن يكون جميع الناس يريدون أن يقرؤوا مقالات حسين الشبكشي فحسب، فهذا أرخص بالنسبة للجريدة (يضحك). غير أنه ينبغي أن يكون إلى جانبه خالد القشطيني وسمير عطا الله، وغيرهما.. فالانتشار وتحقيق التوازن في هوية الجريدة الدولية أمر مطلوب. ولكن نحن مع الكتّاب السعوديين ومع رعايتهم ومع تدريبهم في المطبوعات كافة وليس فقط في الشرق الأوسط.
 
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه: السؤال الآن للسيدات، ولكن برجاء أن يكون مجرد سؤال لا مداخلة اختصاراً للوقت وإعطاء فرصة أكبر للأسئلة الموجودة لدينا.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذة خزيمة العطاس، من جريدة عكاظ:
سمو الأمير، تتويجاً لإمبراطورية الشرق الأوسط أو المجموعة، هل لديكم تطلع -ونحن نأمل أن يكون هذا التطلع منطلقاً من المجموعة- لإيجاد مركز للترجمة، خاصة أن هناك تراجعاً في ترجمة الثقافة وكثير من الإبداعات العربية التي تستطيع من خلالها أن تخاطب الآخر في ظل أزمة مخاطبة الآخر. فهل لكم توجه في هذا المنحى، ونتمنى أن تهتموا بهذا الجانب، وشكراً.
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: شكراً للأخت. في الواقع موضوع الترجمة مهم جداً. ونحن نبحث عن وسيلة قد تكون مؤسسية لتعطينا هذا الإنتاج الكبير من الأعمال المترجمة على مدى مستمر. المترجمون كثر، وبأسعار زهيدة وبرواتب قليلة، ولكن النوعية الجيدة العالية صعبة. فهذا عمل نحاول الآن تعزيزه والتعاون فيه - هنالك جهات قد لا تكون صحفية بالدرجة الأولى ولكن يهمها موضوع الترجمة. هناك جهات بحثية أيضاً في بعض الشركات التي تترجم لبرامج الكمبيوتر نحن على اتصال بها دائماً لإيجاد وسيلة ليكون هناك مركز أو أكثر من مركز للترجمة لأن هذا الموضوع مهم جداً.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبده خال يقول:
سمو الأمير مساء الخير على رأي الفنان الكبير محمد عبده. ثمة ملاحظة أن كثيراً من الوسائل الإعلامية ذات رأس مال سعودي سواء كانت مرئية أو مكتوبة. هذه الوسائل الإعلامية تغيّب الأدب المحلي والثقافة المحلية وتتعامل مع أدبائنا كعمال التراحيل. من وجهة نظر سموكم، هل غياب المثقف السعودي عن هذه الوسائل التي تمثل نافذة على الآخر تتعامل مع المثقف السعودي على أنه هامش كون من يدير الثقافة ويشرف عليها يمثلون المركز؟
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: في الواقع أنا لا أستطيع أن أتحدث بالنيابة عن وسائل الإعلام الأخرى، لكن هناك ظاهرة قد تكون معاكسة لهذا الانطباع وهي استقطاب بعض الوجوه السعودية لتقديم برامج معينة لترويج تلك القناة في السعودية. على سبيل المثال، قناة دبي الآن عندها برنامج لداؤد الشريّان (كاتب سعودي)، العربية عندها الأخ تركي الدخيل. أحد ضيوف "الاثنينية" اليوم يتكلم الآن مع قناة أخرى، لا أود ذكر اسمه. إذن هناك الآن استقطاب لأسماء سعودية مثقفين وكتّاب للدخول في المجال التلفزيوني من وسائل قد لا يملكها سعوديون ولكنها تكون عربية أو قد لا يمكلها سعوديون أصلاً. طبعاً الغرض من هذا هو الترويج الإعلامي. ومعروف أن السوق السعودي هو السوق المستهدف في سوق الإعلام. وعندما يكون هناك برنامج معروف علمياً عن طريق الدراسات واستطلاعات الرأي التي تقوم بها شركات الإعلام، ويمتلك البرنامج نسبة مشاهدة كبيرة في السعودية، يبدأ الطلب الإعلاني على هذا البرنامج يزيد وبالتالي يزيد دخل القناة الفضائية. ونلاحظ أن المذيعين في التلفزيونات اللبنانية الفضائية يقولون مثلاً: نبث بتوقيت الرياض أو بتوقيت مكة أو توقيت السعودية. طبعاً الغرض هو استهداف السوق السعودي. قد يكون هذا انطباعاً أولياً، ولكن هناك حركة عكس هذا التيار الذي كان قد نشأ منذ حوالي ست أو سبع سنوات..
عريف الحفل: سؤال من السيدات.
زينب غاصب: يعاني المثقف السعودي من قلّة انتشار الأدب السعودي سواء داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها. وبما أن شركتكم تقوم بتوزيع الكتاب، ولكنها -كما قيل لي- تشارك الإنسان ربحه كثيراً، خاصة المؤلف. فأنا أتمنى، من منطلق خدمة الكتاب السعودي، لو أن شركتكم تتبنى طباعة الكتب السعودية عموماً ونشرها وبالمقابل إعطاء المؤلف حقوقه كاملة. وشكراً.
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: بحسب علمي فإن شركتنا قد توقفت عن توزيع الكتب منذ عدة سنوات، ولا تدخل في مجال الكتب لأسباب لا أعلمها، ولكن بناء على اقتراح الأخت السائلة سوف نعيد النظر في هذا الموضوع إن شاء الله، مع العلم بأننا مع تشجيع الكتاب والمؤلف وإعطاء كل ذي حق حقه وفق العرض والطلب في السوق. لا نأخذ أكثر من الموزعين الآخرين ولا أقلّ منهم. وسوف ننظر إن شاء الله في تفعيل النشاط في مجال طباعة الكتب وتوزيعها.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ إحسان صالح طيب يقول:
سموك الكريم عضو في جمعية رعاية الأيتام ومسؤول عن الاستثمارات وأيضاً الأبحاث. ما هو نصيب الأبحاث المتعلقة بمشكلات ذوي الظروف الخاصة اللقطاء، وكيفية مواجهة الظاهرة التي أصبحت مشكلة؟
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: في الواقع لقد ازداد الوعي في مجال التبرعات بشكل إيجابي وبشكل رشيد. في السابق كان التبرع أن تبني مسجداً، ولاّ تطعم فقراء. الآن بدأ المتبرعون يتبرعون للبحوث العلمية وللدراسات في المجالات العلمية والاجتماعية أيضاً. فمن أهداف جمعية رعاية الأيتام في الرياض وأيضاً مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة هو تطوير البحث العلمي في هذا المجال. فهناك ميزانية مرصودة الآن في جمعية الأيتام عن طريق التبرع من أحد رجال الأعمال لحصر حالات من يعتبرون أيتاماً بحسب التعريف الذي حددته الجمعية، ذلك أنه ليس كل من توفي أبوه أو أمه يعتبر يتيماً إذا كان من أسرة ميسورة لا يدخل في هذا التعريف. إنما الطفل الذي لا تستطيع أمه أو عائلته أن تنفق عليه تتولى الجمعية أمره. فلا يوجد لدينا حصر دقيق للأرقام أو حصر للظاهرة ومسبباتها بشكل أساسي. ولذلك سأكون غير دقيق إن أجبت جواباً محدداً عن هذا السؤال دون الرجوع إلى المعلومات التي باتت تتراكم لدينا. ونشكر الإخوة رجال الأعمال الذين تبرعوا لعمل بحثي بالدرجة الأولى وليس عملاً استهلاكياً لمواد غذائية وغيرها.
عريف الحفل: سؤال من السيد عثمان مليباري يقول:
سموكم في منتدى أدبي عريق يحج إليه جمع من الأدباء أسبوعياً. لذا أرجو من سموكم الإفادة عن صدور مجلة أدبية في مستوى رسالة الزيات وثقافة عبد العزيز الدسوقي من قبل مجموعة الأبحاث خاصة أن شركتكم أصدرت أكثر من مطبوعة مع جريدة الشرق الأوسط اليومية.
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: الهدف من إصدار مطبوعة جديدة مستقلة هو في الغالب هدف تجاري. وما يصدر أحياناً هو ملاحق في داخل الصحف. المطبوعة مرتبطة بصحيفة محددة لتعزيز الصورة أو الانطباع العام في هذه الصحيفة أو تلك المجلة. وهذا النشاط الأدبي بالتحديد قد يخرج عن الأهداف التي حددها مجلس الإدارة الذي معي أحد أعضائه الأخ عبد الله باحمدان لميزانية 2005م. فلو قلت للأخ باحمدان إني أريد إصدار مطبوعة تكلّفني مليون ريال لدفعني إلى تقديم استقالتي من المجموعة (يضحك). ونحن نحاول إن شاء الله أن نسهم بقدر الإمكان في المجال الأدبي والعلمي من خلال مطبوعاتنا، وإذا استطعت أن أقنع الإخوان بإصدار مجلة أدبية السنة القادمة فسوف أسعى إلى ذلك بإذن الله.
عريف الحفل: سؤال من الفنان والمصوّر الأستاذ خالد خضر يقول:
الصورة هي المادة الوحيدة التي تجمّد الزمن. والشركة وصلت إلى معظم أنحاء العالم. أين أنتم من تبني الفنان السعودي الذي يحمل مجموعة صور عن الوطن من إقامة معارض إما أن تكون مشتركة أو فردية لتوضيح ونقل الواقع إلى الغير؟
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: في الواقع نحن مقصّرون جداً في مجال فن التصوير والتصوير الصحفي. في مجلة مثل "نيويورك" أو (Time Magazine) أو (Geographic National)، نجد أحياناً أن عقد المصور الصحفي يتجاوز عقد أكبر كاتب أو ربما مدير تحرير لإبداعه وقدرته على أداء هذه المهمة بشكل جيد. نحن متخلفون جداً ومقصّرون جداً في هذا المجال. وسوف نعمل إن شاء الله على تطوير هذا العمل بالتعاون مع الإخوان رؤساء التحرير. فالواقع أن هذا المجال مهمل جداً، ولدينا كفاءات، فليس المشكل قصوراً في الكفاءة ولكن نحتاج فقط تدريباً وتطويراً. فإن شاء الله سوف نعلن في أقرب وقت عن مبادرة من المجموعة السعودية في مجال التصوير الصحفي.
عريف الحفل: سؤال من الكاتبة سعاد عثمان:
بما أننا تكلّمنا عن التسويق، فإنني أتمنى أن ينشط التسويق للكتاب السعودي، بحيث إن شركات التوزيع أصبحت تعمد إلى توزيع المجلات والجرائد وأهملت الكتاب، وأنا لا مانع لدي أن تأخذ شركة الأبحاث نصف المكسب، ولكن في مقابل توزيع الكتاب السعودي خارجياً بدل أن يوزَّع فقط في المملكة.
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: أود أن أتعرض إلى ظاهرة أكبر وهي انخفاض الطلب على الكتب بشكل عام. هناك انكماش حاد في سوق الكتاب العربي ما عدا الكتاب الديني، حيث لا يتجاوز عدد النسخ بالنسبة لأفضل كتاب 3000 نسخة في طبعته الأولى بحسب المعلومات التي وردتني. ومن غير الممكن أن تقبل مطبعة بطباعة أكثر من 3000 نسخة لكتاب، ويندر أن يطبع كتاب أكثر من طبعة واحدة في الخمس أو ست سنوات الماضية. وهذا يقودنا إلى موضوع آخر، وهو دور المثقف الذي عهدناه في السنوات والقرون الماضية. قرأت كتاباً للدكتور عبد الله الغذامي، صدر قبل شهرين، عن التلفزيون وثقافة التلفزيون، أعتقد أن اسم الكتاب "تحليل ثقافي" أو شيء من هذا النوع، لا أذكر عنوانه بالضبط، ولكن الكتاب يتحدث عن ماذا أصاب المثقف والنخبة الثقافية في العالم العربي بعد ظهور القنوات الفضائية والإنترنت وصعود ما هو شعبي في مقابل انخفاض الطرح النخبوي على المستوى العربي. فالانتشار الأكبر والأسرع هو للطرح الشعبي السريع الـ (News Bulltin) الذي تطلع فيه خلال دقيقة أو دقيقتين، وليس للكتاب النخبوي. فهذا يطرح تساؤلات كبرى قد يكون هذا مجال الحديث عنها اليوم، عن دور النخبة العربية اليوم مقارنة بما كانت عليه في عصور عهدناها في الستينات أو السبعينات من القرن الماضي. فنحن نتكلم عن المثقفين ودور المثقف وكأن المثقف هو مثقف سنة 1960م أو 1955م. الوضع الآن اختلف تماماً. هناك انخفاض على الكتاب بشكل عام وليس فقط الكتاب السعودي، لكن في الواقع لست أدري عن الأنشطة التي تدور في معارض الكتب لأن هناك معرضاً دائماً للكتاب في مدن المملكة. على سبيل المثال، هل بعض الجمعيات الثقافية أو النوادي الأدبية هل تتبنى معرضاً دائماً للكتاب وتشجيعه والترويج له. أنا لا تحضرني هذه المعلومة.
عريف الحفل: الأخوان حسين أبو راشد وأحمد مغربي يسألان:
لماذا تم نقل الكاتب عبد الله باجبير من جريدة الشرق الأوسط إلى "الاقتصادية"، وهل يعتقد سمو الأمير أن البديل أفضل؟
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: طبعاً الأستاذ عبد الله باجبير صديق عزيز وانتقل من بيت إلى بيت، وأنا لست معنياً بهذا الموضوع، فرئيسا تحرير "الاقتصادية" و "الشرق الأوسط" تحدثا عن الأخ عبد الله واتفقا هذا الاتفاق. الواقع أني أقدّر الأخ عبد الله ومعجب به وبمقالاته. و "الاقتصادية" هي الآن في النمو خلال السنتين الماضيتين بالتحديد، والآن هي في طور الانتشار وتحتاج إلى كتّاب بمكانة واسم عبد الله باجبير للضرورة. لعلّ الإخوان يحبون أن يعلموا أنه بعد شهر أو شهر ونصف سوف تصدر طبعة خليجية يومية من "الاقتصادية"، للتواصل مع النخب الاقتصادية والسياسية في دول الخليج، وسوف تكون طبعة مختلفة في محتواها بشكل لا أقول جذرياً ولكن بشكل يتواءم مع السوق الخليجية، ومع رغبات واحتياجات القرّاء في دول الإمارات وقطر والبحرين والكويت. وهذه الصحيفة هي في طور التطور وتحتاج إلى دعم. ليس لدي ما أضيف، وطبعاً الأستاذ أنيس منصور ينبغي أن أتعرف عليه فيما بعد لأني لا أعرفه جيداً.
عريف الحفل: سؤال من الدكتورة سمر السقاف، عميدة جامعة الملك عبد العزيز:
الدكتورة سمر السقاف: كمجموعة، ما هي الخطط الموضوعة للشباب لتبنيهم بوجود قنوات حوارية مرئية ومسموعة ومكتوبة. نعرف أن نصف الشعب السعودي مؤلف من الشباب. فما هو الدور الذي تطمحون إليه فيما يخص الشباب ليكون صوتهم مسموعاً، ويتزامن مع حملة الوطن ضد الإرهاب من منطلق أن الحوار أهم شيء في تجاوز هذه المرحلة بإذن الله؟
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: أعتقد أن القنوات المخصصة للشباب والتي يأخذها شباب هي في تزايد. الإنترنت يديره شباب. الآن القنوات الإخبارية والرياضية أيضاً تكثف هذا العمل. الذين يتابعون القنوات بشكل منتظم قد يجيبون عن هذا السؤال أفضل مني، ولكن من ناحية المطبوعات التي تصدرها الشركة السعودية فنحن نؤمن بتدريب الشباب الصحفي بشكل أساسي وليس لنا خيار إلا أن ندرّب وأن نطور الموارد البشرية الموجودة عندنا. لو تفضلّ الإخوان بزيارتنا بحسب ما يسمح لهم وقتهم فسيجدون أسماء تقرأها: كتب فلان الفلاني من جدة أو من الرياض أو من لندن، وحين تقابله لا تتصور أن هذا الإنسان لا يتجاوز عمره الثالثة والعشرين أو الرابعة والعشرين، تتوقع أكثر من هذا. فالحمد لله عندنا نصيب كبير من الشباب ونتمنى التوسع في هذا المجال، ولكن طبعاً مع التدريب وصقل المواهب وليس مجرد الرغبة في توظيف الشباب على مستوى انخفاض المستوى التحريري.
عريف الحفل: الأستاذ منصور عطار يسأل:
هل هناك فكرة لدى أبناء الأمير سلمان لإنشاء كرسي باسمـه بإحدى الجامعـات لأي مجال بحثي؟
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: هناك مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وهذا المركز لا يهدف فقط إلى إجراء بحوث ودراسات تفيد المجتمع السعودي، ولكن الهدف عالمي، والاتصال بالجامعات ومراكز البحوث العالمية لدراسة أسباب ومسببات الإعاقة لدى الطفل قبل أن يولد يتجنبها، طبعاً كل شيء بأمر الله سبحانه وتعالى ولكن تنبئ كثير من الدراسات والإعاقة تبشر بالخير بأنه يمكن عندما تعرف بعض الأسباب ويكون العلاج في متناول اليد في أيام أو أشهر مبكرة من الولادة وأيضاً في فترة ما قبل الولادة هناك إمكانية للتدخل الطبي لتجنب حالات الإعاقة والتي سوف تخفض هذه الحالات بشكل كبير جداً. نتكلم عن 60 إلى 80٪ من حالات الإعاقة الموجودة الآن كان بالإمكان تجنبها لو أجريت الوقاية الطبية اللازمة. هذه البحوث التي بدأت الآن تنجزها مراكز الأبحاث، ومنها مركز الأمير سلمان. وأهداف المركز عالمية وليست فقط تخص السعودية، وظاهرة الإعاقة هي ظاهرة عالمية، ويتعرض لها الطفل الإنكليزي والكويتي والباكستاني والسعودي. فنتائج البحوث العلمية لا تعرف حدوداً إقليمية، فهي بحوث للإنسانية جمعاء. وكل جهدنا الآن مركّز في مجال هذه البحوث التي هي عمل نبيل جداً ويسدّ حاجة مهمة لأننا نعتقد -والجميع على الأقل يشاركني- أن حالة الإعاقة الموجودة عند الطفل في البيت تسبب إرباكاً ومشاكل لجميع أفراد الأسرة وليس فقط لهذا الطفل، وتكون عليهم أيضاً أعباء مالية إضافية، ويكون الفرد غير قادر بشكل كبير في المجتمع كما هو مطلوب. ونحن نركّز جهودنا على تأسيس هذا المركز وتثبيت دعائمه بشكل ينتظره الأطفال في جميع أماكن العالم. فليس هناك فكرة لإنشاء كرسي دراسات بشكل محدد. أعتقد أن البحوث العلمية ذات أهداف أعمّ وأشمل إن شاء الله..
عريف الحفل: سؤال من الدكتورة أميرة النمر، مدرّس إعلام من جامعة عين شمس بمصر:
الدكتورة أميرة النمر: من الملاحظ تزايد نسبة إقبال الشباب على الإنترنت. وفي المقابل من الملاحظ أنه في الوطن العربي كله بمؤسساته الإعلامية الضخمة -والشركة السعودية إحدى هذه المؤسسات الضخمة- ما زال مفهوم الصحافة الإلكترونية قاصراً على مجرد النسخة الورقية من -المبدعة- الصحفية. ونحن نتابع جيداً موقع جريدة الشرق الأوسط على الإنترنت، ورغم أننا نعترف بأن التقنيات التكنولوجية المستخدمة فيها متقدمة جداً، وأعتقد أنها متقدمة على الكثير من الصحف العربية الأخرى إلا أن المشكلة نفسها تظل قائمة، فهي عبارة عن نفس النسخة الورقية المطبوعة لجريدة الشرق الأوسط. وهنا لدي سؤالان: هل في نية الشركة إنشاء موقع إلكتروني متخصص موظفاً خصائص وتقنيات النسخة الإلكترونية كوسيلة مرئية ومقروءة وعليها نسبة إقبال عالية، وأن تختلف النسخة الموجودة على الإنترنت على النسخة الإلكترونية. وهذا الأمر منوط بالشركة. وثاني شيء أن يتم توظيف وتدريب الكوادر الشبابية، ونعترف بأن الشباب السعودي متعامل جيد جداً ومستخدم جيد جداً للإنترنت، ولديه طاقات وقدرات جيدة جداً. فلماذا لا يتم تدريبهم على تقنيات الصحافة الإلكترونية حتى نكون بارعين في هذا المجال؟
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: أنشئت إدارة للنشر الإلكتروني متخصصة في الشركة السعودية للأبحاث والنشر من أقل من سنة، أعتقد منذ ثمانية أشهر، وخلال هذه الفترة أُطلِقت مواقع إلكترونية لمطبوعات "الاقتصادية" ومطبوعات "هي" و "الجميلة" و "سيدتي" و "الرياضية" قريباً. والآن يعملون على تطوير "الشرق الأوسط" ليكون أكثر اتصالاً بالقرّاء. كما نسعى لتطوير خدمات عن طريق المواقع الإلكترونية للقارئ في مجالات مختلفة. ولدينا برنامج طموح جداً على عدة مراحل، كانت المرحلة الأولى تأسيس المواقع وتحسينها بما فيها موقع الشرق الأوسط، والمرحلة الثانية هي تطوير خدمات للقارئ عن طريق المواقع. هناك تفاصيل كثيرة في هذا الموضوع الذي أرى أنه أساسي واستراتيجي، ليس منه أي ربح مالي حالياً، ولكن أعتقد أنه استثمار للمستقبل. وأعتقد أن مجال النشر الإلكتروني هو المجال الذي يجب أن نستثمر فيه الآن في وقت مبكر جداً، وباهتمام كبير جداً لنحصل على نتائج إن شاء الله في السنوات القادمة لا أستطيع تحديد عددها بالضبط، ربما أربع أو خمس سنين أو عشر سنين، ولكنه استثمار مهم جداً، ونحن الآن ساهرون على تطوير العمل في هذا المجال. اتفق مع الأخت أن النشر الإلكتروني لا يتعدى في الوقت الحاضر مجرد النسخة الورقية، ولكن هذا سوف يختلف تماماً في وقت قريب جداً.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ غياث الشريقي يقول:
الشركة العربية للأبحاث والتسويق، تلك المنارة الإعلامية الشهيرة.. وأنتم على رأسها قيادياً وإعلامياً. كيف ستكون المشاركة والاحتفاء منكم بمناسـبة إعلان مكة المكرمة حرسها الله
عاصمة للثقافة الإسلامية مع حلول العام الهجري الجديد 1426هـ؟
 
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل: أعتقد أن الإخوان في المطبوعات لديهم أفكار كثيرة في طور الدراسة. لم نتفق على شيء محدد بعد، ولكن إن شاء الله سوف نعمل كل ما في وسعنا للمساهمة في هذه المناسبة القريبة على قلوبنا جميعاً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :846  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج