شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الله عمر خياط ))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أعترف مقدماً أنني لست صديقاً للميكرفون ولا علاقة لي به، ولكن محبتي واعتزازي بالشاعر خفاجي دفعتني لهذه الوقفة، فإن حدث مني تقصير أو عجز فالمعذرة منكم.
منذ فجر التاريخ، والإنسان يبحث عن أداة تجسد مشاعره وتُعبر عن أحاسيسه وما يمور في فؤاده من أفكار ورؤى.
أداة تمنحه قدرة التصوير لما يرى ويشهد من جمال الطبيعة، ومفاتن الحياة بما ومن فيها وعليها.
فالإنسان.. أي إنسان، لا يكفيه أن يشاهد ويستمتع، كما لا يرضيه أن يعيش ويتمتع، وإنما يهمه أن يكون له رأي.. وأن تتاح له الفرصة للتعبير عما في عقله من مرئيات وأفكار، وما في فؤاده من أحاسيس ومشاعر.
ولقد هداه تفكيره أول ما هداه.. إلى الرقص.. وليس هو بالطبع الروك آندرول.. أو الديسكو.. ولا حتى المزمار، ولكنه رقص يشبه الحنجلة.
ولما لم يجد فيه بغيته.. واصل البحث فاهتدى إلى النحت.. والرسم، ولكنهما لم يُعبرا عما في نفسه تماماً.. فكان أن اهتدى إلى الجملة من الكلام.. ومن ذلك الحُدَاء الذي أخذ يتغنى به وهو يساير الإبل.. ومنه تولدت الموسيقى في طورها الأول، ولكنه لم يجد في كل تلك الأدوات ما يمكنه من تجسيد مشاعره وتصوير أحاسيسه بالشكل المعبر.. فكان أن اهتدى إلى الشعر الذي وجد فيه الكلمة النابضة.. والموسيقى الراقصة.. والجرس المنغّم، ومن يومها أصبح كَلِفاً بالشعر، حفياً به، محباً له.
وضيف ليلتنا الصديق الحبيب شاعر الغناء والطرب الأستاذ إبراهيم خفاجي قد امتلك جميع هذه الأدوات المعبرة من حداء وصهبة وموشحات ومجرور، إلى جانب الإبداع في رقصة المزمار.. ومن قبل كل هذا وبعده معرفته الدقيقة بالأنغام أصولاً وفروعاً. الأمر الذي جعل من شعره الغنائي سهل التلحين، سلس الأداء!!
فالجملة من القصيدة في شعر إبراهيم خفاجي ذات جرس موسيقى مُبدع.. ولكُم أن تتذكروا أغانيه التي شدى بها الفنانون العرب وخصوصاً أستاذ الموسيقى الفنان طارق عبد الحكيم، والفنان طلال مداح -رحمة الله عليه- وفنان العرب أخي الأستاذ محمد عبده.. الذي قال فيما نشرته عنه "عكاظ" بالأمس: إن الخفاجي أستاذنا جميعاً ومنه تعلّمنا كيف نحب وكيف نغني.
ثم يؤكد الفنان محمد عبده مقولته بما نصه: "أجل تعلّمنا منه كيف نغني لأنه مغنٍ رائع حافظ للتراث الموسيقي والغنائي بنفس القدر من الروعة في صياغته للصور الغنائية الأكثر من رائعة".
وإذا كان لأمير الشعراء أحمد شوقي، وشاعر الشباب أحمد رامي الفضل في ارتفاع مستوى الأغاني التي شدت بها السيدة أم كلثوم، فإن الذي لا شك فيه أن للشاعر إبراهيم خفاجي الفضل على كثير من الفنانين العرب، وفي مقدمتهم فنان العرب أخي الأستاذ محمد عبده الذي كانت انطلاقته الكبرى بروائع قصائد الأستاذ الخفاجي ذات النكهة الحجازية، التي تميز بها عن غيره من مؤلفي الأغاني الذين اشتهروا من خلال أداء كبار الفنانين لقصائدهم، مثلما حصل للشاعر اللبناني جورج جرداق الذي حمل الصحفي الكبير سعيد فريحة قصيدته (هذه ليلتي) للفنان الكبير محمد عبد الوهاب متوسطاً لديه لإقناع أم كلثوم بأدائها بعد تلحينها من قبله.. وبهذه القصيدة اليتيمة عرف العالم العربي جورج جرداق شاعراً، يوم شدت السيدة أم كلثوم بأغنية (هذه ليلتي)، رغم كونه صاحب مؤلفات في مقدمتها (الإمام علي وبنوه) في أربعة مجلدات.
ولكن الحال بالنسبة إلى الفنان المبدع الشاعر إبراهيم خفاجي أنه هو الذي أعطى النجاح والشهرة للفنانين الذين شدوا بقصائده.
وإذا كان الشاعر أي شاعر يظل العمر كله يحلم بأن يردد الناس شيئاً من شعره ولو بيتاً واحداً، فإن الشعر الخفاجي له الكثير من الشعر الذي يتغنى به الشيوخ والشباب لما فيه من صور مبدعة وعذوبة تشجي المحب والولهان.
إنني لا أريد أن أطيل، ولذا أكتفي بالقول إن نجاح فنانينا الكبار من أبناء جيلي إنما كان عماده شعر الأستاذ المبدع إبراهيم خفاجي الذي قدم لهم كلمات لحنها (منها فيها) كما يقولون.
.. فتحية له اليوم.. وكل يوم والشكر موصول لأخي الكبير سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه الذي أصبحت اثنينيته سجلاً لتاريخ الأدب والفن والحياة في بلادنا مثلما كان الشعر ولا يزال "ديوان العرب".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: أيها السيدات والسادة كما هو معروف بعد أن ننتهي من كلمات السادة المتحدثين وكلمة فارس الاثنينية سيُفْتَح باب الحوار فمن كان لديه سؤالاً فليوافنا به.
الكلمة الآن لسعادة الأستاذ هاني فيروزي الكاتب المعروف.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :809  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.